القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدعم الخدمات في المخيمات

اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدعم الخدمات في المخيمات

الأربعاء، 03 آب، 2011

من بيروت إلى مخيم «عين الحلوة»، مشوار يختلف عن كل المشاوير، بمفهومه ومضمونه وهدفه، لأنه لم يأتِ في إطار التنزه أو لزيارة أماكن أثرية والتجول في الأسواق العتيقة، بل كانت وجهته نحو أكثر الأماكن فقراً واكتظاظاً سكانياً ووضعاً اجتماعياً صعباً.

هذه الزيارة التي قامت بها «المستقبل» برفقة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ـ لبنان أتت في إطار دعوة لحضور مناورة تجسد تقنيات الإسعافات الأولية بعد ان عملت اللجنة لفترة سنة ونصف السنة على تدريب شبان وشابات من المجتمع المحلي الفلسطيني على هذه الإسعافات، من خلال دورات عدة خضعوا لها بهدف تحسين فرص حصول ضحايا العنف على الرعاية التي تسبق الدخول إلى المستشفى، خاصة وأن تحسين فرص حصول اللاجئين الفلسطينيين على الرعاية الصحية، يشكل أولوية بالنسبة للعمليات التي تضطلع بها بعثة اللجنة في بيروت، وذلك للسنة الثالثة على التوالي.

منذ أن دخلنا إلى المخيم، وكأننا انتقلنا من بلد إلى آخر، فكل شيء هنا مختلف. البيوت متراصة وملتصقة ببعضها البعض حيث يبدو المخيم مشروعاً سكنياً واحداً، يعيش فيه نحو 100 ألف نسمة. والشباب يجولون على دراجاتهم النارية التي تستخدم بشكل كثيف داخل الأزقة الضيقة، وأطفال يلعبون بما توافر من حاجيات، ونساء بدا التعب وهموم الحياة على وجوههن. أما الفتيات اليافعات فرغم كل ما يعانينه من حرمان، خاصة في هذه المرحلة العمرية المليئة بالمغامرات والمتطلبات، ينظرن إلى الحياة بكل أمل وإصرار على السير قدماً، ويرغبن في التعلم لخدمة مجتمعهن الذي هو بأمسّ الحاجة إلى جيل الشباب الذي لا يعرف اليأس أو الاستسلام.

الجميع هنا فرح ومرتاح لما تقوم به اللجنة من تدريبات وغيرها، ويقدرون هذا الجهد الذي يبذل لدعم الخدمات الصحية لأن مجتمعهن بحاجة إلى مدّ يد التعاون والمساعدة. وهذا التقدير والاحترام تجلى عند وصول الفريق المختص والمشرف على التدريبات إلى المخيم الذي استقبل بالابتسامة وبإشارات الرضى التي ارتسمت على الوجوه. كما ان علاقات صداقة تربط بين الطرفين.

وأجرى المتدربون مناوراتهم أمام اللجنة، والتي جسدت عدة أنواع اصابات كالكسور في اليدين والرجلين والقفص الصدري والحروق وضيق في التنفس والاغماء وفقدان الاحساس بالأطراف.

وأعرب المشرفون على التدريبات لـ«المستقبل» عن رضاهم لما شاهدوه وما قدمه المتطوعون.

ولفت نائب رئيس البعثة في بيروت باتريك غيساز إلى «ان البرنامج مهم لكن الأهم جمع الفصائل داخل المخيم حول هذه الأمور الإنسانية».

ورحّب المشرف على الدورات أبو صالح المقدح بالحضور وباللجنة، مشيراً إلى «اننا شعب حر لا يأبى الاستسلام، مطالبنا بسيطة، لكن أحلامنا وتطلعاتنا كبيرة».

وشكر غيساز كل من ساهم في إنجاح هذه الدورات التدريبية، لافتاً إلى انه «رغم الصعوبات إلا ان الأمور تسير بشكل جيد».

وقدمت اللجنة درعاً تقديرية لأبو صالح وهدية تقديراً لجهوده. كما قدم مدير مستشفى الأقصى في عين الحلوة، وائل ميعاري، درعاً تقديرية لغيساز.

