بعد إستئناف السلطة الفلسطينية مفاوضاتها مع
الإحتلال رفض سياسي وشعبي .. ودعوات للسلطة بالتراجع عنها
عبد الرحمن عبد الحليم / خاص لاجىء نت
جولة جديدة من المفاوضات الفلسطينية مع كيان الإحتلال رحبت
بها الولايات المتحدة الأميريكية ، إلا ان فصائل المقاومة الفلسطينية والاتحادات
الشعبية والمؤسسات ، اعتبرتها خطوة منفردة ومعزولة تتجاوز الإجماع الوطني ،وستؤدي
الى تفريط السلطة بحقوق الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات ،حيث استغربت الفصائل
توقيت العودة للمفاوضات في ظل الاعلان عن "مشروع برافر" لتهجير عرب
النقب في سياق مشاريع الترانسفير.
المفاوضات التي انطلقت الاسبوع الماضي في واشنطن شارك فيها كل من
تسيبي ليفني المكلفة بالمفاوضات ، و إسحاق مولخو مبعوث رئيس وزراء الكيان الى جانب
رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، وعضو اللجنة
المركزية لحركة فتح محمد اشتية ، على أن تستمر لعدة شهور يبحث فيها الجانبان قضايا
من ضمنها الأمن والحدود واللاجئون.
المفاوضات الجديدة رفضتها معظم الفصائل الفلسطينية جملة وتفصيلاً،
فحركة المقاومة الاسلامية حماس وعلى لسان ممثل الحركة في لبنان علي بركة رفضت عودة
مباحثات السلامالفلسطينية مع الكيان الاسرائيلي قبل توقف بناء المستوطنات
والحصول على ضمانات حقيقية بهذا الخصوص، ودعا بركة رئيس السلطة محمود عباس إلى
إعادة الحوار الفلسطيني قبل استئنافالمباحثات مع الإحتلال.
وأكد بركة ان الأوضاع العربية المضطربة تعطي كيان الاحتلال فرصةلتوسيع عملياتالاستيطان بهدف
طمس الهوية الفلسطينية وتشويه معالم المقدسات الاسلامية في القدس المحتلة.
بدوره ، اعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أبو سامر موسى وفي
تصريح له أن استئناف المفاوضات خروج عن السياق الوطني ،مؤكداً أن السلطة لن تجني
أي نفع من دخولها في مستنقع المفاوضات مجددا لأنها بمثابة جري وراء الوهم الأميركي
والصهيوني ولن ينتج عنها سوى ترسيخ حالة الانقسام وتفتيت الوحدة الوطنية الداخلية.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلى لسان عضو مكتبها السياسي في
لبنان مروان عبدالعال اعتبرتأن
المفاوضات لا يمكن أن تأتي بحق والذهاب إليها سيكون خسارة كبير، مؤكداً عبد العال
رفض الجبهة للمفاوضات وتقديم هدايا مجانية للعدو، مشددا في الوقت نفسه على خيار
الفلسطينيين بالمزيد من الوحدة وبالمقاومة المسلحة والصمود.
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين انتقدت بشدة قرار السلطة إستئناف
المفاوضات، حيث عبر عن ذلك عضو لجنتها المركزية في لبنان اركان بدر خلال احدى
الفعاليات ان الجبهة ترفض عودة المفاوضات في ظل تهويد القدس وتوسع الاستيطان الذي
يلتهم اراضي الضفة الغربية المحتلة ويقطع اوصالها ، مؤكداً على ضرورة تصعيد
المقاومة بكافة اشكالها ولا سيما الشعبية منها ضد الجدار والاستطان واطلاق سراح
الاسرى .
أخيراً وعلى الصعيد الشعبي ، نفذ اللاجئون الفلسطينيون في معظم
المخيمات الفلسطينية إعتصامات احتجاحية تزامنا مع الجلسة الاولى من المفاوضات،
بمشاركة الاحزاب والفصائل واللجان والاتحادات الشعبية والمؤسسات، حيث دعا اللاجئون
السلطة الى التراجع عن المفاوضات لصالح استراتيجية وطنية بديلة تستند الى حكومة
وحدة وطنية منبثقة عن انتخابات شاملة تضم كافة اطياف الشعب الفلسطيني، كما اعرب
اللاجئون عن تخوفهم من ضياع حق العود وان يكون احدى ضحايا المفاوضات العبثية ، حيث
يقول الحاج ابو مصطفى لأسرة لاجىء نت " المفاوضات تعني بيع الوطن للاحتلال ،
وبيع الوطن يعني شطب حق عودة اللاجئين ، ونحن على مدار 64 عاماً نتحمل المعاناة
والألم في مخيمات لبنان على أمل العودة الى وطننا ، كيف لنا أن نقبل بهذه
المفاوضات التي ستزيد معاناتنا وتفقدنا حلمنا بشم عبق فلسطين"؟!!