القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

المماطلة في استخراج تحويلة العلاج تقطف أرواح المرضى الأطفال

المماطلة في استخراج تحويلة العلاج تقطف أرواح المرضى الأطفال


الأربعاء، 08 نيسان، 2015

منذ أكثر من شهرين تجلس ولاء البطين "30 عاما "بجانب سرير طفلتها منة المصابة بسرطان الدم ""T تنتظر الحصول على تحويلة من دائرة العلاج برام الله للعلاج في مستشفيات الداخل المحتل نظرا لحاجتها إلى عملية زرع نخاع.

وخلال فترة انتظار منة للحصول على التحويلة داخل مستشفى الرنتيسي لأورام السرطان كان الممرض يقوم بمهامه فيعطيها العلاج المضاد ويجدد المحلول لها أثناء تواجد داخل غرفتها الصغيرة.

وترقد إلى جانب منة عشرات الحالات لأطفال في انتظار تحويلة للعلاج بالخارج علها تنقذ حياتهم، حيث تعد صعوبة الحصول على تحويلات علاج ومماطلة وزارة الصحة برام الله أبرز الأزمات والمعيقات التي تواجه الأطفال المرضى.

عدم استجابة

سعت خلال هذا التحقيق إلى تسليط الضوء على عمل دائرة العلاج بالخارج، التي تتخذ من مدينة غزة مقرا لها وتشرف عليها الوزارة في رام الله، والوقوف على التحويلات التي تخص حالات أورام الأطفال والتي بحسب الأطباء تمثل نسبة اصابتهم 8% مقابل 92% لدى الكبار.

مرض منة المنتشر في أنحاء جسدها لم يمنعها من إظهار ملامح براءتها فوضعت بجوارها لعبتها الصغيرة على شكل منزل تحتضنها وتلمسها من وقت لآخر.

وعن اكتشاف مرضها، تحدثت الأم بوجع للرسالة قائلة "عندما كانت بعمر خمس سنوات لاحظت حدوث انتفاخ في بطنها بسبب تضخم في الكبد والطحال نتيجة لإصابتها بالسرطان".

وبدأت منذ تلك اللحظة رحلتها مع مرضها باستنشاق هواء المستشفيات وتناول الأدوية في مستشفى الناصرة ثم انتقلت للمستشفى الأوروبي قبل أن يجري تحويلها إلى مستشفى المطلع بالقدس المحتلة وتحديد نوع اصابتها بمرض "لوكيميا الدم T" الخطير.

وفقا لأطباء الأورام بالرنتيسي يعد هذا النوع من أكثر السرطانات شيوعا في مرحلة الطفولة وخاصة ما بين عمر 3-7 سنوات حيث يشكل ما نسبته 30% من الأمراض السرطانية التي تصيب الأطفال ويحدث بسبب تكاثر غير طبيعي للخلايا الأرومية الليمفاوية في نخاع العظم.

الطفلة منة تتوقف حياتها الأن على زراعة نخاع وهي بحسب الأطباء عملية مكلفة وتقدر بـ160 ألف شيكل، ما دفع بالأم إلى تقديم العديد من المناشدات عبر وسائل الاعلام لمساعدتها في الحصول على تحويلة لعلاجها داخل مستشفيات الخط الأخضر، لكن مناشداتها تذهب دوما أدراج الرياح.

رغم ذلك لم تيأس هذه الأم ووجهت، بمساعدة أقارب لها في رام الله، نداء عاجلا لأميرة الهندي مسؤولة التحويلات بالخارج في وزارة الصحة برام الله والتي يتوقف حصول الطفلة منة على التحويلة على توقيع منها.

الهندي بحسب والدة منة تصر على تحويل طفلتها إلى مستشفى المطلع بالقدس "الأقل تكلفة" رغم علمها المسبق أن علاجها غير متوفر في هذه المستشفى التي رفضت استقبال حالتها أكثر من خمس مرات لعدم وجود مختصين لإجراء عملية زراعة النخاع".

خطورة حالة الطفلة وعدم استجابة صحة رام الله أدخلها العناية المركزة ما زاد من ألم والدتها التي أكدت أن بقاء طفلتها على هذا الحال لأكثر من أسبوع يؤدي لتعرضها إلى نزيف في الدماغ ما قد يسبب وفاتها كما يؤكد الاطباء، لتختم حديثها: "فقط أريد المساعدة في خروج ابنتي من غزة لتلقي العلاج كي تبقى على قيد الحياة".

