«تجمع أبو النوار».. بدو القدس بانتظار التهجير

الجمعة، 08
أيار، 2015
صعد الاحتلال الصهيوني من وتيرة مخططاته الرامية
لتهجير المواطنين المقدسيين وتهويد المدينة المقدسة عبر زيادة معدل الاستيطان والانتهاكات
المتواصلة بحق المواطنين.
تجمع أبو النوار شرقي العيزرية بالقدس المحتلة
نموذج حي على جريمة يُعد لها الاحتلال، سيترتب على إثرها تهجير آلاف البدو لصالح مخططاته
الاستيطانية التي تهدف لفصل كامل وشامل للضفة الغربية شمالها عن جنوبها، وسيطرة كاملة
على الصحراء الفلسطينية، والسفوح الشرقية للضفة الغربية بشكل كلي.
جاء ذلك بعد أن هددت سلطات الاحتلال سكان تجمع
أبو النوار لعرب الجهالين بترحيل 34 عائلة من سكان التجمع إلى منطقة بوابة القدس بالقوة
خلال الشهر الجاري، في حال لم يتم الإخلاء بشكل طوعي.
وقال المواطن داود جهالين في تصريحات صحفية:
"لقد حضرت للتجمع خلال الأسبوعين الأخيرين طواقم "الإدارة المدنية"
الصهيونية يرافقها "دوف صدقة" المكلف كوسيط بين التجمعات البدوية والإدارة
المدنية لإخلاء التجمعات البدوية إلى بوابة القدس، أو النويعمة في الأغوار".
إغراءات صهيونية
وتابع: "بدأ بعرض الطروحات والتسهيلات للسكان
والإغراءات للعائلات، وكل ما قدمه قوبل بالرفض القاطع، وطلب منه الأهالي التحدث فقط
مع المحامي من خلال المحكمة، فلا توجد أي مفاوضات بينهم والإدارة المدنية، ومطلبهم
الرئيس إما العودة لموطنهم وأرض آبائهم وأجدادهم في تل عراد في بئر السبع، أو البقاء
وتطويرهم في التجمعات والأماكن الموجودين فيها منذ عشرات السنين".
ولفت جهالين أنه في حال تم إخلاء تجمع أبو النوار،
سيجري العمل على وضع أول حجر أساس من مخطط "E 1" الاستيطاني "المسمى بلوك ج" بواقع
1500 وحدة سكنية.
وأضاف: "لن يكون الموقع امتدادا لمستوطنة
معاليه أدوميم أو مستوطنة كيدار، وإنما حجر الأساس لمخطط "إي ون"، وإذا نفذ
المخطط سيتم فصل كامل وشامل للضفة الغربية شمالها عن جنوبها، وسيطرة كاملة على الصحراء
الفلسطينية، والسفوح الشرقية للضفة الغربية بشكل كلي، عدا عن الأضرار الاقتصادية والاجتماعية
على التجمعات البدوية وما يخيف السكان أكثر ما ستنفذه إسرائيل والإدارة المدنية بحق
22 تجمعا بدويا في محافظة القدس، حيث تعتبر بداية النهاية للتجمعات البدوية إذا نفذ
هذا المخطط".
ترحيل آلاف البدو
وأشار جهالين إلى أن موقع تجمع أبو النوار يبعد
مسافة 6 كم عن مدينة القدس، وهو تجمع يضم أكثر من 100 عائلة وموجود على مساحة تتجاوز
389 دونما من أراضي بلدة أبو ديس، وتقيم هذه العائلات في التجمع منذ خمسينيات وستينيات
القرن الماضي.
وأكد أنهم "باقون وصامدون بأرضهم لأنها حق
لهم ولن يمن الاحتلال بها عليهم، وإن تمت عملية الإخلاء القسري سيواجهونها بعدة طرق،
وحتى لو وفروا البيوت الجاهزة في بوابة القدس لن نقبل الرحيل إليها، ولو كانت بنظرهم
أفضل من بيوتنا ألف مرة وما نطالب به الاحتلال منحنا الترخيص لتطوير البيوت التي نسكنها،
فالاحتلال يمنع أن نركب خلية شمسية على سقف بيت من بيوتنا، ويمنع إضافة غرفة إذا أراد
أحدنا تزويج ابنه".
من جانبه، حذر المحامي بسام بحر من خطورة ترحيل
34 عائلة من تجمع أبو النوار إلى مشروع بوابة القدس، لأنها ستكون مقدمة لترحيل آلاف
السكان البدو، وهنا تكمن الخطورة في ترحيل 22 تجمعا للسيطرة الكاملة على كافة الأراضي
المحيطة بمدينة القدس لصالح المستوطنات المقامة شرقي القدس لإيصال هذه المستوطنات مع
بعضها البعض، وبالتالي ترحيل نحو 32 ألف بدوي، وتجميعهم في أماكن لا تصلح للسكن الآدمي.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام