خاص – لاجئ نت|| الأربعاء، 22 شباط 2022
رغم ضيق العيش
الذي يعاني منه أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان،
الا انه أصر على المشاركة والمساهمة الواسعة في إغاثة إخوانه من الشعبين الفلسطيني
والسوري ضمن حملة اطلقتها هيئة مناصرة الشعب الفلسطيني في لبنان، بعنوان "فلسطين معكم.. وجعنا واحد ولن نخذلكم" وتضمنت مواد غذائية ومواد
تنظيف وملابس وتجهيزات تدفئة وفرشاً وأغطية.
وانطلقت قافلة
المساعدات يوم الأحد الماضي للمشاركة في إغاثة المتضررين من الزلزال الذي ضرب
الشمال السوري وجنوب تركيا.
وصلت قافلة
المساعدات الإغاثية إلى مخيمي النيرب في مدينة حلب ومخيم الرمل في اللاذقية.
يقول عدنان
الرفاعي عضو اللجان الشعبية في مخيم عين الحلوة واحد افراد الوفد المشارك في
القافلة بأن التعاطف مع ضحايا الكوارث الطبيعية من شِيم الإنسانية، فروابط العروبة
لا تتجزأ، ويجب أن تتقدّم على أي خلافات سياسية، فسوريا تستحق الإغاثة العاجلة.
وأضاف الرفاعي
لشبكة "لاجئ نت" بأن الزيارة الى مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين في
اللاذقية تأتي في إطار تقديم الدعم الإنساني العاجل للمتضررين من جراء الزلزال،
والاطلاع على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيم وتلمس احتياجاتهم.
وأشار عدنان
الرفاعي في حديثه لشبكة لاجئ نت بان وضع اللاجئ الفلسطيني في سوريا صعب ومأساوي
جدا، واصفاً بأن وضعه أصعب بكثير من وضع اللاجئ الفلسطيني في لبنان رغم الأوضاع
المعيشية الصعبة وتصنيف نحو ٩٠% من اللاجئين الفلسطينين في لبنان تحت خط الفقر،
إلا أنهم رفضوا أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الكارثة التي قلبت الحياة رأسا على
عقب واعطوا ما عندهم لإخوانهم في سوريا.
وأضاف الرفاعي
بأن الأمر أصعب من أن يوصف، فحجم المأساة كبير جدا والفقر مدقع، وهناك نسبة كبيرة
في مخيم الرمل الذي يسكنه نحو 15 الف لاجئ فلسطيني تحت خط الفقر ويعانون البطالة
وقلة العمل، وحتى اللاجئ الفلسطيني منهم الذي يعمل لا يستطيع تأمين قوت يومه.
وحول أهم
الاحتيجات التي يحتاجها اللاجئ الفلسطيني، أشار الرفاعي لـ "لاجئ نت"
الى وجود نقص كبير جداً وصعوبة كبيرة في تأمينها كحليب الأطفال والزيت والأرز
والعديد من المواد الغذائية.
وتابع الرفاعي
حديثه بالقول: "هناك أزمة حقيقية ووكالة "الأونروا" غائبة كلياً عن
ما حدث من مأساة ومتخلية عن مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، والى الآن لم
تقدم أي شيء ولم تحرك ساكناً، متسائلا عن دور المفوض العام تجاه اللاجئين
الفلسطينيين في هذه الظروف والمأساة التي يعيشها اللاجئين الفلسطينيين في سوريا
الذي يعاني من ويلات الحرب والحصار على سوريا بالإضافة الى الكارثة التي حصلت
نتيجة الزلزال الذي ضرب كل من سوريا وتركيا.
واعتبر الرفاعي
موضوع تقاعس الاونروا واهمالها للاجئين الفلسطينيين موضوع سياسي لانهاء حق العودة،
وامريكا لا تريد إعطاء أي مساعدات للاونروا الا اذا شطبت صفة اللاجئ عن اللاجئ
الفلسطيني الذي لم يولد في فلسطين، وهذا موضوع خطير لانهاء حق العودة وتوطينهم
وتهجيرهم.
وأضاف الرفاعي
بأن الكارثة التي حلت بسوريا لم يمضِ عليها سوى أيام معدودة، لكنها بكل أسف حملت
طابعاً سياسياً منذ اللحظة الأولى، في وقت ما زالت سوريا تتعرّض لعقوبات قانون
قيصر الأميركي والحصار الغربي. فحجم الكارثة بسوريا في ظل أزمات اقتصادية خانقة
تمر بها من جرّاء استمرار فرض الحصار عليها، يضع المشهد بعد الزلزال وسبل الإغاثة
للسوريين أكبر من إمكانيات دولة وحكومات. فمثل هذه الكارثة لا يمكن أن تُحتوى إلا
بجهود الجهات كافة وأصحاب النخوة والشهامة وحملات التضامن والدعم والإسناد رسمياً
وشعبياً، فمعادن البشر تظهر وقت الشدائد التي تعد أكبر اختبار إنساني وأخلاقي.