انهيار منزل «آيل للسقوط» في مخيم البرج
الأربعاء، 28 أيلول، 2011
عيش أربعة آلاف ومئتان وخمسون أسرة فلسطينية، موزعة على مخيمات اللجوء في لبنان، رعبا «مستديما» من إمكانية أن تقع منازلها المصنّفة «آيلة للسقوط»، فوق رؤوس أبنائها في أي لحظة. ويوم الجمعة الماضي، انهار منزل في مخيم برج البراجنة وتحول إلى ركام، في حادث هو الرابع من نوعه في المخيم الذي يعدّ الأكبر في بيروت. وشاءت الصدف «الحميدة» أن يكون المنزل خاليا لدى سقوطه، مما حال دون وقوع أي ضحايا.
ففي مخيم البرج وحده توجد ستمئة وحدة سكنية مهددة بالانهيار، فيما عدد المنازل في المخيم يقدّر بأربعة آلاف منزل.
وانهار منزل أحمد عائشة المتواضع الواقع في الطابق الأرضي، ويتألف من غرفة واحدة تستخدم كغرفة نوم وجلوس، بالإضافة إلى حمام صغير، فيما كان الرجل وزوجته خارجه. أما ابنتاه فهما متزوجتان ولا تعيشان معه.
وكان احمد وزوجته يتوقعان وقوع الكارثة في أي لحظة، ولم يكن بإمكانهما مغادرته لانعدام البدائل، طبعا.
يشرح أحمد أن منزله تصدّع بعد حرب تموز 2006، فالمخيم يقع في الضاحية الجنوبية التي تعرضت لقصف عنيف من العدو.
بعد الحرب، تقدّم بشكوى إلى وكالة «الأونروا» يطالب بإعادة تأهيل منزله. تجاوبت الأخيرة مع الطلب وأجري كشف على المنزل في العام 2006 ثم .. لا شيء حتى «انهار المنزل والأونروا لم تصلّح»، كما يقول أحمد.
ومع المنزل، فقد أحمد دراجة نارية كان قد اشتراها مؤخراً، وهي وسيلة النقل الوحيدة التي يملكها وكان يخبئها داخل المنزل خوفا من أن تسرق. إلا أن سقف المنزل سحقها، وسحق معها الأثاث والأدوات الكهربائية الخ...
وبعد الانهيار، انتقلت الزوجة للعيش في منزل ذويها، أما أحمد فلم يجد أمامه سوى النوم عند مدخل المنزل المسقوف بقرميد أهلكه الدهر، بانتظار «رحمة الله».
وكانت ثلاثة منازل قد انهارت في المخيم خلال موسم الشتاء الماضي، بسبب المطر والفيضانات التي يسببها. ويقول سكان المخيم إنهم اعتادوا سماع «دويّ انفجار» بين فترة وأخرى، يكون صادرا عن انهيار منزل.
الأونروا تنتظر الهبات...
يشرح مدير منطقة بيروت الوسطى في الأونروا محمد خالد، أن الاتحاد الأوروبي قدم مؤخرا هبة لترميم سبعمئة وحدة سكنية في المخيمات كافة، من أصل أربعة آلاف ومئتين وخمسين منزلا بحاجة للترميم.
ويؤكد خالد أن الوكالة «تنتظر هبات أخرى لتصليح المنازل المتضررة كافة»، وقد كلّفت لجنة لدراسة وضع المنازل الأكثر تضــرراً والأشد عوزاً للترميم، لكي يصار إلى العمل على إصلاحـــها بموجب الهبة الموجودة حالياً في غضون أســـابيع. ويلفت إلى أن «كل منزل يحتاج إلى حوالى اثني عشر ألف دولار لتأهيله، ما يستدعي ضرورة الحصــول على هبات إضافية قبل فصل الشتاء المقبل».
المصدر: جريدة السفير اللبنانية