الحالة التي تعيشها والدة منة بحسب الأخصائية النفسية أمينة البواب تجاوزت مرحلة الانكار والصدمة إلى مرحلة تقبل الواقع المرير، من خلال سعيها لخروج ابنتها للعلاج.

واقع هذه الأم بات صعبا للغاية ما يجعل الاخصائية البواب تتردد بشكل يومي إلى زيارتها في الغرفة لتقديم الدعم النفسي لها على ضوء الحالة السيئة التي تعانيها.

وبلغ عدد الأطفال المصابين بالسرطان ما يقارب 60 طفلا عام 2014 مقارنة بالعام 2013 الذي بلغ ما يقارب 55 حالة لتكون زيادة عدد الاصابات بمعدل ثلاث حالات أو أكثر سنويا ما بين عمر يوم- 12 سنة، حسب أطباء الأورام في مستشفى الرنتيسي.

مماطلة وواسطة

قضية التحويلات للعلاج بالخارج تعد أبرز المعيقات والمشكلات التي تواجه أطفال السرطان بغزة، حيث ينتظر بعضهم لعدة شهور حتى يتمكن من السفر ما يجعل حياتهم في خطر شديد خاصة بالنسبة للحالات الحرجة.

ويتفق الأطباء على أن الحصول على التحويلة لا يعتمد فقط على خطورة المرض بل هناك أسباب أخرى تدفع صحة رام الله للمماطلة أبرزها التكلفة المرتفعة للعلاج.

رئيس قسم الأورام بمستشفى الرنتيسي محمد أبو شعبان قال "هناك دور بارز للواسطة في هذا الملف، فمعظم حالات المرضى الذين بحاجة ماسة للتحويلة لا واسطة لديهم فنجدهم يدفعون أرواحهم ثمناً".

وتوفي خلال العام 2014 ثلاثة أطفال أثناء انتظارهم تحويلة للعلاج بمستشفيات الداخل المحتل ما يؤكد أن تردد ومماطلة صحة رام الله في تغطية التكلفة المالية المرتفعة تلعب دورا كبيرا في تدهور الحالات المرضية وتعد العقبة الأولى أمام شفائها، بحسب الطبيب أبو شعبان.

ويقول "تصل تكلفة الاقامة بالمستشفى لليوم الواحد 2000 شيكل غير شاملة سعر الأدوية والتحاليل والجرعات وباقي العلاج الذي قد يصل في حال حاجة المريض الدخول للعناية المركزة لآلاف الدولارات يومياً".

رئيس قسم السرطان بالشفاء زياد الخزندار أكد أيضا أن نقص العلاج الكيماوي المرتفع الثمن يتطلب تحويل المريض إلى الخارج وهذا الإجراء مكلف كثيرا على وزارة الصحة برام الله، فثمن الجرعة الواحدة يصل لأكثر من خمسين ألف دولار.

صمــت

حملت مناشدات ذوي أطفال الأورام إلى دائرة العلاج بالخارج في غزة للحصول على اجابات تشفي غليلهم، لتصطدم بعدم تعاطي مدير الدائرة بسام البدري مع أي استفسار وتساؤلات عن هذا الملف، حيث اكتفى بالرد: "نفضل أن نعمل بصمت هذه الفترة".

حالة أورام أخرى للطفل فائق شملخ ابن الثلاثة أعوام تغفل عنها دائرة العلاج بالخارج في غزة، فانتشار البقع الزرقاء على جسده دفع والدته لإجراء الفحوصات له في مستشفى النصر للأطفال ليتم اكتشاف اصابته بمرض لوكيميا الدم B"".

مرض فائق وانتفاخ يده اليمنى المغروسة بإبرة المحلول لم تمنعه من التهام الشوكولاتة ومطالبة والدته أثناء حديثها مع "الرسالة" بمزيد من المأكولات لتتغلب ضحكته وملامحه الطفولية على السرطان الذي يجري في دمه.

وحسب شملخ تم تحويل الطفل منذ اصابته بالمرض فترة الحرب الأخيرة الى مستشفى المقاصد بالقدس ليطمئن الأطباء عائلته بعدم خطورة حالته مع استمراره على جرعات الكيماوي التي يأخذها كل أسبوع، لفترة تمتد لسبعة أشهر.

