القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

المراكز البحثية الفلسطينية في لبنان: إسهامات في الحفاظ على هوية اللاجئين ومطالبهم

المراكز البحثية الفلسطينية في لبنان: إسهامات في الحفاظ على هوية اللاجئين ومطالبهم

الخميس، 16 شباط، 2012

المراكز البحثية الفلسطينية في لبنان قليلة العدد، وهي رغم ذلك استطاعت أن تصدر أبحاثاً وكتباً قيّمة، تُعَدّ مرجعاً في موضوعي العودة واللاجئين. وترجع قلة عدد المراكز البحثية إلى أن هناك استحالة في تسجيل ملكية المراكز البحثية باسم فلسطينيين، لذلك فإن المراكز الموجودة سُجّلت بأسماء لبنانيين، وبعض مديريها لبنانيون. إضافة إلى إسهامات هذه المراكز في الثقافة الفلسطينية، وخصوصاً ثقافة حق العودة، فإنها استطاعت تأهيل العديد من الشباب الفلسطيني المثقف ليصبحوا من قادة العمل السياسي والثقافي في لبنان.

أبرز المراكز البحثية الفلسطينية في لبنان، والمهتمة بحق العودة واللاجئين، هي، حسب تاريخ نشأتها: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، مركز الأبحاث الفلسطيني، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، ومنظمة «ثابت» لحق العودة. ويُعدّ مركز الزيتونة رائداً في مجال البحث في موضوعي العودة وحقوق اللاجئين. وسترد تفاصيل عن المركز في مكان آخر من هذا العدد.

مؤسسة الدراسات الفلسطينية

أنشئت المؤسسة رسمياً في بيروت بتاريخ 12/12/1963 كجمعية لبنانية. وكان التشاور في تأسيسها قد بدأ في مطلع سنة ١٩٦١ بين ثلاثة من رجال الفكر المقيمين في بيروت، هم: الدكتور قسطنطين زريق (توفي سنة ٢٠٠٠)، والأستاذ وليد الخالدي، والأستاذ برهان الدجاني (توفي سنة ٢٠٠٠).

صدر عن المؤسسة منذ إنشائها أكثر من ستمئة كتاب بالعربية والإنكليزية والفرنسية. وتصدر المؤسسة مجلتين فصليتين بالإنكليزية ومجلتين أخريين بالعربية وخامسة بالفرنسية، ولكل من هذه المجلات هيئة تحرير مستقلة. كذلك تصدر منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس ٢٠٠٦، «مختارات من الصحف العبرية» وهي نشرة يومية تلخص أهم ما ينشر في الصحف الإسرائيلية اليومية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين يُعدّها جهاز متخصص بالشؤون العبرية. وتنظم المؤسسة ندوات عامة ومغلقة ومحاضرات سنوية تكريمية. وتمتلك المؤسسة مكتبة متخصصة بالقضية الفلسطينية تحتوي على أكثر من 70 ألف مجلد ومجموعة من الوثائق والصور. وللمؤسسة خمسة مكاتب، في بيروت (المقر الرئيسي) ونيقوسيا وواشنطن وباريس والقدس.

قضية العودة واللاجئين تحتلّ حيّزاً بارزاً، ولعلّه الأبرز في إصدارات مؤسسة الدراسات، ويمكن للدلالة على ذلك إيراد بعض الكتب المهمة في هذا المجال، منها كتاب «اللاجئون الفلسطينيون والعملية السلمية»، لإيليا زريق، ويتطرق لمسألة اللاجئين الفلسطينيين من ناحية وضعهم القانوني على المستوى الدولي، وأوضاعهم القانونية في دول اللجوء العربية. وكذلك هناك كتاب آخر لا يقل أهمية عن الأول هو «مستقبل اللاجئين الفلسطينيين» لسليم تماري، يتناول أعمال مجموعة العمل الخاصة باللاجئين في المفاوضات المتعددة الأطراف المنبثقة من مؤتمر مدريد. إضافة إلى كتاب «وضع اللاجئين الفلسطينيين في القانون الدولي»، لـ»لكس تاكنبرغ».

