المنح
التعليمية للسلطة.. تنهشها أنياب الفئوية والفساد
الجمعة، 24 تموز، 2015
يهيم
كثير من طلبة الثانوية العامة على وجوههم بحثًا عن واسطة هنا أو هناك من أجل الحصول
على منحة دراسية في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
وبحسب بيانات وزارة التربية والتعليم الرسمية فإن
ما مجموعه 2400 منحة دراسية متعددة المنابع تقدم سنويًّا لطلبة الثانوية العامة، ولكن
ما يشكو منه الناس هو غياب المعايير الشفافة والعدالة في توزيع تلك المنح.
وفي الوقت
الذي تكررت حالات قيام طلبة توجيهي في فلسطين بإعادة السنة كاملة رغم أن معدلاتهم جاوزت
الـ 98% لعدم قدرتهم على الحصول على منح بفارق أعشار، يتمتع أبناء المسئولين وأصحاب
النفوذ بالحصول على منح لدراسة الهندسة والطب في الخارج رغم أن معدلاتهم لا تتجاوز
السبعينات.
منح
فنزويلا
وجاءت
فضيحة "منح فنزويلا" قبل أيام لتكشف عن جانب هام من جوانب الفساد في إدارة
المنح الخارجية، ففنزويلا التي قدمت لفلسطين ألف منحة سنويًّا بما فيها مجالات الطب
وجدت نفسها أمام قسم من الطلبة دون المستوى يتم اختيارهم دون معايير، وهو ما ولد مشاكل
أساءت لسمعة فلسطين مع دولة صديقة.
محمد
النجار، باحث عن منحة دراسية، أعرب عن صدمته حين سمع بحصول طلبة لمنح فلسطين في فنزويلا
وهم بمعدلات متدنية، وبعضهم لا تنطبق عليه حتى شروط التعليم الجامعي علما أن وزير خارجية السلطة رياض المالكي أقر بذلك في تبريره
للتجاوزات التي شهدتها كاراكاس مؤخرا من قبل بعض الطلبة المبتعثين.
ويشير
النجار إلى أن الطلبة الفقراء يكابدون فيما أصحاب النفوذ يحصلون على المنح ومن ثم يضيعونها
فلا هم يستفيدون منها ولا نحن نستفيد.
وكان
الائتلاف من أجل النزاهة والشفافية أمان، قد عقد في فترات سابقة عدة جلسات مساءلة حول
معايير اختيار المنح، وطالب بضرورة وجود معايير واضحة يتم العمل عليها لتطبيق تكافؤ
الفرص في هذا المجال بعيدًا عن المحسوبية والواسطة.
تلاعب
على حساب الفقراء
وبحسب
بيانات وزارة التربية والتعليم فإن المنح التي تحصل عليها فلسطين تقسم نصفين بين وزارة
التربية والتعليم وبين دائرة المنح في منظمة التحرير الفلسطينية والتي تشهد في الغالب
مزاجية وتلاعبا كبيرا في المعايير لصالح أبناء النفوذ.
ولا يمل
المواطنون من ذكر شواهد كثيرة لأبناء مسئولين معدلاتهم في السبعينات وحصلوا على منح
الهندسة في الخارج في الوقت الذي يبيع فيه مواطنون أراضيهم ومدخراتهم لتعليم أبنائهم
الهندسة في جامعات الداخل رغم حصولهم على معدلات أعلى من 95%.
ويستعرض
(باسل أ) كيفية إهمال طلبه في الحصول على منحة ومعاملته بطريقة غير لائقة بسبب تكرار
مراجعته لدائرة المنح، ولكن الحال اختلف حين تمكن والده من الحصول على دعم وكيل مساعد
في إحدى الوزارات ممن تدخل لصالحه فحصل على المنحة.
ويطالب
الكاتب محمد أبو مهادي في مقال له بعنوان طلبة فلسطين في فنزويلا يفتحون الصندوق الأسود
لفساد الخارجية والتعليم والسفارات في (19-7-2015 ): "بتشكيل لجنة تحقيق تبحث
كل موضوع المنح الدراسية المعلنة وغير المعلنة التي يستفيد منها عصابات متشابكة داخل
السلطة الفلسطينية، على حساب مستحقيها من أبناء الشعب الفلسطيني".
وأضاف
"مئات الحالات حرموا من فرصة التعليم خارج الوطن وعلى نفقة المانحين، لكي يستمر
"الهباشين" داخل الوطن في سرقة أموال المانحين، ويبتعثوا أبناءهم خارج الوطن
لاستكمال عمليات اللصوصية وعلى نفقة المانحين أيضًا".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام