حصاد 2012 ...انتصارات وتضامن واسع
الخميس، 03 كانون الثاني، 2013
عام طويل مضى على فلسطين جر معه انجازات وانتصارات مثلما جر معه اعتداءات واضحة على حقوق الشعب الفلسطيني.
وعام جديد أتى لا نعلم ما يحمله لنا من أحداث أو يخفيه عنا من مفاجئات، ولكنها سنة الله تعالى أن يسير الزمن ونسير معه.
وبعد أيام قليلة يودع الشعب الفلسطيني كما العالم عام 2012 بأحداثه التي لم تزل آثارها بادية، وتنذر بالكثير من التطورات، ومزيدا من الأحداث.
أهم أحداث عام 2012 التي مرت على الشعب الفلسطيني يرصدها موقع "قناة الأقصى الفضائية":
ثورة السجون
بدأ 2012 فلسطينيا باسم الأسير خضر عدنان الذي أضرب عن الطعام لـ66 يوما، وفجر فيما بعد سلسلة إضرابات غير منتهية من رافضي الاعتقال الإداري بلا تهمة حتى حصلوا على قرارات بالإفراج.
وشهد العام أكبر إضراب عن الطعام شارك فيه أكبر 1500 أسير منتصف أبريل ولمدة 28 يوما، نتيجة لتدهور الأوضاع الإنسانية داخل السجون، وفي الـ14 من مايو وبعد ثمانية وعشرين يوما على بدء الإضراب أعلن الأسير المحرر روحي مشتهى من مصر توصل قيادة الإضراب في السجون لاتفاق مع مصلحة السجون بعد رضوخ الأخيرة لكافة مطالب الأسرى.
أزمة مالية للسلطة
مع مطلع 2012 تعمقت أزمة السلطة الفلسطينية المالية وتعززت بإعلان حكومة سلام فياض إجراءات ضريبية لسد عجز الميزانية الذي فاق 1.3 مليار دولار، بزيادة نحو 500 مليون دولار على المتوقع، مما أثر على قدرة السلطة على صرف رواتب موظفيها البالغ عددهم نحو 180 ألفا، الامر الذي أثار خنق المواطنين في الضفة المحتلة، وشلت الإضرابات المتتالية قطاعات حكومية مختلفة في الضفة وعلى رأسها موظفي الوزارات المختلفة.
ومؤخرا، سادت حالة من الجدل في الأوساط الفلسطينية، بعد أن كشفت العديد من حالات الفساد في مؤسسات السلطة، وما زالت ردود الأفعال حولها تتفاعل على أكثر من اتجاه.
اتفاق الدوحة
وقع اتفاق في قطر في الـ 6 من فبراير يتولى بمقتضاه عباس رئاسة حكومة تكنوقراط انتقالية تكون مهمتها الإعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية في وقت لاحق من هذا العام.
استشهاد القيسي
في 9 من مارس 2012 اغتال الاحتلال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير موسى القيسي والقيادي محمود أحمد حنني في غارة جوية على سيارة غربي مدينة غزة، حيث تولى القيسي قيادة لجان المقاومة الشعبية بعد اغتيال قائدها السابق كمال النيرب في غارة صهيونية، ساق حينها الاحتلال نفس المبرر، ومن ثم توالت الغارات على القطاع نتج عنها 11 شهيدا.
فوز مرسي
في 24 يونيو فاز رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي بأول انتخابات رئاسية تشهدها مصر، وذلك بعد أسبوع من إجراء جولة الإعادة, بحصوله على 51.7% من أصوات الناخبين المصريين، بينما حصل منافسه أحمد شفيق على 48.3%، وكان لفوز مرسي بالمنصب تأثيرا واضحا على القضية الفلسطينية، وخاصة أن مرسي أعلن في برنامجه الانتخابي انه لن يرضى على حصار قطاع غزة، وأنه سيعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية.
وفاة شامير
وفاة رئيس الوزراء الصهيوني اليميني الأسبق إسحق شامير بتل أبيب عن عمر ناهز 96 عاما، وكان قد انضم إلى حزب حيروت الذي أسسه مناحيم بيغن أواسط ستينيات القرن الماضي، والذي أصبح لاحقاً حزب الليكود اليميني. تولى شامير رئاسة الوزراء فترتين، كانت الأولى من عام 1983 حتى 1984، ثم من 1986 حتى 1992. وكان آخر ظهور له على الساحة الدولية عندما شارك في أكتوبر 1991 في مؤتمر مدريد الذي أطلق مفاوضات سلام الشرق الأوسط.
أمير قطر يزور غزة
في الـ 24 من أكتوبر زار الأمير القطر حمد بن جاسم قطاع غزة ودشن عددا من المشاريع الإنمائية في إطار جهود دولة قطر من أجل إعادة إعمار القطاع، وعدت الزيارة الأولى لزعيم عربي إلى القطاع الخاضع لحصار صهيوني منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية عام 2006.
الجعبري شهيدا
ارتقى إلى العليا أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس وكتائبها المظفرة، محرر الأسرى وقائد الصفقات الرابحة، والمجاهدين على أرض فلسطين قائد أركان المقاومة في فلسطين القائد الكبير الشيخ المجاهد أحمد سعيد الجعبري الذي اغتالته يد الغدر الصهيوني في 14/11/2012، كما لحق الاحتلال ذلك باستهداف لقطاع غزة الأمر الذي ادى لاستشهاد 180 فلسطينيا وإصابة المئات وإحداث دمار واسع في الممتلكات الحكومية والخاصة والبنى التحتية. وتحول القطاع خلاله إلى محج لوفود عربية رفيعة المستوى.
المقاومة تنتصر
وهذا العام، فتحت المقاومة الفلسطينية بردها مرحلة جديدة من الردع باستخدامها صواريخ "فجر 5" و"أم 57" التي طالت مدن تل أبيب والقدس لأول مرة منذ عام 1970، الأمر الذي أدى لهروب جميع سكان الكيان إلى الملاجئ، وبعد ذلك استنجد الاحتلال بواشنطن طالبا للتهدئة، وبعد هذه الأيام الثمانية من العدوان على غزة خرجت المقاومة منتصرة مثل العنقاء.
دولة غير عضو
صوتت في يوم 29 نوفمبر 138 دولة لصالح ترقية فلسطين إلى "دولة مراقب غير عضو" في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما عده رئيس السلطة محمود عباس "انتصارا للسلام والحرية والشرعية الدولية"، وذلك رغم الإعلان الأميركي بأنها "خطوة غير مجدية وتضع العراقيل أمام السلام"، ورغم الرد الصهيوني باستمرار الاستيطان على الأراضي المقرة كدولة للفلسطينيين.
تضامن واسع
شهد العام 2012 تضامن عربي واسع مع قطاع غزة وخاصة بعد الحرب الصهيونية الهمجية "حرب الـ8 أيام" وزار القطاع العديد من وزراء الخارجية العرب، وكانت أبرز هذه الزيارات زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل، إضافة إلى زيارات الوفود الأجنبية والعربية، ووفد جامعة الدول العربية.
باراك وليبرمان يعتزلان السياسة
في أواخر نوفمبر الماضي وبعد انتصار المقاومة بغزة بأربعة ايام أعلن رئيس الحرب الصهيوني ايهود باراك اعتزاله الحياة السياسية كاملة اعتبارًا من تشكيل الحكومة المقبلة، كما قرر وزير السياحة الصهيوني ستاس ميسجنيكوف مؤخرًا اعتزال الحياة السياسية، وذلك بعد أسبوع من إعلان باراك اعتزاله أيضاً الحياة السياسية، ومن ثم تبعهم وزير الخارجية الصهيوني افيغدور ليبرمان الذي وجهت له تهما بالفساد.
مشعل بغزة
في حدث تاريخي، زار رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشغل قطاع غزة على رأس وفد يضم عدد من أعضاء المكتب السياسي لحماس، وفور دخول مشعل إلى القطاع عبر معبر رفح استقبله آلاف من المواطنين الفلسطينيين على طول شارع صلاح الدين الممتد من جنوب القطاع حتى شماله وكانت أول زيارة لخالد مشعل فور دخوله القطاع لمنزل الشيخ الشهيد المؤسس أحمد ياسين ومن ثم تبعها بزيارات للعدد من منازل قادة المقاومة الفلسطينية وشهدائها، ومن ثم شارك في مهرجان الانطلاقة، وعبر مشعل عن فرحته بهذه الزيارة مؤكداً أن انتصار غزة هو السبب الرئيسي لها.
لغز وفاة عرفات
شهد عام 2012 تحولا في ملف وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد أن قدمت قناة الجزيرة، تحقيقا يحوي بين طياته تفاصيل علمية تعد إسهاما جديدا واضافيا بان عرفات مات مسموما، إذ أن التحاليل التي أجرتها القناة بالتعاون مع فريق طبي سويسري تثبت أن أثار مادة البولونيوم المعدن السام المشع، تناسلت إلى جسد عرفات قبل وفاته، ضاحدة بذلك بعض الاحتمالات التي تحدثت في مرات عدة عن أن عرفات قتل بالسرطان، أو التليف الكبدي، ورغم أن التقرير جاء بعد ثمانية أعوام على رحيل عرفات، ‘لا أنه من وجهة نظر المتابعين يشكل فرصة لتقصي الحقائق بشأن عملية الاغتيال وكشف الحقيقة التي بقيت طي الكتمان، ووافقت السلطة على الطلب بدعم من الجامعة العربية، وبعد قرار القضاء الفرنسي فتح تحقيق في الأمر. كما شاركت ثلاث فرق طبية فرنسية وروسية وسويسرية في استخراج عينات من رفاته بعد فتح ضريحه في 27 نوفمبر الماضي.
