القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

"جيل العودة"... مخيمات تزرع حب الوطن في نفوس الأجيال

"جيل العودة"... مخيمات تزرع حب الوطن في نفوس الأجيال


غزة- المركز الفلسطيني للإعلام

يبدؤون عطلتهم الصيفية باجتهاد وعزيمة، على غير عطلهم السابقة، بعد أن اكتسبوا معلومات ثقافية وشاركوا بأنشطة رياضية وتشربوا حب الوطن.

"مخيمات العودة" التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، والتي يرتدي فيها الطلاب زيًّا موحدًا، بدأت الأسبوع الماضي وتستمر لشهر بهدف بناء جيل جديد بسواعد قوية.

وترنو عيون طلاب المخيمات نحو النصر والتحرير وهم يرتدون "الشيرتات" الخاصة بالمخيمات المرسوم عليها مفتاح العودة والمغروس في نفوس لابسيها الحنين إلى الأرض.

ويغتنم الطلاب في أحد المخيمات بمنطقة التوام شمال غزة الإجازة الصيفية بتعلم وسائل تربوية, والحرص على قضايا وطنية مُغيبة لدى الطلاب، منها معرفة معلومات قيمة عن بلدانهم التي هُجروا منها عام 1948.

ويجلس الطالب حسين أبو يوسف من المرحلة الإعدادية في المخيم بجانب مطرزات قماشية وهو يُعد القهوة العربية الأصيلة، فيما ينهمك آخرون بتعلم الرسم على الورق والزجاج وفن التشكيل.

ويعتبر أبو يوسف في حديثه لمراسلنا أنّ هذه المخيمات ستُخرج طلبة أقوياء وفاهمين للمعنى الحقيقي للوطن، بعكس ما يصوره الآخرون.

وفي الفقرات الرياضية، يهتف الطلاب بشعارات تؤكد على حق العودة وخيار المقاومة والدعوة إلى تحرير الأرض عبر خطف الجنود، والتأكيد على عدم التنازل بأي شبر من فلسطين.

ويقول أبو محمود–أحد المشرفين في المخيم- إنّه "تم تجهيز برنامج متكامل للطلاب يشمل أنشطة ترفيهية وأخرى رياضية, إضافة إلى أنشطة ثقافية لزرع المفاهيم الوطنية في نفوس الطلاب ونقلها إلى عائلاتهم ومجتمعهم".

وأكدّ أن الرسالة التي تريد المخيمات نقلها تتمثل في إعداد هؤلاء الطلاب لعدم تصديق الروايات الصهيونية, وزرع حب الوطن في نفوسهم ومحاربة الاحتلال بكل الوسائل خاصة بالتعريف بالأرض والوطن.

وأطلقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" السبت الماضي مخيماتها الصيفية لهذا العام تحت شعار "جيل العودة" في كافة محافظات قطاع غزة، بمشاركة 100 ألف طالب وطالبة بدأوا ينخرطون في تلك المخيمات.

وبيّن رئيس اللجنة الصيفية العليا للمخيمات الصيفية موسى السماك, أنّه تم إطلاق اسم جيل العودة على هذه المخيمات للتأكيد على أنّه لا فلسطين بدون عودة للأراضي التي هجر اللاجئون منها.

وأكدّ أنّ اللجنة أطلقت المخيمات بعد أن انتهت من الإعداد الجيد لها ليلتحق بها من هم في سن العاشرة وحتى السن الجامعي. وذكر أنّ 100 ألف طالب التحقوا بالمخيمات، موزعين على حوالي 700 مخيم، يديرها 2000 منشط ومشرف بغزة.

وأوضح في حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": إنّه يتم التركيز على العديد من البرامج التثقيفية والترفيهية والحرص على تعريف الطلاب بقضاياهم الوطنية خاصة العودة والقدس والأسرى.

وعلّق الكاتب إبراهيم المدهون على مخيمات العودة بالقول "تميزت هذه المخيمات بإقبال شديد من الأهالي، فالعدد يتزايد يوميا، لمحت البهجة والسرور على طلاب المخيمات، ووجدت فيهم شرائح متنوعة من المجتمع، فلقد مثلت كل أطياف الشعب، ويكاد لا يوجد بيت لم يرسل أطفاله ليلتحقوا بجيل العودة".

يضيف "غرس فكرة العودة في هذا الجيل ستثمر حتما عودةً إلى مدننا وبلداتنا وقرانا، فجيل يتشرب حقه وهو صغير ويتعلم طريقه لا يُهزم، فما أجملها من لمحة حين وجدت مجموعةٌ من كبار السن ممن شهدوا النكبة وذاقوا مرارتها يلتف حولهم الصغار فيحدثونهم عن بيوتهم وبياراتهم وأسماء الشوارع وكيف احتلها الصهاينة!... ويغرسون قصة فلسطين من بدايتها ويختتمون حديثهم بـ"على عاتقكم تحريرها".

ولفت إلى أنّ مخيمات جيل العودة تُبطل بهذه الروح والمشاركة والأفكار, الفكرة الخبيثة التي تبناها ساسة الصهاينة: "الكبار سيموتون والصغار سينسون"، فصغارنا لا ينسون، وهذا الجيل يعلم حقا أن عودته حتمية.