رغم حرب الاحتلال ضدّهم
تجار سوق «السلسلة».. متجذرون بعراقة التاريخ
والهوية
الثلاثاء، 08 أيلول، 2015
رغم تكالب الاحتلال، وتتابع النكبات عليهم من كل حدب وصوب،
من طواقم بلدية الاحتلال الضريبية، إلا أنهم صامدون مرابطون داخل محالهم التجارية في
سوق باب السلسلة غرب البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
ما فتئت بلدية الاحتلال وطواقمها الضريبية والجمعيات الاستيطانية،
بتحرير مخالفات للتجار المقدسيين في باب السلسلة، بهدف تهجيرهم وطردهم، وأحيانا أخرى
يعرض عليهم بيع محالهم التجارية بمبالغ خيالية.
أهمية بالغة
وسوق حي باب السلسلة يعد أحد الأسواق الواقعة داخل أسوار
البلدة القديمة لمدينة القدس المحتلة، وسُمي بهذا الاسم نسبة إلى باب السلسلة أحد أبواب
المسجد الأقصى، ويوجد بهذا السوق بعض المعالم الإسلامية مثل: المكتبة الخالدية، وبعض
قبور الصالحين، وسبيل باب السلسلة وخان السلطان الظاهر برقوق المملوكي، كما ويمتاز
بمحالّه التي تبيع التحف التقليدية للسياح الأجانب.
التاجر ماهر أبو ميالة يقول لـ"المركز الفلسطيني للإعلام":
"أعمل في محلي التجاري كسنتوراي منذ عام 1970، والذي ورثته عن أبي وأجدادي، أبيع
القطع الأثرية والهدايا التذكارية للسواح الأجانب والزائرين لمدينة القدس، كنت في ذلك
الحين أول تاجر أدخل هذه التجارة لسوق باب السلسلة، ومن بعدها أصبحت مهنة تجار سوق
باب السلسلة".
ويستذكر أبو ميالة
الوضع الاقتصادي في مدينة القدس قبل ثلاثين سنة قائلاً: "قديماً كانت الحركة التجارية
في حي باب السلسلة وأسواق البلدة القديمة منتعشة، إلى أن فتحت أبواب حارة اليهود عام
1980م على مصراعيها مسببة تدهورًا اقتصاديًّا وتراجعًا في الحركة التجارية، وفتح داخلها
محال يطلق عليه سوق الكاردو، وهو سوق الباشورة
سابقاً".
عنصرية متفشية
ويضيف أبو ميالة: "العنصرية تجاه التجار في سوق باب
السلسلة متفشية كالنار في الهشيم؛ فالمرشد السياحي الصهيوني يوجه السياح الأجانب إلى
سوق حارة اليهود أو سوق الدباغة"، مضيفاً: "ذبحتنا العنصرية، والريحة ولا
العدم هذا حال يومنا عند دخول زبون واحد للمحل في اليوم".
وفرضت دائرة الضرائب في بلدية الاحتلال، على التاجر أبو ميالة
ضرائب ضخمة، بواقع 280 ألف شيكل، بالإضافة لتراكمات ديون المياه والكهرباء التي تصل
إلى آلاف الشواقل.
أما التاجر منذر بركات يؤكد أن البلدة القديمة وبالأخص سوق
حي باب السلسلة يعاني من الكثير؛ لأنه السوق المستهدف في الاستيلاء عليه لكونه الأقرب
لحائط البراق وحارة الشرف اليهودية؛ حيث استولوا على منازل وعدد من المحلات التجارية
في هذا السوق.
"يحاربوننا في الماء والكهرباء والمكان والمعيشة والرزق،
وفي الهواء إن أرادوا أن يحاربونا فيه لعملوا على حجبه عنا". يقول بركات.
ويتابع بركات: "الدليل السياحي الصهيوني يقول وعلى مسمعنا
للسياح أن لا يشتروا منا، لأننا عرب أولاً، وثانياً لأننا نسرق، وثالثاً أن الأموال
التي نجنيها نرسلها إلى حماس وتدعم الإرهاب".
ويضيف بركات لـ "المركز الفلسطيني للإعلام":
"يوميا نتعرض لاستفزاز وعنصرية من المستوطنين وأولادهم سواء بالكلام اللفظي أو
البدني، وأحيانا كثيرة تحصل مشادات كلامية يعقبها اعتقال للتاجر، ويُبعد عن محله وعن
البلدة القديمة".
ديون وضرائب باهظة
ويشير إلى أنه مدين لبلدية الاحتلال بواقع 120 ألف شيكل لضريبة
ما يسمى بـ"الارنونا" عن محاله ومنزله، والكهرباء 12 ألف شيكل والمياه، قائلاً:
"لا يوجد في القدس والبلدة القديمة مقومات صمود تدعم أهلها ومواطنيها".
ويؤكد بركات أنه رغم ضيق الحال وتدهور الوضع الاقتصادي إلا
أن القدس هي أرضنا وأرض أجدادنا، يكفي برباطنا في محالنا التجارية نكون على أعتاب المسجد
الأقصى مرابطين وحارسين له، وعند سماعنا لأذانه نكون من الحاضرين في الصلاة داخل ساحاته
ومصلياته.
ووجه بركات نداءه إلى كل أصحاب القرار في فلسطين أن يعملوا
على دعم تجار حي باب السلسلة في صمودهم، قبل أن تصبح محالهم التجارية معروضة في المزاد
العلني بسبب تراكم الديون عليها تُباع واحدًا تلو الآخر فيستولون على هذا السوق.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام