المؤسسات الفلسطينية
تحيي القضية في معرض الكتاب في بيروت
الجمعة، 13
كانونالأول، 2013
محمد أبو ليلى/ خاص- لاجئ
نت
افتتح "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب" دورته
الـ 57 بمشاركة 210 دور نشر محلية و55 عربية إضافة إلى مشاركة رسمية لعدة دول عربية. وكما هو الحال في كل عام تجتمع وتلتقي أصحاب القضية الواحدة والمعاناة الواحدة
والهدف الواحد.
تتداعى الناس من كل حدبٍ وصوب للاطلاع على ما هو جديد في
حضرة فلسطين والقدس، وتسأل عن أهدافهم وإصدارتهم فيتهافت العراقي والمغربي والسوداني
واللبناني وكل إنسان حر إلى الجناح الفلسطيني للاطمئنان عن فلسطين وعن حالها وحال شعبها.
وبما أن القضية الفلسطينية لا ترتبط بجيل النكبة؛ بل بكل
الأجيال متناقلة، تنبهر للوهلة الأولى عند مشاهدتك في جناح خاص للأطفال لتعريفهم بقضية
سماوية اسمها القدس، وأن القضية العظيمة تنتظرهم وأن هناك عدواص يتربص بهم.
نعم، وفي كل عام، يجتمع الإنسان العربي مع المؤسسات المعنية
في الكتابة عن فلسطين من أجل تحرير فلسطين، ويجتمع الطفل البريء في حضرة القدس للتعرف
على مكانة وهوية وقدسية هذا المكان للمسلمين قبل الفلسطينيين.
تدخل إلى المعرض وتسبح في بحور العلم الممزوج بالعلم الشرعي
والثقافي والاجتماعي والسياسي والعلم والقصصي، إلا أن العلم الفلسطيني له قصة وحكاية
أخرى ولهذا تراقب وعن بعد المثقفين وهم يجولون في أجنحة المؤسسات الفلسطينية المشاركة.
المؤسسة الفلسطينية للدراسات، مؤسسة عربية مستقلة تأسست عام
1963 وتعرّف المؤسسة أن لها غاية بحثية علمية حول مختلف جوانب القضية الفلسطينية الصراع
العربي – الصهيوني وللعام 17 على التوالي يشارك وعن كثب في المعرض واضعًا بين يدي المثقفين
والمتعلمين أبرز إصدارته خلال العام المنصرم، ومنها على السبيل المثال "القدس
والإسلام" و"إضاءة على مأزق النخبة السياسية الفلسطينية" و"الصناعة
الأمنية الإسرائيلية" و"موسوعة النكبة" و"فلسطين دروس الماضي وتحديات
الحاضر واستراتيجيات المستقبل".
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات الذي تأسس في بيروت في
منتصف 2004 ويعنى بالدراسات الاستراتيجية ويعطي اهتماماً خاصاً بالقضية الفلسطينية
وبدراسات الصّراع مع المشروع الصهيوني، دخل إلى المعرض هذا العام، ورغم تأسيسها الحديث،
بإصدارات ضخمة ومهمة حول القضية الفلسطينية، ومنها كتاب "الديمقراطية الزائفة
والحصانة المسلوبة" و"أزمة المشروع الوطني الفلسطيني والأفاق المحتملة".
وكذلك من الكتب المهمة الصادرة حديثًا كتاب "السياسة الخارجية الأمريكية تجاه
القضية الفلسطينية" و "The Red Mirot"،
فضلاً عن سلسلة التقارير والتقديرات الاستراتيجية، على رأسها التقرير الاستراتيجي
السنوي.
ومن المؤسسات المشاركة والبارزة في معرض الكتاب في بيروت مؤسسة القدس الدولية،
وهي مؤسسة تعمل في التعريف عن قضية القدس من خلال عدة مجالات إعلامياً وثقافياً وتعبوياً
وتستعرض دائماً تقارير علمية أكاديمية عن واقع مدينة القدس ووضع المقدسيين فيها. وللمؤسسة
عدة إصدارات مهمة ومنها "التعليم في القدس" و"الإسكان في القدس".
وتصدر تقارير دورية عن حال القدس، وكتاب "عين على الأقصى". وتميزت
المؤسسة هذا العام بتخصيص جناح للأطفال يحتوي على معلومات مقدسية موجهة لهم بطريقة
تناسب أعمارهم وقدراتهم العقلية والفكرية، واكتسبت تفاعلاً مميزاً وسط اهتمام بارزٍ
من أهلهم الذين أثنوا على العمل. إضافة إلى ذلك اندفاع الشباب لمعرفة حجم المخاطر التي
تحيط في القدس ومسجد الأقصى المبارك.
ختاماً، لقد أثبتت هذه المؤسسات وبطريقتها المميزة وبجهدها المخلص للقضية وعلى
مدى أيام النكبة أن هذا الشعب حيّ وباقٍ وصاحب قضية يعمل لها بشتى الوسائل والإمكانيات
من أجل التحرير والعودة والارتقاء الحضاري في سلّم الأمم.
