بعد المجزرة التي راح ضحيتها 11 شهيدا.. عائلة الدلو.. بدمها ترسم وطن
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
شيعت جماهير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الغاضبة اليوم الاثنين (19-11) جثامين 11 شهيدا من عائلة الدلو، وسط مطالبة المشاركين بالجنازة بالثأر لدماء الشهداء، واستمرار الفعل المقاوم حتى إرهاق الاحتلال.
وانطلق عشرات آلاف المشيعين من مجمع الشفاء الطبي باتجاه حي النصر، حيث تم إلقاء النظرة الأخيرة على الشهداء الأحد عشر، ثم توجه الموكب إلى مسجد الإسراء في حي الشيخ رضوان حيث تمت الصلاة على الشهداء قبل مواراتهم الثرى في مقبرة الشيخ رضوان.
سماح عبد المجيد الدلو (25 عاماً) - سهيلة محمود الدلو (74 عاماً) - إبراهيم محمد الدلو (11 شهر) - جمال محمد الدلو (عامين) – سارة محمد الدلو (7 أعوام) - يوسف محمد الدلو (4 أعوام) - يارا جمال الدلو (22 عاماً) - تهاني الدلو (46 عاماً) – رنين جمال الدلو (19 عاماً)... أسماء تخط بأحرف من دم أحمر قاني، كانوا يجلسون آمنين مطمئنين في منزلهم المكون من 3 طوابق، بحي النصر شمال مدينة غزة، دون أن يدر بخلدهم للحظة أن إجرام الاحتلال الإسرائيلي سيطالهم دفعة واحدة. سقط الصاروخ الإسرائيلي الذي يزن نصف طن من طائرة اف 16، ونقلهم بغمضة عين من عالم الأحياء إلى عالم الأموات.
جريمة حرب
المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان اعتبر الهجوم المتعمّد ضد منزل عائلة الدلو جريمة حرب، ضمن سلسلة من الاعتداءات المتواصلة منذ ستة أيام ضد منازل المدنيين في قطاع غزة، في ظل فشل المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية حيال حماية المدنيين في مناطق الصراع.
وطالب المرصد في بيان له، الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، باتخاذ موقف يدين الاستخدام الإسرائيلي المفرط للقوة، وتوجيهها ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، بصورة تتناقض كلياً مع مبادئ القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان.
كان هذا في اليوم الخامس للحرب الإسرائيلية الثانية على قطاع غزة (نوفمبر 2012)، حيث بدأ الاحتلال يشعر بأنه بعيد جدا عن تحقيق أهدافه العدوانية، فبدأ بشن غارات تستهدف قتل أكبر عدد من المدنيين في بيوتهم ومنازلهم الآمنة.
لم تكن عائلة الدلو العائلة الوحيدة التي نال الاحتلال من جل أفرادها، فقد أسقطت طائرات الاحتلال عددا كبيرا من المنازل فوق رؤوس ساكنيها، فأوقعت أطفالها ونساءها وشيوخها وشبابها بين قتيل وجريح، وذلك منذ اليوم الأول للحرب الشرسة التي بدأت باغتيال القيادي في كتائب القسام أحمد الجعبري الأربعاء الماضي.
وإلى هذه اللحظة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى 95 شهيدا، ولأكثر من 740 جريحا، من بينهم 24 شهيدا من الأطفال، و10 شهداء من المسنين، و10 من السيدات.
وفي مساء يوم أمس الأحد، قصف الطيران الحربي الصهيوني منزلا لعائلة شحادة شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، مما أدى إلى إصابة 7 مواطنين وصفت جراحهم ما بين المتوسطة والخطيرة.
عائلات تترجل
وأغارت طائرات الاحتلال الصهيوني ظهر أمس الأحد على منزل من آل النحال، مما أدى إلى استشهاد المواطن أحمد النحال (27 عاما) والطفلة تسنيم النحال (9 أعوام)، وأصيب 8 آخرون في غارة صهيونية على مخيم الشاطىء غرب مدينة غزة.
وكان قد استشهد صباح أمس الأحد الأخوين الطفلين جمانة أبو سعيفان التي تبلغ من العمر(عاما واحدا) وتامر أبو سعيفان الذي يبلغ من العمر (3 سنوات)، جراء قصف طائرات إف16 على شارع السكة بمخيم جباليا شمال شرق قطاع غزة.
وفي مدينة رفح، استشهد صباح أمس الأحد المواطن محمد أبو نقيرة بعد أن قصفت طائرات اف 16 منزله وسوته بالأرض.
ومساء السبت، قامت قوات الاحتلال باستهداف منزل لعائلة آل صلاح يقع في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مما أدى إلى إصابة جميع أفراد العائلة المكونة من 31 فردا بجراح تنوعت ما بين المتوسطة والخطيرة.
كما استهداف الاحتلال الإسرائيلي بصاروخ "اف 16" منزل عائلة قديح في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى تدمير المنزل بالكامل واستشهاد عوض قديح وزوجته سناء قديح وطفلتها وتركت ابنها محمد وحيدا.
العالم مدعو للتدخل
ووصف اسماعيل هنيه، رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة مساء الأحد، مجزره عائله "الدلو" بأنها "مجزره بشعه فاقت كل التصورات".
وقال هنيه في بيان له "إننا حكومة وشعبا نقف إلي جانب أهلنا في "عائله الدلو" ونستنكر هذه المجزره الوحشيه التي تشكل معولًا جديدًا في هدم الاحتلال ورحيله عن الارض الفلسطينيه"، داعيا العالم إلي تحمل مسئوليته أمام هذه الدماء البريئه.
هذه العائلات وغيرها، تقف اليوم شاهدا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة في قطاع غزة، فمشاهد الدمار وركام المنزل الذي أصبح حجارة متناثرة, لازالت واقفة تنادي أحرار العالم بالاطلاع على عنجهية أطول احتلال عرفه التاريخ، كما يقول القادة الفلسطينيون.
وزير الصحة في غزة د.مفيد المخللاتي قال في مؤتمر صحفي عقده بمجمع الشفاء الطبي مساء أمس الأحد "كلكم شاهدتم ما حدث اليوم بعد قصف إسرائيلي لعائلة الدلو، الشهداء كلهم من المدنيين، والاحتلال يكذب على العالم وهو لا يقاتل سوى المدنيين"، مناشدا العالم أجمع أن يقف وقفة تليق بالإنسانية لإيقاف الجرائم ضد الشعب الآمن.
وتساءل المخللاتي عن سبب استهداف الأطفال واغتيال إنسانيتهم وأحلامهم، مضيفًا "ما ذنبهم ألا أنهم فلسطينيين أم شعب صامد ينادي بحقوقه"، مؤكدا أن ما حصل يؤكد أن الشعب لا زلنا تحت احتلال لم يشهد العالم له مثيل.