القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

بائعو القهوة في عين الحلوة، أغلبهم أصحاب شهادات

بائعو القهوة في عين الحلوة، أغلبهم أصحاب شهادات
 
طارق عليوة - صيدا
خاص/ لاجئ نت

عند كل صباح، وقبل شروق الشمس، تتحرك شرائح الطبقة العاملة في شوارع وأزقة وزواريب عين الحلوة، إما للعمل داخلها، أو للخروج من المخيم للعمل في صيدا.

مهندس، محامي، دكتور، صيدلي. كلها مهنٌ من تعلمها وأخذ شهاداتها صار صاحب مكانة في مجتمعه، واحترمه النّاس على ما تعلم وأنجز طوال سنوات دراسته، وأصبح رجلاً ذا مدخولٍ لا بأس به، تساعدُه مهنته على العيش بكرامة، ومستوى ماليّ مرموق يعيش به بين العباد في البلاد.

لكن إنتبه أنت فلسطيني!

آه نسينا أمراً مهمّاً، أنّ هذه المهن يحقُ مزاولتها لمن يريد، لكنها حرامٌ على الفلسطينيّ بنص قانون العمل اللبناني الذي يحرم على الفلسطينيّ اللاجئ على أرض لبنان، أنْ يزاول أكثر من 70 مهنةٍ.

من هذا المنطلق دخلنا مخيم عين الحلوة لنرى ما هي أبرز المهن التي تتمّ مزاولتها من قبل هذا الشّعب المسكين، فوجدنا أنّ أغلبها بيع القهوة والشّاي، فإمّا يكون من يزاولها بائعاً جوالاًَ على رجليه طوال النّهار تحت حرّ الشّمس في الصيف، والبرد القارس في الشّتاء. أو أن يكون حظه يفلق الصّخر فيضع بسطةً يبيع عليها الشّاي والقهوة.

يتحرك بائعو القهوة في أزقة المخيم، لحاجة الناس إلى قهوة الصباح عند توجههم إلى العمل، وفي الليل يجولون حتى منتصف الليل في هذه الأزقة. فضلاً عن أكثر من ثلاثين بائع قهوة يفِدون إلى مدينة صيدا ويجولون في شوارعها.. يأتي معظمهم من مخيم عين الحلوة.

مش أحسن ما نقعد بالبيت؟!

يقول (ص.خ)، أنهيت دراستي الجامعيّة تخصّص صيدلي، وحاولت أنْ أجد عملاً بمهنتي، ولكن للأسف، أنت تعلم أن القانون اللبناني يمنع على الفلسطيني مزاولة مثل هذه مهنة. فأنا صباحاً أبيع القهوة والشّاي على بسطةٍ أمام منزلي، وبعد العصر أداوم بصيدليةٍ بالمخيم أقبض منها نصف راتب حتى أستطيع من خلالها سد رمق أهلي، وأنْ لا أمدّ يدي للنّاس.

الحل؟!

يقول (ع.أ): أنا أنهيت دراستي في الجامعة اللبنانيّة بتخصّص محاماة، على أساس أنْ أجدَ مكتباً عند أيّ محامٍ أعمل عنده ولو متدرباً. ولكن الرياح جرت بما لم تشتهِ السّفن، وها أنا ذا أعمل مع والدي على بسطة الإكسبرس على الكورنيش بالليل. أقول إنّ الحلّ واضحٌ وصريحٌ، وهو عند الدولة اللبنانيّة الكريمة، التي تحرمنا من أبسط حقوقنا وهي أنْ تساوينا مع المواطن اللبناني بمزاولة المهن والتخصّصات التي نتعلمها ومنها الطب، والمحاماة، والصيدلة، وغيرها... ولكنْ أقول هل هناك من أذان صاغية. دع الأيّام تجبْ على سؤالي؟