«جبل النفايات» في صيدا ملجأ لكسب العيش والعمالة الفلسطينية
خاص «لاجئ نت»
تحقيق: سمية قاسم
ظروف صعبة يعاني منها اللاجئ الفلسطيني في لبنان، فحرمانه من أبسط حقوقه أدى إلى لجوء بعض العمال الفلسطينيين إلى العمل في جبل النفايات في صيدا.
يخرجون في الصباح الباكر من المخيم على أمل أن يعودوا حاملين قوت عائلاتهم.. يصعدون في طرقات جبل النفايات العالي آملين أن يجدوا ما يريدون، فبعضهم يبحث عن نحاس أو عن بلاستيك أو عن حديد أو عن كراتين وغيرها الكثير.
يقول أبو محمد: «أَخرج من منزلي في الصباح الباكر، أذهب إلى جبل النفايات لعلّي أجد ما أريد، ففي أغلب الأحيان أبحث عن بلاستيك فقط، فأنا أب لخمسة أولاد.. بحثت عن عمل غير ذلك من قبل فلم أجد».
مخاطر عديدة يواجهها العاملون الفلسطينيون على جبل النفايات، فهم يصعدون الجبل ولا يدرون ماذا يخفي لهم القدر؟ يقول أبو يوسف: «أصعد جبل النفايات ولا أدري ماذا يخفي لي القدر، فنواجه مخاطر عديدة، فمن الممكن أن يقع أحدنا عن الجبل أو أن يقع شيء ما علينا»، ويضيف أبو يوسف: «على الرغم من الرائحة الكريهة في المكان إلا أنها تبقى أهون علينا من أن يموت أحدنا أو يقع شيء ما عليه، فقد شاهدنا بعض حوادث الموت بأعيننا».
أما أبو محمد فيتابع: «رائحة كريهة جداً في المكان، ولا ندري ماذا تخبئ لنا هذه الرائحة التي نتنشقها كل يوم».
أطفال صغار يذهبون مع آبائهم إلى العمل، يقول الطفل محمد: «آتي كل يوم مع أبي أساعده في البحث فنحن خمسة أطفال في المنزل نعمل لنجد طعاماً ولباساً لي ولأخوتي».
لا إيجابيات لهذا العمل سوى أنه يجلب للعاملين قُوتهم وقُوت عائلاتهم. يقول أبو خالد «أنا أب لأربعة أولاد، فنحن مجبرون على هذا العمل فإن لم نعمل على جبل النفايات، فلن نستطع أن نكمل حياتنا»، يتابع أبو خالد «نحن العاملون هنا أكثرنا فلسطينيون وسوريون..
لا راحة في الشتاء ولا في الصيف، فهم يعملون تحت المطر وتحت أشعة الشمس. فإذا كان قانون العمل اللبناني ينصّ على حق العاملين العمل 48 ساعة في الأسبوع، وإذا كان لهم الحق بالراحة وإنقاص ساعات العمل عندما يكون العمل مرهقاً ومضراً بالصحة، وإذا كان قانون العمل اللبناني يسمح بالراحة لتسع ساعات في كل 24 ساعة عمل، فلماذا لا يمكن العامل الفلسطيني في لبنان سوى العمل في الأشغال الشاقة والمضرة بالصحة؟