8 آذار.. «يوم المرأة العالمي» تخليداً للنضال
المرأة الفلسطينية ثائرة.. ومناضلة في الوطن والشتات
الأربعاء، 07 آذار، 2012
آمنة جبريل: ساهمت في الحفاظ على الهوية الفلسطينية
سميرة صلاح: ناضلت إلى جانب الرجل في كل المراحل
عليا العبد الله: ما زال أمامها الكثير من العمل والنضال
شكّلت تجربة المرأة الفلسطينية في مراحلها المختلفة، حالة نضالية مميزة في الوطن والشتات، فمنذ إنطلاقة الثورة الفلسطينية الحديثة في منتصف الستينيات من أجل التحرر وحق العودة والتشبث بالأرض والهوية الوطنية، شاركت نساء فلسطين مع الرجال في الصراع ضد العدو الإسرائيلي، فناضلت بالسلاح والعلم، وقدّمت التضحيات الجسام من أجل البقاء واسترجاع الأرض..
ورفعت المرأة الفلسطينية شعار الوقوف الى جانب الرجل في معركة التحرير، وسقطت شهيدات كثيرات منهن: شادية أبو غزالة وتغريد البطمة ولينا النابلسي ودلال المغربي، وبرزت في النضال المسلح أسيرات عديدات وقائدات في خضم موقعها ودورها التاريخي في النضال الوطني الفلسطيني، كجزء من مكونات الحركة الوطنية، حيث استطاعت أن تُكرّس موقعاً متقدماً في كافة القطاعات، فهي قاتلت واستشهدت وأُبعدت واعتقلت وتبوأت مواقع قيادية..
وعلى الرغم من مشاركتها في جميع مناحي الحياة فما زالت تُعاني من غياب السياسات والتشريعات الكفيلة بالارتقاء لوضعها، إضافة الى معاناتها من بعض الموروثات والعادات والتقاليد، التي شكلت تناقضاً صارخاً بين دور المرأة من جهة، وبين النظرة التقليدية لها، والنظر إليها كإنسان قاصر، إلا أن المرأة الفلسطينية ما زالت تواصل نضالها الاجتماعي، بما يضمن لها المشاركة الفاعلة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وانجاز الاستقلال لتعزيز دورها في صنع القرار الوطني..
«لـواء صيدا والجنوب»، وفي «يوم المرأة العالمي»، يُحاكي تجارب عدد من الفلسطينيات، اللواتي كان لهن دور بارز في نضال المرأة الفلسطينية..
عضو المجلس الوطني الفلسطيني» والمجلس الثوري لحركة «فتح» ورئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية - فرع لبنان آمنة حبريل، قالت: الثامن من آذار، هو اليوم الذي يذكرنا بأول انتفاضة نسائية عارمة في العالم ضد الاستغلال، حيث جرى أول تحرك مطلبي في نيويورك عام 1857، حيث أعلنت فيه عاملات الألبسة في المدينة، الإضراب المفتوح لتخفيض ساعات العمل ونيل حقوقهن، وقد حدد 8 آذار ليكون تخليداً وتكريماً للنساء التي قدن الإضراب، وسقطن برصاص القمع دفاعاً عن حقوقهن، وقد تبنته الأمم المتحدة ليصبح يوماً عالمياً تتعاون من خلاله نساء العالم، ويناضلن من أجل مستقبل أفضل تتمتع فيه شعوب العالم بالحرية والاستقلال.
وأضافت: تأتي هذه المناسبة والمرأة الفلسطينية ما زالت ممتلئة بالخصب والعزم والإرادة على المضي في النضال، مطالبة بحقها الشرعي لممارسة حياتها الإنسانية بكرامة وعنفوان على أرض فلسطين، وتقف في خندق المواجهة إلى جانب شعبها من أجل تحرير الأرض من سرطان الاحتلال والاستيطان، وتدرك تماماً بأن تحررها هو جزء لا يتجزأ من معركتها في سبيل بناء دولة العدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة، وهذا ما يميّز المرأة الفلسطينية عن غيرها، بأن تاريخها النضالي قد ارتبط بشكل وثيق بالقضية الوطنية، حيث وجدت نفسها أمام مهمات عديدة، فكانت في معظم الأحيان المعيلة الأولى للعائلة، فاندفعت للعمل خارج البيت، وساهمت إلى حد كبير في الحفاظ على الهوية الفلسطينية، ولعبت دوراً أساسياً في رعاية وتماسك الأسرة الفلسطينية، وتعزيز الانتماء الوطني للأجيال الجديدة المتعاقبة.
وختمت جبريل: إن المرأة الفلسطينية تناضل بقناعة وإيمان قوي وراسخ، من أجل رفع كافة أشكال التمييز ضدها، عبر مشاركتها الفعّالة وأداء دورها الأصيل، في صنع المستقبل الوطني، جنباً الى جنب مع الرجل، كونها شريكة نضال ومعاناة، وعلى قدم المساواة في الحقوق والواجبات والفرص، وهذا ما أكدته وثيقة الاستقلال الفلسطيني، حيث ترجمت هذه الوثيقة التاريخية لصالح المرأة ودورها في العملية الديمقراطية المستمرة في فلسطين، واستطاعت المرأة من خلال تطبيق مبدأ «الكوتا النسائية» أن تحصل على أكثر من 600 مقعد في الانتخابات المحلية والبلدية، وفازت 17 امرأة بعضوية المجلس التشريعي، كما فازت ولأول مرة في عضوية اللجنة التنفيذية لـ «منظمة التحرير الفلسطينية».
