المشغولات التراثية.. تتألق في يوم الأرض
الخميس، 02
نيسان، 2015
لم يزل التراث الفلسطيني حاضرًا في ذاكرة الأجيال
رغم مرور السنين على الاحتلال والتشريد والإبعاد، ويتجدد طيفه بين الحين والآخر حتى
في أعمال نقشت وطرزت عليه خارطة فلسطين.. وتجمعت حولها مفاتيح العودة إلى حيفا ويافا
واللد والرملة بأعمال فنية تراثية، تنفس من خلالها "المركز الفلسطيني للإعلام"
عبق الجمال والتراث الفلسطيني في معرض "يوم الأرض"
مفتاح العودة
وكان لمفتاح العودة في معرض
"يوم الأرض للمنتجات التراثية" في قرية الفنون والحرف، حضور كبير من خلال
أحجامه المختلفة التي ترمز للبيوت الفلسطينية التي اغتصبها العدو الصهيوني من الفلسطينيين
ونهب أراضيهم.. ورغم معاناة الشعب الفلسطيني إلا أن حنين العودة منقوش على قلبه، فالأجداد
ورثوا مفتاح العودة وورق الطابو لأحفادهم جيلاً بعد جيل.
ومن جماليات المشغولات اليدوية كان لفن الحرق
على الخشب الذي أبدعته "أم سامر"، إحدى المشاركات في المعرض، من خلال رسم
خريطة فلسطين وقبة الصخرة المشرفة؛ حيث قالت لـ"المركز الفلسطيني للإعلام":
"في المناسبات الاجتماعية أول ما يتبادر في ذهني لتقديم هدية مميزة هي لوحات بفن
الحرق على الخشب لخريطة فلسطين أو المسجد الأقصى، فأجمع بذلك بين الجمال والفن والتراث
الفلسطيني".
وتابعت: "لقد وجدت اهتمامًا كبيرًا وفرحة
حينما كنت أقدم مثل هذه الهدايا.. هذا الأمر شجعني على تطوير العمل، وخاصة الأعمال
الفنية التي تتعلق بكل ما هو فلسطيني، سواء برسم مفتاح العودة أو خريطة فلسطين أو المسجد
الأقصى، لأحمل من خلال أعمالي الفنية حبي لوطني وأرسخ مفهوم العودة من خلال الأعمال
الفنية".
وذكرت أن ما يميز الحرق على الخشب أنه دائم الطلب،
ولا يتأثر بمرور الوقت وحداثة الزمن والموضة، فهو مرغوب لشكله المميز وغرابة عمله،
خاصة أنه يجمع بين الفن الحديث والقديم، فمن الجميل جدًّا أن تمتلئ المنازل الفلسطينية
بأعمال الحرق على الخشب، كما قالت.
وأضافت: "خريطة فلسطين والمسجد الأقصى أعملها
بكثرة، لأنها مطلوبة دائمًا، فالكثير يشترونها كهدية، وخاصة في تكريم الطلبة في المدارس
والمساجد وغيرها".
التراث الفلسطيني
أما المشارِكة في المعرض أم هيثم
حسونة، التي تفننت في التطريز الفلاحي الجميل، قالت لـ"المركز الفلسطيني للإعلام":
"نركز في أعمالنا على التراث الفلسطيني لأنه أكثر ما يلفت الانتباه ويحظى باهتمام".
وتابعت: "ونحن من خلال تراثنا نثبت وجودنا
ونؤكد أننا لن ننسى فلسطين وأرضنا المسلوبة، وأعمال التراث تبقى ذكرى ووصية للأجيال
القادمة للثبات على الأرض وعدم نسيان الحقوق".
وبينت، أن الأعمال اليدوية تتطلب الدقة في العمل
وتستهلك الوقت والجهد، ولكنها في النهاية تنتج شيئا جميلا يستحق العناء.
امرأة فلسطينية
ومن بين اللوحات الفنية التي تخللت
المعرض كانت باسم "أم الأبطال"؛ حيث تمثلت في امرأة فلسطينية وبجوارها أبناؤها
وهم يرفعون رايات النصر، وبالوقت ذاته جاورتها لوحة أم قد لف العلم الفلسطيني جسدها
وهي تودع ابنها الشهيد.
وفي لوحة تمثلت بحقول القمح؛ حيث كانت النساء
الفلسطينيات بثوبهن الفلاحي يحصدن القمح، فكانت اللوحة تحمل جماليات الأرض والخير في
فلسطين.
وفي لوحة أخرى تمثلت في ورقة شجر رسم داخلها عين
في داخلها المسجد الأقصى المبارك، ومن حولها مدينة القدس وأسماء المدن الفلسطينية،
منها: حيفا وعكا، وأسدود، والمجدل، وتل الربيع، وبربرة.
والكثير من اللوحات الفنية التي عبرت عنها بكلمة
الأرض في قولها: "تأتي إلينا فنجيء وطن يحكي عن فتية آمنوا بربهم وبقدسية القضية
وحق أصيل.. نرسم حقيقة لا يغطيها الغبار وصولات المعارك.. نجمع حطب الطريق ونشغل دفئ
المكان بجمع القلوب وطيف ألوان النفوس ونوحد طاقات الألوان نحو الواو.. وطني فلسطين".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام