القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 10 كانون الأول 2025

تقارير إخبارية

المخيمات الفلسطينية في لبنان تنفجر فرحًا بتأهل منتخب فلسطين: ليلةٌ تختصر وجع اللجوء وتعيد إشعال الأمل



بيروت – لاجئ نت|| الأحد، 07 كانون الأول، 2025

 

لم تكن ليلة عادية في المخيمات الفلسطينية بلبنان، بل تحوّلت إلى ما يشبه الاحتفال الوطني المفتوح، بعدما خطّ المنتخب الفلسطيني اسمه في الدور المقبل من التصفيات، ليشعل موجة فرح عمّت كل التجمعات من الجنوب إلى الشمال.

من عين الحلوة في صيدا، مرورًا بـبرج البراجنة وشاتيلا في بيروت، والبرج الشمالي والرشيدية في صور، وصولًا إلى نهر البارد والبداوي في الشمال، توحّدت الهتافات، وتعانقت الأعلام، واندفعت حناجر الأطفال والشباب والنساء في مشهد لا يشبه إلا لحظات الإجماع الفلسطيني الكبرى.

فرح يتجاوز حدود الرياضة

في الأزقة الضيقة التي تعرف وجع اللجوء جيدًا، ارتفعت أصوات الموسيقى والزغاريد. امتلأت الشوارع بمواكب الدراجات والسيارات، فيما لم تتوقف الهواتف عن بث اللحظات مباشرة عبر وسائل التواصل. كانت الاحتفالات أشبه بانتفاضة فرح، كأن الفلسطينيين وجدوا مساحة يتنفسون فيها الوطن من جديد.

يقول أحمد من مخيم البداوي: "ما جرى الليلة ليس فوزًا رياضيًا فقط. إنه لحظة كرامة لكل فلسطيني خارج وطنه. شعرت أننا عدنا جميعًا تحت علم واحد."

أما أم خالد من مخيم عين الحلوة فتضيف: "نعيش أيامًا صعبة، لكن هذه اللحظة أرجعت لنا البسمة. المنتخب أعاد إلينا شيئًا من الأمل الذي نفتقده."

رياضة تجمع ما فرّقته المسافات

الأداء اللافت للمنتخب خلال التصفيات بدا كأنه رسالة موجّهة للشتات الفلسطيني الذي يعيش ضغوطًا اقتصادية واجتماعية متراكمة. فبين البيوت المتلاصقة والهموم اليومية، أعاد الفوز إنتاج حالة من الوحدة العاطفية، ذكّرت بعمق الارتباط بالأرض رغم عقود اللجوء.

لم تكن الاحتفالات مجرد تعبير عن دعم فريق رياضي، بل إعلانًا جماعيًا أن فلسطين، رغم الألم والبعد، لا تزال حاضرة في الوجدان والهوية.

أمل يتجدد

تحوّلت ليلة التأهل إلى محطة رمزية تقول إن الرياضة قادرة على استعادة شيء من الفرح الفلسطيني المفقود، وأن المخيمات — رغم كل التحديات — ما زالت نابضة بالحياة والانتماء.

كانت ليلةً قصيرة، لكنها حملت الكثير من المعاني… وبين الهتافات والدموع، بدت فلسطين أقرب من أي وقت مضى.