ولأن جرعات الكيماوي غير متوفرة داخل مستشفى الرنتيسي بغزة، فإن هذا يتطلب تحويل الطفل بأقصى سرعة إلى مستشفى المطلع بالقدس للحصول على الجرعات اللازمة، فيما سيبقى يكابد المرض لحين السماح له بالحصول على تحويلة علاجية.

وعاد الطبيب أبو شعبان لينوه إلى أن معدل حالات اصابة الأطفال بالسرطان تصل 60 إلى 70 حالة سنويا وما يقارب 30- 33% منهم مصابون بسرطان دم.

أبو شعبان اعتبر هذه الزيادة طبيعية لارتباطها بشكل مباشر بارتفاع عدد السكان والزيادة العالمية في نسبة الأورام لدى الأطفال.

اصابة الأطفال بالسرطان أرجعه الطبيب أبو شعبان إلى العامل الوراثي الذي يلعب دورا كبيرا، لكن هناك حالات تصاب نتيجة تناول الأم أثناء فترة الحمل لبعض الأدوية وتعرضها للإشعاع، وقال "إن هناك أسبابا تتعلق بالبيئة كانتشار فيروسات في الجو قد تسبب الاصابة بسرطان الدم".

في حين يرى رئيس قسم الأورام السرطانية في مستشفى الشفاء زياد الخزندار أن التغيرات الاجتماعية وتغير نمط الحياة أبرز أسباب انتشار المرض.

وقال "طبيعة الحياة العصرية فرضت استخدام المواد الكيماوية في الأطعمة وتناول الدهون بكميات كبيرة، كما ان تلوث البيئة والغذاء إلى جانب العوامل الوراثية زاد من نسب الإصابة".

أما عن المشكلات التي تواجه مرضى السرطان كشف الخزندار عن وجود ثلاثة أطباء فقط في قسم الأورام يشرفون على علاج حالات السرطان المتزايدة اضافة إلى النقص الحاد في عدد الأسرة ما يضطر المرضى للمبيت في قسم الباطنة وأقسام أخرى.

أما كادر الأطباء المشرف على علاج أطفال الأورام في الرنتيسي فيقتصر على خمسة أطباء، وهنا يرى أبو شعبان ان تأخر مغادرة الحالات للعلاج تظهر مشكلة نقص الأطباء والأسرة والأدوية، رغم أن عدد الأطباء يعد كافيا في ظل خروج عدد منهم للعلاج في الخارج.

الشفاء من المرض

نسبة الشفاء من المرض تختلف حسب نوع الإصابة وتوقيت تشخيصها بحسب أبو شعبان الذي أكد أن هناك أمراضا نسبة الشفاء منها كبيرة كحالة الطفل شملخ المصاب بمرض سرطان الدم "B" تصل نسبتها بين الاطفال من 70 إلى 75 %، وذلك ناتج عن التشخيص المبدئي والمبكر للمرض أثناء اجراء التحاليل داخل المستشفى.

وهناك حالات نسبة شفائها ضعيفة جدا أو معدومة كالسرطان في جذع المخ الذي لا يقل معدل الاصابة عن ثلاث حالات سنويا وأكثر، حيث رصد في الأشهر الأخيرة من عام 2014 ثلاث حالات مصابة بمرض السرطان في جذع المخ وهي حالات لا تعيش، غالباً، لأكثر من عامين، بحسب أبو شعبان.

والمتعارف عليه عدم استجابة هذا النوع من السرطان للعلاج الكيماوي مشيرا إلى أنه يفضل استئصاله بعملية جراحية، إلا أن وجود الورم بجوار مراكز حساسة بالمخ يصعب على الطبيب في معظم الحالات استئصاله فيتم الاكتفاء بالعلاج الاشعاعي وهو غير متوفر بغزة، حسب أبو شعبان.

هذا النوع من المرض يلازم الطفلة شهد "7 سنوات " التي كانت ترقد على سريرها تحتضن بيدها الصغيرة أسلاك المحلول لتزويدها بجرعات الدم اللازمة.

