النحاس «أبو خالد»..40 عاماً في صناعة
أهلة المساجد
الإثنين، 06 تموز، 2015
ما بين صوت المطرقة وقطعة المعدن يبدأ عمل النحاس
محمد عبده "أبو خالد" في صناعة أهلة المساجد من خلال المهنة التي تربى عليها
منذ نعومة أنامله بعد أن توارثها أباً عن جد.
ويعد أبو خالد، الوحيد في قطاع غزة الذي يمتهن هذه
الصناعة، التي تعد بالنسبة له أكثر من مجرد مهنة ارتبطت في يوميات حياته التي أخذت
من عمره أكثر من "40 عاماً"، وهو جعله يفكر أن يحضر نجله ليجلس بجواره لعله
يتعلم المهنة رغم أنه يرى من الصعب تعلمها بمجرد النظر.
أهلة المساجد
وفي شارع صغير يتفرع من شارع الفواخير الذي يعد من
أقدم الشوارع الغزية، يتواجد محل "أبو خالد" الذي يستلزم دخوله نزول بعض
الدرجات مما يشير إلى أنه تحت مستوى سطح الأرض، فكان كل ما فيه يوحي بالقدم.
ورغم أن مهنة العمل في النحاس تحتاج إلى الإضاءة
إلا أن ذلك لم يكن في محل "أبو خالد" مما يجعله يجلس بالقرب من الباب ليحصل
على الضوء من نور الشمس.
وتواجد في زاوية المحل أهلة المساجد، حيث أشار
"أبو خالد" "53سنة" إلى مراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام"
إلى أن الأهلة تختلف ارتفاعاتها حسب طبيعة المسجد الذي سوف يوضع عليه. مبيناً أن منها
ما يكون ذات ارتفاع (50) مترا ومنها (25) مترا، ويوجد كذلك أهلة ذات ارتفاع (20) مترا.
ولفت إلى أنه يقوم بأعمال أخرى تتعلق بالنحاسيات؛
خاصة الأشياء القديمة التي يصعب توفرها بالسوق إلا بمثل محله مثل دلة القهوة وغيرها.
المحل الوحيد
وبحسب "أبو خالد" فإن محله بات الوحيد
في قطاع غزة خاصة الذي يهتم بهذه الصناعة، وأن المهنة اندثرت مع مرور السنين، ولفت
إلى أنه تعلم المهنة منذ طفولته حينما كان يذهب لمحل والده بعد انتهاء دوامه المدرسي
ويجلس بجواره، ويحاول تقليد عمل والده الذي بدوره تعلمها من والده أيضاً.
وذكر أنه بعد فترة من الزمن أصبح يتقن العمل خاصة
حينما كبر والده في السن وأصبح عليه من الصعب العمل في هذه المهنة التي تحتاج إلى طرق
وجهد.
وبين أنه عمل مع شقيقه لسنوات طويلة في نفس المهنة،
وبعد ذلك عمل شقيقه في مهنة أخرى، وبذلك يكون هو الوحيد الذي يعمل في هذه المهنة التي
يفكر أن يعلمها إلى نجله رغم أنه يرى أن تعلمها يحتاج إلى تدريب فمن الصعب التعلم بالنظر
وحده.
ويختم أبو خالد بالتأكيد على أنه بعد مضى أكثر من
"40 سنة" في هذه المهنة من الصعب عليه أن يعمل في مهنة أخرى خاصة أنها أصبحت
جزءا من حياته يقضي فيها ساعات يختلف عددها حسب حجم الشغل المطلوب منه.
المصدر: المركز
الفلسطيني للإعلام