بسطة المغربي.. قبلة المحتاجين في المدينة
المقدسة
الأربعاء، 08 نيسان، 2015
"خد ما تحتاج ...وضع ما لا تحتاج".. عبارة بسيطة كتبت على
ورقة بيضاء في حارة السعدية داخل البلدة القديمة،
قد تقف حائراً ومتسائلاً عن ما لا تحتاجه لتقدمه إلى من يحتاجه.
فكرة مقدسية قام بتطبيقها الشيخ خالد المغربي يوضحها لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"
قائلا: "البسطة ظهرت بعد التفكر بالآية "ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم"،
والنعيم هو كل شيء يتنعم فيه الإنسان سواء ما يؤكل أو ما لا يؤكل، وأي غرض يستعمل طالما
يوجد به فائدة ولا يوجد به إثم، وأي غرض لا نستعمله ولا حاجة لنا به نؤثم عليه، وبذلك
يضع الإنسان نفسه موضع المسؤولية أمام الله، ويسأل عن هذا الغرض عن هذه الحاجة إن كان
لا يستفيد منها فمن الواجب عليه أن يتخلى عنها إلى من يحتاجها".
وأضاف المغربي: "البسطة هي تطبيق عملي لكل شيء نظري،
فلا يكفي العلم بالدين الإسلامي بل يجب تطبيق الشريعة الاسلامية، حيث وجدت من خلال
الشهرين الماضيين على تأسيس البسطة، أن هناك حاجزا بين الفرد والخير وتطبيقه، فمثلاً
من يزيد الطعام في منزله لا يبحث عن فقير أو محتاج ليرسل له الطعام بل يتخلص منه في
سلة المهملات، وهذا الشيء خلاف للشريعة الإسلامية".
ويضيف: "البسطة تحتوي على كتيبات ونشرات دعوية لتغذي روح الإنسان
ليسهم في العطاء ويتحلى بالأخلاق الحميدة ويتبعها، كما وتحتوي على القهوة السادة، وهي
ضيافة رمزية لكل من يمر في الطريق إلى منزله، وخبز محمص حتى يتسنى لأطفال المدارس تناوله
أثناء ذهابهم إليها والعودة منها، وملابس، هذه النعم الموجودة على تلك البسطة وضعت
من أجل كل محتاج".
ويشير إلى أن هناك "نساء يخجلن من
البحث عن فقير ليعطينه النعمة، لذلك نضع الطاولة ونكتب عليها ضع ما لا تحتاج وخذ ما
تحتاج، تلقائيا يضع الإنسان ما ليس بحاجة له، حيث شاهدت الأفراد يضعون ما لا يحتاجونه بخجل، ومعظم من يحتاج يأتي ليلا، ليتغير حال البسطة في صباح اليوم التالي".
وتابع: "خلال الشهرين الماضيين أرسلت
إلى الضفة الغربية سيارتين محملتين بالملابس بعد أن جمعوا على البسطة، ووجدت أن المجتمع
ساهم في الفكرة، وبدأ يعمل عليها، وخلال الأسبوع الحالي سيتم إرسال سيارة أخرى محملة
بالملابس للضفة الغربية".
ولا يكتفي الاحتلال في التضييق على الأفكار
المجتمعية؛ بل يحاول التنغيص والتطاول، يقول المغربي: "بلدية الاحتلال منعتني
من وضع طاولة بمقابل البسطة بحجة أنها تعيق المارة في الطريق، ولذلك اكتفيت بوضع البسطة
أمام منزلي حتى يكتمل عطائي".
وتقول أم حسن زوجة الشيخ خالد المغربي
لـ "المركز الفلسطيني للإعلام": "البسطة فكرة مجتمعية قائمة من أجل نشر فكرة العطاء دون مقابل، ومن أجل
رضى الله، وإخلاص النية في إخراج الشيء الذي لا يحتاجه، وزرع الأخلاق الحميدة، ومنها
أحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك".
وتضيف: "ربة المنزل هي المساهم الأول
في إنجاح هذه الأفكار، فهي ترى احتياجات العائلة وماذا تريد وماذا لا تريد، لأنها هي
التي تعمل في المنزل، والرجل لا يدرك ما لا تحتاجه ربة المنزل، وهي تلعب دورا في الإسهام
بنشأة جيل يعمل على إخراج ما لا يحتاج إلى كل محتاج، يجب أن نتخلى عن هذه الحاجيات
التي تأخذ مساحة ومكانا في المنزل دون الحاجة إليها، وغيرنا في أمس الحاجة لها".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام