القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

المبادرات الرمضانية تتسابق في تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في منطقة صور: التكافل بديلاً عن «الأونروا»



خاص- لاجئ نت || الثلاثاء، 12 نيسان، 2022

مع استمرار الأوضاع الاقتصادية والانسانية السيئة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، تتواصل المبادرات والحملات الفردية والجماعية، للتخفيف من أثار أزمة حقيقية تمر بها المخيمات والتجمعات الفلسطينية نتيجة للأوضاع الاقتصادية التي تعصف بلبنان ورمت بثقلها على اللاجئين الفلسطينيين، التي تعاني من تدهور اقتصادي ووضع معيشي صعب للغاية وصل مستواه إلى أدنى من خط الفقر.

وفي ظل غياب لوكالة "الأونروا" والمسؤولين عن اللاجئين الفلسطينيين عن المشهد وتقاعسهم عن أداء واجبهم، بحسب وصف اللاجئين الذين لم يُستجب لنداءاتهم خرجت مبادرات خيرية من رحم أوجاع الناس ومعاناتهم. وانطلقت في تجمعات الساحل في منطقة صور في لبنان ثلاث مبادرات رمضانية للعام الثالث على التوالي. مبادرة "أهل الخير" في تجمع الشبريحا، ومبادرة "يد الخير" في تجمع كفربدا والواسطة في منطقة صور بالإضافة إلى حملة "إفطار صائم" في تجمع القاسمية للاجئين الفلسطينيين.

هذه المبادرات الثلاث أسسها شباب فلسطينيون داخل هذه التجمعات الفلسطينية في منطقة صور جنوب لبنان، حيث يجول المتطوعون فيها على أبناء التجمعات لجمع التبرعات كل حسب طاقته وقدرته المادية، أضافة الى جمع التبرعات من المغتربين لمساعدة العائلات الفقيرة والأكثر عوزاً.

وفي حديث لشبكة "لاجئ نت" الإخبارية، قال أحد المتطوعين في حملة "أهل الخير" ابو العبد رشيد من تجمع الشبريحا بأن هناك مأساة حقيقية تعيشها المئات من العائلات الفلسطينية وهناك عائلات لا تمتلك أي شيء في بيتها وهي بحاجة دائمة للمساعدة حتى تبقى على قيد الحياة، مشيراً إلى أن هذه المبادرات تعمل لمصلحة اللاجئين الفلسطينيين وتتقبل المساعدات المالية والعينية والتي تقوم بدورها بتوزيعها على العائلات المحتاجة داخل التجمع على شكل طرود غذائية أو وجبات طازجة وسلة خضار أو من خلال مساعدات مرضية وسداد ديون عن اللاجئين الفلسطينيين.

وعن أهم المصاعب التي تواجهها هذه الحملات أشار رشيد بأن نسبة الدعم لهذه الحملات أقل بكثير عن السنوات الماضية بسبب ازدياد الأوضاع الاقتصادية وبسبب فقدان الكثير من العائلات لأعمالها وازدياد نسبة البطالة في صفوف اللاجئين الفلسطينيين.

وأضاف رشيد أنه بسبب توزع السكان بين تجمعات الساحل في منطقة صور فإنه يصعب علينا آلية التنقل من منطقة إلى أخرى خاصة في ظل ارتفاع اسعار المحروقات إضافة إلى الحاجة الى الدعم المالي المستمر من أجل استمرارية العمل في الحملة ودعم أكثر للاجئين الفلسطينيين.

وبدوره قال أدهم المحمود متطوع في حملة "يد الخير" من تجمع كفربدا لشبكة "لاجئ نت": من المؤسف جداً ارتفاع مستويات الفقر والبطالة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام والتجمعات بشكل خاص خلال السنوات الثلاث الأخيرة بشكل غير مسبوق، وان الوضع وصل إلى مرحلة أن كثيراً من اللاجئين الفلسطينيين باتوا عاجزين عن تأمين ربطة خبز أو دفع إيجارات منازلهم او فاتورة مولدات الكهرباء بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع نسبتي البطالة والفقر ، مناشداً جميع الخيريين من ابناء الشعب الفلسطيني ومن المغتربين الفلسطينيين بالمزيد من الدعم وتقديم يد العون لإخوانهم واهلهم من اللاجئين الفلسطينيين.

هذه المبادرات خففت قليلاً من آثار الفقر الذي يعاني منه السواد الأعظم في المخيم، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، في ظل ارتفاع نسبة البطالة ، ولكن مع أهميتها لا تغني عن دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" الذي لا يزال غائباً، فالمخيمات والتجمعات الفلسطينية تحتاج إلى خطط تنموية تسعف اللاجئين ليصمدوا أمام الأزمات، وليس إلى مبادرات آنية تعتمد على تبرعات فردية .