وقال أبو صالح لـ«المستقبل»: «اننا بحاجة إلى سيارات إسعاف متطورة ومجهّزة بكل الأدوات لإجراء العلاج اللازم للمريض كما اننا بحاجة إلى دورات أكثر شمولية في الإسعافات الأولية والى توسيع المستشفيات والاهتمام بالصحة وبالطاقم الطبي ومراعاة أحوال الناس واحتياجاتهم وتنظيمهم برامج توعية وإرشادات صحية من قبل المختصين».

وتمنت المتدربة أمينة شحادة ان تكون «التدريبات أشمل وأعمق لأننا بحاجة في المخيم الذي يشهد توترات أمنية، إلى هذا النوع من التدريبات خاصة وإن عدد المسعفين قليل إذا ما قارناه مع عدد سكان المخيم».

وأعربت هبة الواكد عن ارتياحها وزيادة ثقتها بنفسها بعد أن خضعت لدورة تدريب في الإسعافات الأولية، مشيرة إلى «ان أكثر الحوادث التي تصادفها في المخيم هي الاصابات اثر الاشتباكات أو نتيجة مشاكل فردية وحروق وضيق في التنفس وكسور».

وتحدثت مندوبة برنامج الإسعافات الأولية لدى اللجنة جانيس ايلوواي عن البرنامج «الذي يستمر على مدى ثلاث سنوات، ومدة الدورة ثلاثة أيام (7 ـ 8 ساعات)، وقد خضع حتى الآن لهذه الدورات التدريبية، أكثر من 330 متطوعاً في مخيمات: عين الحلوة والبداوي وبرج البراجنة».

وقالت: «لمسنا حاجة داخل المخيمات لوجود متطوعين يعرفون كيف يتعاطون مع المصاب أو المريض قبل وصوله إلى المستشفى.

الأشخاص الذين ندربهم ليسوا مسعفين بل متدربين على الإسعافات الأولية واستخدام الوسائل المتوافرة البسيطة في الموقع المتواجدين فيه، مثلاً كيف يمكن ان يحملوا الشخص الذي تعرض للكسور بشكل صحيح بدل نقله في السيارة بشكل عشوائي أو استخدام ما يخفف من وطأة الحرق بدل استخدام البن ومعجون الأسنان وما إلى ذلك».

ولفتت إلى «اننا نتعامل بالتنسيق مع اللجان الشعبية داخل المخيمات لأننا نريد ان يستفيد الكل من البرنامج، ونهدف إلى تكوين خلية أو بنية تعمل بطريق منتظمة ونعرض عليهم فكرة ان يكون هناك شخص منسق يمكن الاتصال به كي يرسل المتطوعين في حال طرأ أي طارئ».

وأشارت إلى «اننا أجرينا دورتين تدريبيتين لحملة السلاح والدورات الأخرى كانت موجهة إلى المجتمع المدني، إذ ان 70 في المئة من المشتركين هم اناث. كما نحاول ايجاد حلقة اتصال وتواصل، بين المتدربين والطوارئ والأطباء في مستشفى مخيم عين الحلوة لتبادل المعلومات ولتكون المعرفة عميقة بين الطرفين، فيأتي العمل أنجح وأكثر فعالية».

وأوضحت انه «إذا حقق البرنامج هدفه وبشكل منتظم، يمكن ان نستمر أكثر ونطور عملنا في التدريب ليصبح أكثر شمولية وتخصصاً».

اشارة إلى انه في العام 2010 قام جرّاحون متمرسون من اللجنة الدولية ومدربون في مجال التمريض، بتنفيذ برنامج تدريبي مكثف للأطباء والممرضين العاملين في خمسة مستشفيات تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومستشفى جمعية النداء الإنساني في مخيم عين الحلوة. وقدمت الدعم على صعيد الممارسات الطبية الحيوية في غرف العمليات الجراحية وقسم الطوارئ، كما دعمت عملية تأهب الجراحين اللبنانيين لحالات الطوارئ والاستجابة لها.

المصدر: جريدة المستقبل اللبنانية (هيام طوق)