الإثنين 30
تشرين الأول 2023
منذ اليوم الأول
لعملية "طوفان الاقصى" في 7 تشرين الأول 2023، انخرطت المخيمات
الفلسطينية في لبنان في دعم غزة وشعبها ومقاومتها، ولم تتوقف القوى السياسية
الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية وأبناؤها في تنظيم المسيرات والوقفات تعبيرا
التضامن.
وأكدت مصادر
فلسطينية لـ"النشرة"، ان أهميّة التحرّكات التضامنيّة أنّها جاءت في
غالبيتها موحّدة باسم هيئة العمل المشترك، وحملت رسائل سياسية بمختلف الاتّجاهات،
ابرزها انّ الشعب الفلسطيني موحدا في الداخل والخارج، وأن لا وقت للخلافات حاليا،
على قاعدة ان مواجهة العدوان الاسرائيلي وحرب الإبادة يتطلب الوحدة في كل الميادين
العسكرية والدبلوماسية والسياسية والميدانية.
وأوضحت هذه
المصادر، أن حركة "فتح" لم تقف مكتوفة الأيدي في هذا المضمار، بل انخرطت
في سبل دعم غزة وصمود شعبها ومقاومتها، ولم تكتفِ بالمشاركة في النشاطات الداعمة
جماعيا أو تنظيمها فرديا وفي مختلف المخيمات، بل سارعت إلى إطلاق مبادرة لإعادة
الأمن والاستقرار في مخيم عين الحلوة الذي شهد اشتباكات دامية بينها وبين
"تجمع الشباب المسلم"، ثم اتبعتها بازالة الدشم والمتاريس ورفع السواتر
الحاجبة ونشر القوة المشتركة ودعوتها لعودة الحياة الطبيعية.
بالمقابل، فان
حركة سفير فلسطين في لبنان عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" أشرف دبور، لم
تهدأ في رفع الصوت عاليا لنصرة غزة، وعقد سلسلة اجتماعات مع سفراء عرب وأجانب شرح
لهم ما يحيط القضية الفلسطينية من مخاطر حقيقية لجهة المخطط الاسرائيلي لتصفيتها
بعد حرب الإبادة الجماعية من جهة ومحاولة فرض التهجير من جهة أخرى، قبل أن يتوج
حركته بلقاء تضامني عربي دبلوماسي–سياسي، في مقر السفارة في بيروت.
ولم يخف السفير
دبور إنّ إطالة امد العدوان في ظلِ صمتٍ دولي مُطبِق والتعبير عنه من خلال مواقف
بعض الدول، شجّعَ ومنحَ اسرائيل غطاءً وحماية وإجازة دولية في مخالفة القانون
الدولي الإنساني بما سُمّي "دفاع عن النفس" مما منح الحرية للاحتلال
لضرب مقومات المشروع الوطني والوجود الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلّة،
وتنفيذ مشروعهِ بتهجيرِ وإلقاء أكثر من 2 مليون فلسطيني في المجهول.
توازيا، لم تهدأ
حركة "حماس" السياسية، حيث جال مسؤولوها على عدد من القوى اللبنانية
والمراجع الدينية، وآخرها الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما انخرطت وحركة
"الجهاد" الإسلامي في جبهة المواجهة العسكرية، انطلاقا من الجنوب
اللبناني للمرة الأولى.
ويقول أمين سر
العلاقات في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان هيثم أبو الغزلان
لـ"النشرة"، "ان عمليات سرايا القدس داخل فلسطين المحتلة،
والمنطلقة من جنوب لبنان، تحمل أربع رسائل:
1- أنّ
قطاع غزة لن يكون وحده، خصوصًا في ظل حرب الإبادة التي يمارسها العدو الصهيوني.
وثقتنا كبيرة بالتضامن العربي والإسلامي والعالمي مع المقاومة، وثقتنا أيضا أنه
سيمتد ويكبر وما يحدث في فلسطين يعني كل شعوب الأمة"
2- "رسالة تأكيد على حق الفلسطيني في
العودة إلى دياره التي اقتُلع منها، وفي الوقت ذاته، رسالة رفض فلسطينية للتوطين،
خصوصًا أن العدو الصهيوني لن يقوم بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ولا سيما القرار
194 الذي ينص على حق العودة والتعويض، إلا من خلال استمرارية المقاومة".
3- "أن كل مخططات العدو الصهيوني لحسم
الصراع عبر تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، أو من الضفة، لن يُكتب لها النجاح، فما
حصل في معركة طوفان الأقصى، قد قلب المقاييس، وأثبت من جديد جدوى الكفاح المسلح
خيارا للتحرير والعودة".
4- "انها تعبير واضح ان السلاح الفلسطيني يجب أن تبقى وجهته، على الدوام،
باتجاه العدو الصهيوني. ويجب ألاّ يكون سلاحا عبثيا، او للإقتتال الداخلي، أو
الفتن او تهديد السلم الأهلي اللبناني واستقرار المخيمات، بل يجب أن تبقى وجهته
فلسطين والقدس".
وختم أبو
الغزلان، ان الحركة "لن توفر أي جهد في سبيل نصرة أهلنا في معركة طوفان
الأقصى. والمخيمات الفلسطينية على أهبة الإستعداد للمشاركة والإنخراط في معركة
نصرة أهلنا في فلسطين، والقتال حتى التحرير والعودة بإذن الله تعالى".
نداء ناري
وفي موقف لافت،
وجه مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان هيثم عبده، نداء دعا فيه كل الشعب الفلسطيني
للنزول إلى الميادين في الضفة الغربيّة وفي الداخل الفلسطيني المحتلّ منذ 1948 وفي
مخيمات اللجوء في الشتات لدعم أهلنا في غزة وطلب من الفلسطينيين في الضفة للتوجه
إلى نقاط التماس مع العدو والاشتباك معه.
ودعا عبده
السلطة الفلسطينيّة وأجهزة الأمن الفلسطينية إلى الالتحاق بالمقاومة الآن وليس
غداً، مخاطبا قادة وجنرالات العدو بالقول: "موتوا بغيظكم، فلن تجدوا بيننا من
يرفع الراية البيضاء بل رجال ذوي بأس شديد. فالمقاومة مستمرة، والقادم اعظم. آن
الأوان اليوم وقبل غداً أن نعيد الاعتبار والعمل فوراً بمقولة وراء العدو في كل
مكان، يجب ألا يرتاح هذا العدو أينما وجد، يجب ضربه في كل مكان وفي كل زمان، لأنه
لا يفهم إلا بالقوة، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. فعلى المقاومة الآن
الذهاب إلى أقصى تصعيد مقابل الوحشية والهمجية والبربرية والمحرقة التي يقوم بها
العدو.