بجوارها يجلس والدها عابد من خانيونس كاتما ألمه على طفلته ويطالبها باللعب مع المهرج الذي تسلسل خلسة إلى غرفة أطفال الأورام بالمستشفى الوحيدة في غزة المختصة بعلاج أطفال السرطان للعب معهم في محاولة لتخفيف معاناتهم، لكن علامات التجهم بقيت تكسو وجهها البريء ليصبح الحديث معها أشبه بإيقاظ الميت.

اصابتها بالسرطان بدأت منذ عام 2012 عندما فقدت القدرة على الوقوف وهنا بدأ مشوار طويل من الفحوصات والتحاليل، كما يقول والدها، استمر سبعة شهور بين مستشفيات غزة والقدس ليتم في نهاية المطاف اكتشاف وجود كتلة سرطانية فوق الكلية.

صعوبة حالتها وارتفاع تكلفة العملية جعلت صحة رام الله تماطل في منحها تحويلة إلى مستشفى تل شومير في (إسرائيل) بحجة الظروف المالية الصعبة للسلطة، لكنها حصلت بعد مشقة كبيرة على تحويلة للعلاج إلى القاهرة لمدة عامين.

وبعد انتهاء الحرب الأخيرة على غزة بشهور عادت شهد إلى القطاع بعد أن خضعت لعملية استئصال الكتلة السرطانية فوق الكلية في مصر وجرى تكثيف علاجها الكيماوي لعشر جرعات واجراء غسيل شعاعي على العظم فبدأ التحسن يظهر على صحتها.

تحسن حالة شهد لم يدم طويلاً، فعاد المرض لينتشر في جميع انحاء جسمها وتدهورت صحتها إلى حد عدم استجابة جسدها لأي نوع من العلاج كما يؤكد الأطباء، ما يجعلها تعيش في هذه الآونة على أخذ جرعات من الدم بسبب هبوط نسبته إلى 2 في بعض الأوقات.

الدعم النفسي

وفي ركن بعيد عن رائحة الدواء تجلس أمينة البواب أخصائية نفسية داخل غرفة الألعاب المخصصة للأطفال المرضى في مستشفى الرنتيسي الممزوجة بألوان الحياة الجميلة علها تمنحهم البسمة.

اقتربت من المكان وسلطت الضوء على عمل الاخصائية الذي يستهدف هذه الشريحة من المرضى، فقالت "في البداية أتعرف على مشكلة الطفل وأقوم بإيصال المعلومات للأم حسب نفسيتها لتتقبل تدريجيا هذا الواقع بوصولها لمرحلة الوعي بحقيقة المرض".

فالأم وفقا للبواب عند معرفتها بحقيقة المرض تنكره قبل أن تنتقل لمرحلة التقبل ثم التكيف.

الصدمة التي تلازم ذوي الأطفال بحسب البواب تتمثل في تخيلهم بأن ابنهم هو الوحيد المصاب ما يزيد ألمهم وهذا يتطلب التدخل لرفع معنوياتهم من خلال عقد جلسات تفريغ نفسي جماعية أو بشكل فردي حسب الاحتياج.

وتؤكد الاخصائية النفسية أنها تحرص على متابعة بعض الحالات الصعبة بالتواصل مع الأمهات من خلال الاطمئنان على الطفل والتعرف على المشكلات التي يتعرض لها خارج المستشفى.

وشددت على أن العامل النفسي يساعد في نجاح العلاج الكيمائي ورفع المناعة لدى الأطفال.

ولأن القليل من أطفال الأورام يقوى على الحركة والخروج من غرفته واللعب بغرفة الألعاب الخاصة، تطالب الاخصائية بوجود غرفة خاصة بهؤلاء المرضى بجانب القسم تكون متاحة على مدار الساعة.

ولأهمية الجانب النفسي في دعم أطفال الأورام وذويهم نفسيا، تواصل مؤسسة بسمة أمل لرعاية أطفال السرطان تقديم عروض ترفيهية وورش تفريغ نفسي للأطفال وذويهم بالتعاون مع مستشفى الأهلي العربي ووزارة الصحة وغيرها من المؤسسات المختصة.

تأخر التحويلات

ما يقارب 4500 مريض سرطان يرقدون في مستشفى الشفاء لهذا العام تم اكتشافهم من خلال تحويلات المراكز الصحية والمستشفيات الخاصة وعرض حالات على أطباء الأورام.