عضو «المجلس الوطني الفلسطيني» سميرة صلاح، أكدت «أن آذار شهر الربيع والخير يجمع معه أرقام ومضامين جميلة ورائعة.. وهو «يوم المرأه العالمي» وأعياد المعلم والأم والطفل، ويوم الكرامة ويوم الأرض، في هذا الشهر العظيم بإسمه ومضمونه، نتذكر نضالات المرأة الفلسطينية الى جانب الرجل، في كل مراحل النضال الفلسطيني القومي والوطني ضد الانتداب البريطاني وضد الاغتصاب الصهيوني لفلسطين».
وأضافت: كانت المحطة الأولى والأبرز في تلك المراحل عام 1929، والتي اشتهرت بثورة البراق التي استمرت اسبوعاً دموياً حافلاً بالتضحيات، كان للمرأة نصيب منه.. فقد دعت عدد من النساء الناشطات لمظاهرة نسائية بالسيارات، كانت الأولى من نوعها، رفعت فيها شعارات «بأن حائط البراق ملك للفلسطينيين وحدهم، وهو جزء لا يتجزأ من الحرم الشريف»، وبعد ذلك عقد أول مؤتمر نسائي في فلسطين حضرته حوالى 300 إمرأة من كل المدن والقرى الفلسطينية، وحضّروا لأضراب نسائي طرحت فيه شعارات ضد الانتداب البريطاني، وضد المندوب السامي بالتحديد، وضد «وعد بلفور»، ورفعت فيه مطالب للأفراج عن المعتقلين في سجون الانتداب البريطاني.
وأشارت صلاح الى أنه «في إضراب العام 1936، وفي الثورة الكبرى 1937-1939 شاركت المرأة في حمل السلاح ونقل المؤن والرسائل للمناضلين في الجبال، وسقطت الشهيدة فاطمة غزال، لتكون أول شهيدة فلسطينية على أرض الوطن، تلتها حلوة زيدان. وتكونت في تلك المرحلة الجمعيات الاجتماعية والانسانية للاهتمام بالجرحى والأطفال والنساء والشيوخ».
مسؤولة مكتب المرأة في حركة «فتح» لمنطقة صيدا عليا العبد الله، شددت على «أن المرأة الفلسطينية، هي السباقة بالنضال فهناك الفدائيات.. الكاتبات.. المعلمات.. الطبيبات.. والعاملات في كافة الميادين الإجتماعية والسياسية، قاتلن وناضلن.. وأثبتت نفسها، فتحملت أعباءً كثيرة، شاقة، فقد قامت الأم الفلسطينية بدور كبير في تربية أبنائها والدفاع عن حقهم في العودة إلى وطنهم السليب».
وأضافت: إن واقع المرأة الفلسطينية صعب، ويتجسد في أشكال كثيرة من المعاناة والإضطهاد، بأبعاده الإجتماعية والاقتصادية والسياسية، لقد واجهت المرأة الفلسطينية واقع اللجوء والاحتلال قبل النكبة وبعدها، وكان لعملية تل أبيب التي قادتها الشهيدة دلال المغربي في مثل هذه الأيام من العام 1978، دور بارز ومشرق، وتتوّج دورها السياسي بشكل ملفت بعد إنطلاقة الثورة الفلسطينية في العام 1965. وكانت ظروف المرأة الفلسطينية في مخيمات لبنان قاسية جداً، لأنها تعرضت لعنف اللجوء والإقتلاع من الأرض، ولعنف الأحداث والمؤتمرات والإعتداءات.
وأكدت العبد الله» أنه «لا يزال أمام المرأة الفلسطينية الكثير من العمل والجهد والنضال السياسي، ومن أجل أخذ دورها في صنع القرار السياسي والإجتماعي والاقتصادي، لأنها لا تزال أمام التحدي الأكبر للمشروع الفلسطيني، والمتمثل في وجود الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى هم وطني كبير وعميق لهمومها، متمثلاً في الإنقسام الفلسطيني، الذي تدفع ثمنه المرأة الفلسطينية أضعاف ما يدفعه الرجل، وهذا الإنقسام لا يخدم أي من الأطراف، فدائماً تطالب المرأة الفلسطينية بالوحدة الوطنية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين».
مسيرة دعماً للقدس غداً في عين الحلوة
لمناسبة الثامن من آذار «يوم المرأة العالمي»، ينظم «الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية» – فرع لبنان، مسيرة دعماً للقدس وتضامناً مع الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، العاشرة من صباح غد (الخميس)، تنطلق من أمام مقر الاتحاد في مخيم عين الحلوة، باتجاه مقبرة درب السيم.
المصدر: ثريا حسن زعيتر - اللواء