انطلاقة مختلفة
في الـ8 من ديسمبر احتفلت حركة المقاومة الإسلامية حماس بذكر انطلاقتها الـ25 في ساحة الكتيبة بمدينة غزة حيث فاقت الجماهير التي شاركت في المهرجان الحصر، لاسيما في ظل حضور مختلف الفئات والمستويات وخاصة حضور رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وأعضاء المكتب، الأمر الذي خلف العديد من التوقعات والاستطلاعات التي تشير وتؤكد أن شعبية حماس وجماهيريتها بالقطاع المحاصر تنامت بما لا يدع مجالا للشك، كما نظمت حماس ولأول مرة منذ خمسة أعوم مهرجانات مختلفة للاحتفال بذكرى انطلاقتها بالضفة الغربية سوط مشاركة جماهيرية وفصائلية واسعة.
لجوء من قلب اللجوء
شهد مخيم اليرموك الفلسطيني الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق، نزوح الألاف من الفلسطينيين إلى خارجه؛ لاسيما بعد سقوط عشرات الشهداء والجرحى، إثر قصف الطائرات الحربية التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد المخيم؛ ورغم النداءات الفلسطينية المتكررة من كافة المستويات بأن أبناء الشعب الفلسطيني ضيوف على سوريا ولا دخل لهم بما يدور، إلا أن النظام السوري لم يستجب لتلك النداءات ونال من حياة عشرات الفلسطينيين
شهداء وأسرى
قالت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان، أن الكيان الصهيوني اعتقل هذا العام حوالي 5400 فلسطيني، فيما سجل هذا العام استشهاد 280 فلسطيني، معظمهم في قطاع غزة.
استيطان متزايد
تصاعد الاستيطان الصهيوني على أراضي الضفة الغربية والقدس، وأعلن الكيان بناء 15 ألف وحدة استيطانية، منها 13500 في القدس وحدها. وكان الأخطر تفعيل خطة ما يعرف بـ"مشروع E1"، وهي مخطط قديم منذ عام 1990.
ويستهدف المخطط السيطرة على 6600 دونم بمحيط القدس، وباكتماله تكون الأراضي المحتلة عام 1967 قد قسمت إلى ثلاث مناطق: أولها شمالا منطقة إصبع "إرائيل" الممتد حتى الأغوار الشمالية شرقا، وثانيها في الوسط من القدس وحتى البحر الميت شرقا، وجنوبا من تجمع "غوش عتصيون" بمحيط بيت لحم وحتى السفوح الشرقية للبحر الميت.
ويأتي ذلك الاستيطان في ظل تسارع تطبيق خطة الفصل أحادي الجانب التي أعلنها الكيانعام 2001 بشكل يترافق مع ربط المقاطع الاستيطانية بسلسلة طرق وأنفاق تصلها بالمناطق المحتلة عام 1948، وتترك الفلسطينيين في معازل لا تتعدى 40% من مساحة الأراضي المحتلة عام 67. فيما تجاوزت أعداد المستوطنين المقيمين فيها 600 ألف.
حصار مستمر
واصل الكيان الصهيوني حصاره المفروض على قطاع غزة للعام السادس على التوالي، منع من خلاله دخول مواد البناء ومعدات الإعمار.
اقتحامات بالمسجد الأقصى
شهد عام 2012 تصاعدا ملحوظا في نوعية وحجم الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، وهو ما دفع شخصيات إسلامية وجمعيات فلسطينية إلى التحذير من استمرارها وخطورتها على المسجد، مطالبين بموقف عربي وإسلامي جاد قبل أن تنفذ الجماعات اليهودية تهديداتها بهدمه.
اعتداءات المستوطنين
تزايدت في العام 2012 اعتداءات المستوطنين الصهاينة على المواطنين الفلسطينيين في الضفة المحتلة والمدينة المقدسة، وتعمدت تلك العصابات الإجرامية إلى التنكيل بالمواطن الفلسطيني وحرق المحاصيل الزراعية، وحرق المساجد، والمنازل، وإطلاق الكلاب المسعورة نحو المواطنين ومهاجمة بعض المنازل والاستيلاء عليها.
المصدر: قناة الأقصى