هذه الإحصائية كما أوضح الخزندار لا تشمل المستشفى الأوروبي والرنتيسي، مشيراً إلى اكتشاف ما يقارب 75 حالة سرطان شهريا داخل مجمع الشفاء، في المقابل تبلغ حالات وفيات المرض من 11 إلى 13 حالة شهريا لنقص الأدوية وتأخر التحولات إلى الخارج.

وكشف عن وجود زيادة في عدد حالات مرضى السرطان خلال الآونة الأخيرة مقارنة بالأعوام السابقة بمعدل 75 حالة شهريا بدلا عن 50 حالة بمختلف الفئات، منوها إلى أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم "اللوكيميا" وأن عاملي الوراثة والبيئة يلعبان دورا كبيرا في تحديد نوع الإصابة.

وعن رعاية المرضى داخل المستشفى، أكد أن الرعاية ليست بالمستوى المطلوب لكثرة حالات المرضى وازدحامهم داخل القسم ما يتسبب بتأخير موعد جرعاتهم لأيام وربما لأسابيع.

من جهتها، كشفت إيمان شنن مديرة برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان بغزة أن نسبة مرضى السرطان المسجلين لدى البرنامج بغزة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا منذ أغسطس الماضي حيث سجل البرنامج 10 حالات سرطان جديدة على الأقل كل أسبوع.

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم في حروبه على قطاع غزة أسلحة فتاكة ما أدى إلى تلوث البيئة في غزة، لاسيما التربة فأصبحت مشبعة بالمواد المسرطنة والسامة.

لرعاية الأطفال

منسق عام مؤسسة بسمة أمل لرعاية أطفال الأورام سامي الجوجو أكد أن دورهم يتمثل في توفير المواصلات بشكل يومي لمرضى السرطان والذي يتجاوز عددهم 30 مريضا منذ لحظة انتقالهم من معبر بيت حانون إلى مستشفيات الداخل المحتل.

ونوه الجوجو إلى أنه يتم متابعة حالات الأطفال في هذه المستشفيات من خلال زيارات تفقدية للمؤسسة من وقت لآخر اضافة الى التواصل مع الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين داخل المستشفيات المتابعين لحالات الأطفال.

والعراقيل التي تواجه عملهم كما تحدث أحد أفراد فريق "من القلب إلى القلب" المتخصص في مساعدة ذوي المرضى من الأطفال في الحصول على التحويلات تكمن في صعوبة تعاطي دائرة العلاج بالخارج مع الحالات ومماطلتها في قبول ملفات المرضى.

الجوجو تابع حديثه عن دوره في بسمة أمل حول إدخال حقيبة "شارع سمسم" للأخصائيين الاجتماعيين في مستشفيات القدس والداخل والتي تحتوي على قصص ورسومات للترفيه، كما بدأت في ادخال المنهج الفلسطيني إلى مستشفيات الداخل خاصة أن الأطفال المرضى يمكثون وقتا طويلا للعلاج.

كما أن المؤسسة بصدد التجهيز لصف دراسي في مستشفى الرنتيسي لمتابعة أطفال الأورام لدروسهم أثناء فترة علاجهم، اضافة إلى أنه سيتم دمج أطفال السرطان بالمدارس ومتابعتهم حسب الامكانيات الموجودة خلال الفترة المقبلة.

الطفلة "ايمان" سرقها النوم ممن حولها داخل غرفتها الكبيرة المكتظة بحالات أخرى مصابين بذات المرض، فقالت الأم بنبرة صوت غلفها الحزن "طفلتي لم تكن تشكو من أي وجع بجسدها لكن فجأة لاحظت انتفاخ بمنطقتي الرقبة والبطن فشعرت بالخوف وعلى الفور ذهبت للمستشفى فاكتشف الأطباء مرضها بعد اجراء التحاليل لها".

وبعد مرور يومين على اكتشاف المرض تدهورت صحتها كثيرا واضطرت للمكوث معها في المستشفى لأيام طويلة لتترك أطفالها الآخرين دون رعاية.

وقد أكد الأطباء أن حالتها تستدعي تحويلها للعلاج في الخارج وإجراء عملية استئصال الورم من بطنها.

هذا الواقع المرير الذي يعيشه أطفال الأورام في غزة يبقيهم حبيسي سرير المرض ويجعل أملهم وذويهم في الحياة معلق بورقة تحويلة من رام لله لاستكمال علاجهم بالخارج وإنقاذ حياتهم.

المصدر: الرسالة نت