ويبقى أن مؤسسة الدراسات قامت بترجمة أهمّ الكتب التي تتحدّث عن التطهير العرقي في فلسطين، والذي دفع إلى تهجير الفلسطينيين، حتى أصبحوا لاجئين. ولا بدّ في هذا المجال من ذكر كتابين شغلا الأوساط السياسية والثقافية في الأعوام الأخيرة أولهما كتاب «خطيئة إسرائيل الأصلية» لدومينيك فيدال، وهو يُلخّص حصيلة الأبحاث الحديثة للمؤرخين الجدد في الكيان الصهيوني أمثال بِني موريس، وآفي شلايم، وإيلان بابه، الذين أخذوا بدحض المقولة الصهيونية الرسمية لولادة الكيان. وينقض فيدال الرواية الصهيونية، ويتحدّث عن التهجير القسري، وما رافقه من مذابح. وثاني الكتابين هو «التطهير العرقي في فلسطين» لإيلان بابِه، والذي يتحدّث بتفصيل غير مسبوق عن التخطيط للتطهير العرقي، وأين جرى، وكيف، وما هي مراحله، وأهدافه، وغير ذلك.

مركز الأبحاث الفلسطيني

تأسس «مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية» في أوائل عام 1965 على يد فايز صايغ، وكان للمرحوم أحمد الشقيري، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك دور أساسي في دعم المشروع.

تولى فايز صايغ رئاسة المركز عامي 1965-1966. أما النقلة النوعية في تاريخ مركز الأبحاث فكان في تسلّم المفكر الفلسطيني الراحل أنيس صايغ إدارة المركز في عام 1966. احتل المركز مبنى في بيروت، وكان يُصدر مجلة شهرية، ونشرة تصدر مرّتين في اليوم. أما الباحثون فتجاوز عددهم أربعين باحثاً. وأصبح المركز خلال سنوات قليلة أكبر مكتبة مهتمة بالصراع مع الكيان الصهيوني. ووصل الأمر بمرجعية المركز أن يلجأ الفصيل الفلسطيني إلى المركز إن لم يجد لديه منشوراً أو وثيقة تخصّه.

ولأهمية المركز، حاول الكيان الصهيوني اغتيال مديره مرّتين. ولمّا دخلت القوات الإسرائيلية مدينة بيروت توجهت إلى مركز الأبحاث، وصرفت عدة أيام في التنقيب عن المحتويات النادرة والمهمة بالنسبة إليهم ثم حملوها معهم، وكان عددها عشرة آلاف كتاب ومخطوط، إلى جانب الوثائق والخرائط. ولأهميتها، جرى تفاوض بشأنها، وأُطلق سراح الكتب في عملية تبادل للأسرى، لكن للأسف فُقدت مجدداً، واختلفت الروايات في ذلك. أما المركز فقد جرى تفجيره عام 1983.

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات

هو مؤسسة دراسات واستشارات مستقلة، تأسس في بيروت، في منتصف عام 2004م، وهو مرخّص كشركة مساهمة محدودة.

في رسالة المركز ورؤيته : يُعنى المركز بالدراسات الاستراتيجية واستشراف المستقبل، ويُغطي مجالُ عملِهِ العالمين العربي والإسلامي، ويعطي اهتماماً خاصاً بالقضية الفلسطينية، وبدراسات الصراع مع المشروع الصهيوني والكيان الإسرائيلي، وكل ما يرتبط بذلك من أوضاع فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية.

ويسعى المركز إلى بناء قاعدة معلومات واسعة، وتصنيفها وفق أحدث الطرق والأساليب العلمية والتقنية، والتعاون مع العلماء والخبراء والمتخصصين لإصدار الدراسات والأبحاث العلمية الرصينة. كما يُعنى المركز بإقامة الدورات التدريبية والتأهيلية للمهتمين، وتقديم الاستشارات الفنية المتخصصة في مجالات عمله؛ إلى جانب الندوات والمحاضرات والمؤتمرات.

