«تاج الوقار – 3» شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السّماء
طارق عليوة – صيدا
القرآن روح القلوب
هو القرآن تهفو إليه القلوب، وتذرف من أجله العيون. ولأنّ الجنّة جائزة من يحفظه في الدنيا ويعمل بما فيه، وينال تاجاً من الوقار مَكرمةً من الله تعالى على ما يكنّ صدره من طيب الكلام وحسن العبارة في الآخرة. من أجل ذلك كله، قررت وقفية القبلة الأولى في لبنان إقامة دورة «تاج الوقار3» في حفظ القرآن الكريم في 60 يوماً على مستوى لبنان ومخيماته كافة، حيث يتخرج منها عددٌ من حفظة كتاب الله تعالى. ينتقل بعدها الحافظ لمرحلة نيل الإجازة على يد الحفاظ المجازين المعتمدين من قبل الوقفيّة، وينضم إلى نادي الحفظة التابع لها. وقد بلغ عدد المراكز هذا العام في محافظتي الجنوب والشّمال 8 مراكز، ينضم إليها 92 طالباً وطالبة تأهبوا منذ نهاية العام الدراسي وشمّروا عن سواعدهم لكي يقضوا جلَّ وقتهم في حفظ كتاب الله الكريم.
تعاونٌ بين الوقفيّة والأهل
ومع بداية كل دورةٍ من دورات تاج الوقار في فصل الصيف، تبدأ اتصالات الأهالي بمركز الوقفيّة في صيدا، وذلك من أجل حجز مقعدٍ لأولادهم وبناتهم في حلقات تاج الوقار. ومن لم يحالفه الحظ بتسجيل ابنه في حلقات الدورة الحاليّة، يحجز مقعداً في الدورات التي تأتي في السّنوات القادمة الخاصّة بحفظ القرآن الكريم في 60 يوماً.
زرعٌ أنبت خيراً
في هذا العام من صيف 1432هـ الموافق له 2011م، التحق الطالب علي أحمد عبد الله (13 عاماً) في صف الثامن بدورة «تاج الوقار3» في صيدا، التي نُظمت في مسجد الأرقم حيث استطاع بفضل الله وجهود أهله ودعمهم معنوياً، أن يحفظ القرآن الكريم في 23 يوماً.
يقول مدير الوقفيّة الشّيخ محمد العلي: «إنّ والد علي الأستاذ أحمد وهو مدرس لغة عربيّة في ثانويّة بيسان التابعة للأونروا في عين الحلّوة، كان حريصاً على أن ينهي ابنه القرآن الكريم مهما كلفه الأمر، فكان يأتي لمركز التحفيظ ويراجع لابنه 50 صفحة يومياُ، هذا غير المراجعة التي تراجعه له والدته المجازة في البيت وتحفظه إياها على أصوله مع أحكام التجويد».