المخيمات الفلسطينية بسوريا..
هجرة ثانية من نيران الحرب
غزة-أحمد المصري
أنتجت حالة الصراع الدائر بين
النظام السوري الرسمي والمعارضة المسلحة، حالة مأساوية على أحوال اللاجئين الفلسطينيين
واستهدافا مباشرا لمخيماتهم التي يقطنون بها في سورية، الأمر الذي خلف المئات من الضحايا
والجرحى والمفقودين، إضافة إلى فتح هجرة جديدة هرباً من نيران الحرب المستعرة والتي
لا ناقة لهم أو جمل فيها.
آخر ما أوردته وسائل الإعلام
نقل على لسان وكالة "الأونروا" الدولية في سوريا، قالت فيه إن عملية تشريد
جماعي تجري في بعض المخيمات للاجئين الفلسطينيين، وأن اللاجئين يتعرضون للقتل والتشريد
بأعداد أكبر من بداية الصراع المسلح، فيما أشارت إلى أن 6 آلاف لاجئ شردوا بعد سيطرة
مسلحين على مخيم عين التل القريب من مدينة حلب.
وقدرت الوكالة الدولية، أعداد
المهجرين من المخيمات السورية، نتيجة الصراع السوري الداخلي الجاري، بـ235.000 لاجئ
فلسطيني تم تشريدهم داخل سوريا، في وقت أن أعمال العنف لم تتوقف ضدهم، رغم كل النداءات
التي أطلقت في هذا السياق.
نتائج وخيمة
وأكد منسق مجموعة العمل من أجل
فلسطينيي سورية ومقرها العاصمة البريطانية لندن طارق حمود، أن حالة الصراع السوري والاشتباك
المستمر بين قطب النظام والمعارضة قد أفرز نتائج وخيمة على المخيمات الفلسطينية.
وقال حمود لـ"فلسطين"
:إن وجود اللجان الأمنية التابعة للجبهة الشعبية القيادة العامة في المخيمات يعد سببا
للتوتير داخل المخيمات، في وقت كان تسعى معظم الأطراف إلى أن تكون المخيمات الفلسطينية
بعيدة عن أوج الصراع.
وأوضح أن اشتباكات جرت قبل أيام
قليلة في مخيم عين التل، أودت إلى تهجير معظم سكانه، وذلك بعد سيطرة الجيش الحر، وذلك
خشية من اشتعال الاشتباكات واستعارها، وأن ذلك يعد مثالا جرى في حالات عدة في المخيمات
الأخرى.
وشدد حمود على أن الحرب الدائرة
بين النظام والمعارضة، أسست لهجرة ثانية للاجئين الفلسطينيين بعد هجرة عام 1948، وخلف
أعدادا أكبر مما نقلته وكالة "أونروا" في حديثها بصورة تقدر بـ 300 ألف مهجر،
داخل سورية فقط.
وأضاف أن من بين مجموع المهجرين
خمسين ألفا خارج حدود سورية، منهم 35 ألفا في لبنان، و5 في الأردن، و6 إلى 7 في مصر،
والمئات ممن وصل إلى تركيا، وليبيا، أو دول أوروبا، أو بعض الدول الأخرى في المنطقة.
مساعدة ملحة
وذكر حمود أن ثلاثة أرباع الفلسطينيين
في سورية بحاجة إلى مساعدة ملحة من الناحية الإنسانية، مشددا على أن المسؤولية الأولى
لما يجري في المخيمات السورية يقع على عاتق الحكومة السورية أولا، ومن ثم القيادة الفلسطينية،
والمنظمات الدولية وعلى رأسها "أونروا".
ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين
في سوريا بستمائة وخمسين ألف نسمة، يتوزعون على 12 مخيما في الدولة، استشهد منهم منذ
بداية الأحداث السورية الجارية وفقا للمنظمات المختصة أكثر من 1200 شهيد، والآلاف من
الجرحى.
بدوره قال مدير مؤسسة شاهد د.محمود
الحنفي :إن الأطراف السورية المتصارعة حاول كل منها جذب اللاجئين الفلسطينيين إلى محوره،
لما يمثلونه من ثقل وأهمية، فيما أن استهداف المخيمات من الطرفين نتيجة عدم القبول
بذلك.
وأوضح الحنفي لـ"فلسطين"،
أن حالة الصراع هذه خلفت الآلاف من الشهداء والجرحى والمشردين، داخل سورية وخارجها،
فيما كان أثر القصف والتدمير كبيرا على ممتلكاتهم ومنازلهم، داخل المخيمات وفي محيطها.
حدة الصراع
وأشار إلى أن اللاجئين يفرون
في كثير من الأوقات من حدة الصراع بين النظام والمعارضة، إلى خارج المخيمات، ليبقوا
بلا مأوى أو رعاية أو مساندة، لافتا إلى أن الأخبار المتواردة من المخيمات تؤكد انفلات
الأمن وغيابه.
وشدد على أن الحالة الجارية
للمخيمات تقع على مسؤولية المجتمع الدولي برمته، "والذي يغض الطرف عن مأساة هؤلاء
اللاجئين"، مضيفا :"لو كان حريصة هذه الدول على وقف ما يجري لفعلت لكنها
تغلب المصلحة على القيم الإنسانية".
ولفت الحنفي إلى أن المساندة
السياسية والإعلامية من الفلسطينيين مفقودة بشكل كبير، وأن الشواهد تشير إلى أن ما
يجري في سورية لا يعني الكثيرين من قيادة منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية وبعض
القوى والفصائل.
المصدر: فلسطين أون لاين