ويهتم المركز، من جهة أخرى، ببث الوعي محلياً وإقليمياً ودولياً حول حقائق الواقع وتفاعلات الأحداث في المنطقة. وكما يسعى لاستقطاب الباحثين وتأهيلهم وإبرازهم لخدمة قضايانا الوطنية والعربية والإسلامية.

أما السياسات العامة للمركز فتتلخص في أنه :

- هو مركز علمي مستقل، غير حكومي وغير منتم ٍ إلى أي جهة أو جماعة.

- عملُ الدراسات والاستشارات على قاعدة خدمة الأمة، ودعم الحقوق والقضايا الوطنية والعربية والإسلامية.

- الالتزام بالمنهجية العلمية والموضوعية، وتحري الدقة في جمع المعلومات وتحليلها وتوظيفها، والتركيز على العمل النوعي الجاد.

- الانفتاح والتعاون والتكامل مع المراكز والمؤسسات ذات الطبيعة المشابهة لعمل المركز.

- الانفتاح على كافة الأفكار والمستجدات والتوجهات الفكرية والسياسية في العالم.

- عدم قبول أي معونات مالية أو عينية مشروطة تؤثر سلباً على توجهات المركز ورسالته وأهدافه.

أما المدير العام للمركز فهو :د.محسن صالح: أستاذ مشارك في الدراسات الفلسطينية وتاريخ العرب الحديث، رئيس قسم التاريخ والحضارة في الجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا سابقاً .

وللمركز هيئة استشارية تضم نخبة من كبار العلماء والباحثين والمفكرين.

أما عن خطوط عمل مركز الزيتونة وخدماته: فيتكون الأرشيف والمعلومات والبحوث والدراسات والتقرير الاستراتيجي الفلسطيني السنوي والوثائق الفلسطينية السنوية وتقرير المعلومات ونشرة "فلسطين اليوم” والموقع الإلكتروني والتقدير الاستراتيجي والترجمات المتخصصة والمؤتمرات وحلقات النقاش والمشاركة في المعارض والمؤتمرات والاستشارات والتدريب.

منظمة ثابت

رغم حداثتها،إلاّ أن منظمة «ثابت» لحق العودة استطاعت أن تضع بصمتها في ميدان البحث في قضايا اللاجئين وحقوقهم، والعودة. تأسست منظمة «ثابت» لحق العودة عام 2006 في بيروت برعاية من دولة الرئيس الدكتور سليم الحص «كمنظمة غير حكومية مهمتها الرئيسية محاربة كافة أشكال التوطين والتهجير للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتمسك بالهوية الفلسطينية، ورفع مستوى الوعي تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إن على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، والتمسك بالأونروا كمؤسسة دولية شاهدة على جريمة نكبة فلسطين»، كما يقول المدير العام لمنظمة «ثابت» علي هويدي في حديث خاص لمجلة «العودة».

أضاف هويدي: «لتحقيق هذه المهمة الرئيسية تتنوع بين الأنشطة والفاعليات التي تقوم بها ثابت من تنظيم المؤتمرات، والندوات، والمحاضرات، والدورات التدريبية، والحملات الإعلامية، وإعداد التقارير والمقالات وتفعيل العلاقات العامة.

وقد شكّلت منظمة «ثابت» سابقة في إصدار الكتب الخاصة بالمخيمات الفلسطينية، التي بقيت بلا توثيق لتاريخها ومعاناتها، حتى قامت «ثابت» بإصدار ثلاثة كتب، تتناول ثلاثة مخيمات هي مخيمات برج البراجنة وشاتيلا والبرج الشمالي. ويشير هويدي إلى أن كتاب «مخيم البداوي» أصبح جاهزاً للطباعة. وقد لاقت هذه الكتب اهتماماً واسعاً، سواء في المخيمات الفلسطينية، أو في المراكز الأكاديمية الفلسطينية واللبنانية، حتى تُرجمت بعض أجزاء هذه الكتب إلى اللغة الإنكليزية، ونوقشت في أروقة الجامعات اللبنانية العريقة.

المصدر: أحمد الحاج - مجلة العودة