القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 27 كانون الأول 2024

تقارير إخبارية

المرأة الفلسطينية في مرمى العدوان.. أمانٌ منعدم وبيتٌ مُنهدم


الثلاثاء، 30 كانون الثاني، 2024

لا يزال العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي يُلقي بظلاله الكارثية على كافة النواحي وجميع الفئات والشرائح؛ وذلك يفسره أن أكثر من 90% من سكان القطاع صاروا نازحين، وأن أكثر من 5% من إجمالي عدد المواطنين راحوا ضحية الإبادة الصهيونية الجماعية، بين شهيد وجريح.

الأكثر تضررًا

من بين الفئات الأكثر تضررًا جرّاء هذا العدوان، المرأة الفلسطينية، والتي كانت هدفًا رئيسًا للعدو الصهيوني في جرائمه التي مارسها طيلة شهور الحرب الماضية، حتى إن الإحصائيات تؤكد أن عدد من ارتقين شهيدات بلغ 7500 امرأة، أي أنهن يمثلن حوالي 30% من بين شهداء الحرب، فضلا عن حوالي 11 ألف جريحة وآلاف المفقودات تحت الأنقاض.

يأتي ضعف المنظومة الصحية والعلاجية في صدارة المشاكل التي تعاني منها المرأة الفلسطينية في قطاع غزة، خاصة الحوامل والأمهات حديثات الولادة، واللاتي وقع عليهن أو على أطفالهن ضرر مباشر بسبب عدوان الاحتلال على القطاع الصحي، الذي استهدف المستشفيات بشكل مباشر، وصل لمرحلة تمدير البنى التحتية لها ومنع وصول الوقود إليها، ما سبب بتوقف الأجهزة عن الأطفال حديثي الولادة وعن الأمهات اللاتي لم تلتئم جراحهن بعد.

معاناة صحية

ورغم معاناة جميع النساء والفتيات في قطاع غزة فإن الأمور مختلفة تماماً بالنسبة الى النساء الحوامل والأمهات منهن؛ اذ تسبب القصف الإسرائيلي بفقدان الحوامل لأجنتهن، حيث استشهد عدد كبير منهن وأخريات تعرضن للإجهاض. وهناك 60,000 سيدة حامل معرضة للخطر ومن المتوقع أن تلد الآلاف منهن في الشهر المقبل، ويحتمل أن تعاني المئات منهن من مضاعفات في الحمل والولادة في ظل غياب الرعاية الصحية والتخدير بعد خروج 30 مستشفى و53 مركزاً صحياً عن الخدمة واستهداف 150 مؤسسة صحية بشكل مباشر حسب المكتب الإعلامي الحكومي.

وقد سجل ارتفاع في حالات الإجهاض ووفاة الأجنة نتيجة القصف، واستخدام الأسلحة الخطيرة كالفسفور الأبيض، كما تجري عمليات الولادة للنساء كالولادة القيصرية دون تخدير كاف أو أدوية مسكنة في ظل نقص الأدوات والمستلزمات الصحية الضرورية، ويعتبر التهديد الأكبر هو سوء التغذية نتيجة عدم حصولهن على الفيتامينات والبروتينات والمعادن التي تمكن الجسم من القيام بوظائفه.

ويتسع الضرر انتشارًا بالنظر للاحتياجات الصحية الأساسية للمرأة بشكل عام، والتي يلزم منها توفر الأدوية والاحتياجات اليومية للمرأة، خاصة صاحبات المراض المزمنة، بينما لا تتوفر أدنى المقومات العلاجية في قطاع غزة، بسبب الحصار المفروض عليه صهيونيًّا، والذي يحول دون وصول أيٍّ من الوسائل الطبية الأساسية.

وتشير التقديرات إلى أن الآلاف من النساء في فترة الحيض لا يحصلن على منتجات الرعاية الصحية الخاصة بالدورة الشهرية وفقاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان.

وتشير آخر تحديثات المكتب الاعلامي الحكومي أن هناك 350,000 مريض/ة يعانون أمراضًا مزمنة معرضون للخطر و10,000 مريض/ة سرطان يواجهون خطر الموت بسبب عدم إدخال الأدوية، الآلاف منهم من النساء والفتيات والأطفال.

المرأة العاملة

أما النساء العاملات في قطاع غزة فقد تأثرن بشكل كبير إثر ظروف العمل الصعبة خلال الحرب، وفي ظل انقطاع الاتصالات الخلوية والإنترنت، فعلى سبيل المثال تخاطر الصحفيات بحياتهن لنقل الأحداث والقصص الإنسانية خاصة في ظل استهداف قوات الاحتلال لهن ولمنازلهن. ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي وصل عدد الشهيدات 14 صحفية، وفقاً لآخر تحديث من نقابة الصحفيين الفلسطينيين والمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وفي الجانب المعيشي تعاني مئات النساء من ضغوطات نفسية وتجارب قاسية نتيجة فقدانهن أطفالهن وأفرادًا من عائلاتهن أمامهن، وتزايد الشعور بانعدام الأمان في ظل استمرار العدوان وما تبعه من معاناة.

ضغوطات نفسية

وتشير التقديرات إلى أن هناك ما لا يقل عن 3,000 امرأة متزوجة أصبحن "أرامل” منذ السابع من أكتوبر؛ وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة تضاعفت الأعباء الملقاة على النساء والفتيات، فمنهن من أصبحن مُعيلات لعائلاتهن أو مصدر حصول العائلة على المياه والطعام مما يجعلهن عرضة للقتل أو الإصابة.

وبفقدان المرأة للبيت الذي يشكل مفهوم الأمان الأسري بالنسبة للهن، صارت المرأة الفلسطينية في وضعهن ضمن دائرة التأهب الدائم لحماية اطفالهن وعائلاتهن، حيث فقدت آلاف النساء في غزة منازلهن؛ حيث تم تدمير 70,000 وحدة سكنية بشكل كلي وتضررت 290,000 وحدة سكنية بشكل جزئي وأصبحت غير صالحة للسكن.