بيت إلياهو.. نموذج لحقد الاحتلال على الأسرى
السبت، 02 أيار،
2015
تشهد مراكز التحقيق لدى الاحتلال الصهيوني فصولا متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي،
التي يخضع لها الفلسطيني منذ اعتقاله.
ويعدّ مركز "بيت إلياهو" واحدا من بين أسماء المراكز الأمنية التي
بدأ اسمها يشيع لدى الفلسطينيين؛ نظرا لكثرة من مرّ به من المعتقلين.
وبعيدا عن أجهزة الرقابة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، يخضع المواطن الفلسطيني
لضروب متعددة من الانتهاكات التي تجرمها المواثيق الدولية، لكنها تمر من دون حساب.
"بيت إلياهو":
مكان يُسمح فيه بضربك والاعتداء عليك باسم سلطة الاحتلال، حيث لا أحد يسمع صوتك أو
حتى نداءات استغاثتك، فإما أن يكون المرء قوياً يكسر الاحتلال بصمته، أو أن يستشيط
غضباً ليعطي المحققين الإسرائيليين سبباً إضافياً - لم يكونوا بحاجته في الأساس - لإيساعه
ضرباً.
هو مركز لشرطة الاحتلال يقع على بعد أمتار من "باب السلسلة" أحد أبواب
المسجد الأقصى في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، بدأ اسمه بالتردّد مؤخرا بعد
كل عملية اعتقال تستهدف المرابطين والمصلين والفتية الفلسطينيين بتهمة "عرقلة
عمل الشرطة"، فيتم تحويلهم إلى هذا المركز.
يتعرّض الموقوفون فيه للاعتداء بالضرب وتوجيه السباب والشتائم لهم وممارسة السلوكيات
اللاأخلاقية بحقهم في هذا المكان الذي لم تسجّل فيه كاميرات المراقبة أي وجود لها،
سوى على مدخلها الرئيس.
جمعت "قدس برس" شهادات عدد من النشطاء والمرابطين الفلسطينيين ممّن
تم توقيفهم في مركز "بيت إلياهو"، واتفق جميع المتحدثين على أن المكان المذكور
مؤهل لممارسة الاعتداءات والانتهاكات بحق المعتقلين وتعريضهم للذّل والإهانة دون أي
إثبات أو دليل يمكّنهم لاحقاً من متابعة الأمر أو الاحتجاج عليه، فمع كل هذه الممارسات
يضطر غالبية الموقوفين للتوقيع على شهادات مزورة تثبت أنهم لم يتعرضوا لأي أذى، وذلك
كشرط للإفراج عنهم.
تقول المعلمة والمرابطة في المسجد الأقصى، هنادي الحلواني، "في إحدى مرات
الاعتقال، كنت جالسة عند باب السلسلة فأتى شرطي وأخبرني بأني معتقلة، رفضت الذهاب معه
مطالبة إياه بإحضار ورقة رسمية تثبت ذلك من الضابط المسؤول عنه، ثم أتى الضابط المسؤول
واقتادني إلى بيت إلياهو. ومنذ وصولي إلى ذلك المكان تعرّضت للاستهزاء ومحاولة الاستفزاز
والضرب من الضابط الذي قام بالتحقيق معي".
تتابع: "كما أن عناصر الشرطة هناك بشكل عام يتعمدون ممارسة الاعتداءات
بشتى الوسائل اللاأخلاقية، من خلال الشتم ومحاولة التحرّش والاستفزاز، وغيرها من الممارسات
اللاأخلاقية".
من جانبه، قال الناشط تامر شلاعطة من مدينة سخنين في فلسطين المحتلة عام
1948، إنه اعتقل أكثر من 12 مرة من قبل الاحتلال، من بينها 10 مرات اقتيد فيها إلى
"بيت إلياهو" الذي قال إن أحد مكاتبه مزودة بجهاز حاسوب، يتم من خلاله الاتصال
بجميع كاميرات المراقبة الموجودة على أبواب المسجد الأقصى من الخارج، لتسهيل عملية
الاعتقالات والتعرّف على هويات "المطلوبين".
يقول شلاعطة في وصفه لـ "بيت إلياهو"، "هو مكان مؤهل للضرب دون
إثبات أو دليل على ذلك، هو المكان الذي تتعرض فيه للذل والإهانة من الاحتلال، يوقفونك
لساعات دون تحقيق لكنهم لا يبخلون عليك بالبصق والشتائم والرّكل".
ويضيف: "كنت في المسجد الأقصى وإذ بهم يعتقلونني ويضربونني بالعصي، ثم
يقتادونني إلى بيت إلياهو، حيث كبلوا يديّ ورجليّ، وحشروني في زقاق ضيق للغاية، وجاء
أحد الضباط الذي كان حاقداً علي من أحداث التصدي في المسجد الأقصى آنذاك، وأوسعني ضرباً
وأنا مكبّل، وكان برفقتي شاب آخر أوسعوه ضرباً حتى كُسر كتفه".
وفي شهادة أخرى من أحد الفتية الذين تم اعتقالهم من المسجد الأقصى، قال:
"اعتقلوني مع فتيين آخرين من عمري إضافة إلى مرابط، وكان أحد الضباط يحمل كأساً
من الشاي فوضعه على دوسية أوراق ومشى، فوقعت الكأس منه، فصبّ غضبه علينا وبدأ بضربنا
من أجل كأس شاي، لكن ما بداخله أكبر من ذلك (...)، فهذا الضابط بالذات يكنّ لنا حقداً
دفيناً منذ رؤية الشباب الفلسطيني يكبّر في الأقصى ويتصدى للمستوطنين"، وفق قوله.
أما عبير عودة فهي التي تم الاعتداء عليها بوحشية من 5 عناصر من شرطة الاحتلال
في "بيت إلياهو"، تقول "انهالوا عليّ بالضرب المبرح في كافة أنحاء جسدي
دونما رحمة بحجة ضربي لشرطي والتكبير"، ولم يتم إثبات الاعتداء سوى بشهادتها وحدها.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام