انتصار فلسطيني بميادين الكرة
الأربعاء، 09 أيلول، 2015
في حدث وصف بالتاريخي خاض منتخب فلسطين لكرة القدم مساء الثلاثاء
أول مباراة رسمية على ميدانه ضمن التصفيات المشتركة لمؤهلة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا
2019، وشهدت المباراة التي جرت مع الإمارات حضورا جماهيريا لافتا.
وكانت المباراة -التي انتهت بالتعادل السلبي- بمثابة إعلان
رسمي عن نهاية الحصار الذي فرض على الرياضة الفلسطينية منذ سنوات طويلة.
ويحتل المنتخب الفلسطيني المركز الثالث في المجموعة الأولى
برصيد خمس نقاط، متأخرا بنقطتين عن الإمارات صاحبة المركز الثاني وبأربع نقاط عن السعودية
المتصدرة.
ويبذل رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب جهودا
متواصلة في المحافل الرياضية الدولية لضمان حصول الفلسطينيين على حقوقهم الرياضية،
وعلى رأسها حركة التنقل واللعب في ملاعبهم البيتية، وهو ما نجح في تحقيقه داخليا ومع
كثير من الفرق الرياضية العربية التي زارت فلسطين.
وجدد الرجوب -في تصريحات صحفية عقب المباراة- تمسكه بحقوق
المنتخب الفلسطيني في اللعب على أرضه، ودعا كافة المنتخبات العربية لعدم التردد في
اللعب مع المنتخب الفلسطيني على أرضه.
ووصف مباراة اليوم مع المنتخب الإماراتي بالحدث التاريخي،
وثمن مشاركة الجماهير الفلسطينية وحضورها المكثف للقاء.
ويضم المنتخب الفلسطيني لاعبين من غزة والضفة الغربية وآخرين
من أصول فلسطينية قدموا من البرتغال وسلوفينيا والسويد وتشيلي وبولندا. وكان المنتخب
قد أقام معسكرا تدريبيا في ألمانيا استمر لنحو أسبوعين قبل العودة إلى الأراضي الفلسطينية
والتحضير لملاقاة الإمارات.
من جهته، اعتبر المدرب والخبير الرياضي فايز نصار أن مباراة
اليوم تكتسب أهميتها بمشاركة المنتخب الإماراتي الذي أصر على الحضور واللعب مع فلسطين
في ظل تلكؤ منتخبات عربية أخرى.
وقال للجزيرة نت إن الفريق الفلسطيني لعب بحماسة وضمن إمكانياته
ووظفهما جيدا لصالحه، في حين كان المنتخب الإماراتي أكثر خبرة.
واعتبر مباراة اليوم "نصف انتصار للمنتخب الفلسطيني"،
و"إنجازا بعد أشهر من النجاحات التي حققها الاتحاد الفلسطيني في كونغرس الفيفا
وانتزاع حقوق الفلسطينيين الرياضية من الاحتلال، وأهمها حقه في اللعب على أرضه وتسهيل
بناء الملاعب وحرية التنقل ودخول المعدات وغيرها".
وقال إن الاختبار الأول بعد "معركة الفيفا" كان
السماح للاعبي فريقي الشجاعية القادم من غزة والنادي الأهلي من الضفة الغربية بلعب
مباراتي نهائي الكأس ذهابا وإيابا في غزة والضفة.
ووصل المنتخب الإماراتي فلسطين أمس الأول قادما من الأردن،
وفيما ينتظر وصول مزيد من المنتخبات للعب مع الفريق الفلسطيني -وبينها ماليزيا وتيمور
الشرقية- فإن الأنظار تتجه نحو السعودية التي لا تبدي حتى اليوم تحمسا لملاقاة المنتخب
الفلسطيني على أرضه في المباراة المتوقعة في أكتوبر/تشرين الأول القادم.
وكان من المفترض أن يلعب المنتخب السعودي في فلسطين في يونيو/حزيران،
غير أن تدخلات سياسية أسهمت في تغيير مباراة الذهاب إلى إياب وأقيمت في الدمام وفاز
المنتخب السعودي (3-2).
وجدد الرجوب مؤخرا دعوته إلى السعودية للحضور إلى فلسطين،
ونفى أي شبهة تطبيع في اللقاءات المقامة بفلسطين، وقال إن المباريات تُجرى تحت رعاية
الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وبحماية الشرطة الفلسطينية.
ويتم تنسيق وصول الوفود الرياضية وفق نظام القوائم على المعابر
مع الفيفا التي ترافق الوفود من الأردن إلى الأراضي الفلسطينية دون طباعة ختم دخول
إسرائيلي على جوازات سفر اللاعبين والضيوف.
المصدر : الجزيرة