القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

«جحر الديك» قرية حدودية تشكو التهميش

«جحر الديك» قرية حدودية تشكو التهميش


الخميس، 20 آب، 2015

قرية وادي غزة، التي لا يعرفها الفلسطينيون إلا باسم "جحر الديك"، هي مكبّ النفايات الوحيد في قطاع غزة، لكنها في الوقت نفسه جزء من سلة الخضروات المهمة في القطاع، كونها من المناطق الأكثر خصوبةً للزراعة.

هذه القرية التي تتعرض بمزارعها وسكانها ومنازلها وممتلكاتها بشكل يومي للدمار والتجريف من قبل الاحتلال الصهيوني، حتى بات الأمر معتادًا عليه من قبل الغزيين بشكل عام؛ حيث إنها منطقة حدودية.

الدمار الأخير

رئيس بلدية وادي غزة، سالم أبو عيادة، أكدّ في حديثٍ خاص لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" أن 580 بيتًا تعرضوا لدمار كلي خلال العدوان الأخير العام الماضي (حرب صيف عام 2014)، فيما تعرض أكثر من 300 بيت لدمار جزئي، وقد نال الدمار معظم بيوت القرية بشكل مختلف.

ونوه رئيس البلدية بأن القرية تتعرض بشكل مستمر للعدوان الصهيوني حتى في غير أوقات الحروب؛ حيث تعاني من تجريف الأراضي الزراعية بشكلٍ مستمر، كونها منطقة حدودية لا تبعد أكثر من كيلومتر واحد عن الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

نبذة عن القرية

تقع قرية جحر الديك في جنوب محافظة غزة في منتصف المسافة بين مدينة غزة والمعسكرات الوسطى، وتبعد عن مدينة غزة مسافة 8 كم، يحدها شرقًا الخط الأخضر (الأراضي المحتلة عام 1948)، وغربًا شارع صلاح الدين، أما شمالاً فيحدها طريق معبر المنطار "كارني"، وجنوبًا يحدها وادي غزة.

وتعاني القرية من قلة الخدمات، فلا يوجد فيها إلا مدرسة واحدة للبنات لكافة المستويات التعليمية، وبالنسبة للخدمات الصحية فيوجد في القرية مركز صحي واحد، فيما تبلغ المساحة العمرانية فيها 100 دونم.

سلة غذاء غزة

ويشير أبو عيادة في حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" إلى أن قرية "جحر الديك توفر جزءًا كبير من المنتجات الزراعية لسكان القرية بشكلٍ خاص وسكان قطاع غزة بشكلٍ عام.

ويقول: "الواقع الموجود والمرير أنه كلما يزرع الفلاح مزروعاته يأتي الجيش الصهيوني ليدمرها، وفي النهاية لا يستطيع المزارع الرحيل عن هذه المنطقة، لأنها مهنته الوحيدة وأرضه ولا يستطيع أن يفارقها، ويعتاش منها هو وأولاده".

دعم شحيح

ويؤكد رئيس البلدية، أنه لا يوجد دعم أو إسناد حقيقي لهذه المنطقة وأهلها، ويضيف: "المفروض أن المناطق الحدودية يكون لها سياسات موجودة لدى الحكومة بتثبيت المواطنين والمزارعين في هذه المناطق، بما يعني أن توفر لهم سبل العيش الكريم والعمل والمساعدة بما ينعكس بدوره على جميع سكان قطاع غزة".

وينوه بأنه حتى هذه اللحظة منذ انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014، لم يتحرك أحد باتجاه سكان قرية وادي غزة (جحر الديك)، مهيبًا بكل المسؤولين والمؤسسات المعنية بمساعدة الناس وإعادة إعمار البيوت المدمرة بشكل عام والمزارع بشكل خاص والتي تمثل شريان الحياة لسكان المنطقة وأهالي قطاع غزة.

ويعاني أهالي جحر الديك من حياة بائسة بسبب حالة التهميش وارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر بشكل سلبي على السكان الذين يعيشون في الخيام والكرفانات والبيوت المصنوعة من "الزينكو"، وتمنى أبو عيادة على الإعلام نقل الصورة الحقيقية عن المنطقة للعالم أجمع والمسؤولين، حتى يقدموا المساعدة للمواطنين الذين هم بأمس الحاجة لها.

تضرر المزارعين

نبيل شمالي مزارع من قرية جحر الديك، أكد أنه نظرًا لضيق المساحات في قطاع غزة؛ حيث لا يوجد مناطق زراعية في القطاع سوى الحدودية منها، لأنه غير مسموح لهم أن يعملوا في مناطق أخرى غير المناطق الزراعية.

ويقول شمالي لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" إنه منذ وجودهم في تلك المنطقة وهم يتعرضون لمعاناة مستمرة من تجريف إلى تدمير إلى منخفضات وليس آخرًا بدرجة الحرارة المرتفعة.

وقال: "هناك تهميش مش بسيط لهذه القرية وخاصة فئة المزارعين، حتى في الحرب الأخيرة عام 2014، كل الوزارات عوضت المتضررين إلا الزراعة، وحتى آثار الدمار لم يتم إزالتها".

ويضيف: "مزارعنا كانت تحوي ضعف ما هو عليه اليوم؛ حيث كانت تضم أكثر من 50-60 ألف دجاجة، أما اليوم فقد تقلصت الكمية إلى النصف بسبب تدمير الاحتلال لجزء كبير من هذه المزارع".

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام