حق العودة .. إرث ثمين
يتسلمه الأحفاد عن الأجداد
غزة - المركز الفلسطيني
للإعلام
هو ليس ورثة مالية أو
مملكة أو قصر مشيد، بل هو أثمن من ذلك بكثير.. هو "عهد" يقطعه الأحفاد أمام
أجدادهم بألا يتنازلوا عن حقهم بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها.
وعد الله
عن قرية "برير"
-التي هُجر منها حيث كان عمره عاماً واحداً- يقول "أبو أيمن" محمد علي عوكل
(66 عاماً) لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "كان عمري عام واحد
ولم أكن أعي النكبة والتهجير ولكن حدثتني والدتي عن المرارة والألم الذي عايشته وأهلي
جميعاً إبان التهجير".
وأضاف: "هذا حق
لي ولأولادي بأن نعود يوماً إلى أرضنا، ولن نتنازل عنها، ولن نعترف بحق الاحتلال على
أرضنا".
ويتمنى "أبو أيمن"
-والذي يعمل رجلاً للإصلاح- أن يُكحل عينه برؤية "برير" قبل أن يلامس خده
التراب –يقصد الموت-، ويضيف: "حتى لو مت فإن أولادي وأحفادي من بعدي سيعودون إلى
برير وهذا وعد الله".
سنعود كلنا
وخلال مؤتمر "شهود
على النكبة" التي تنظمه حركة حماس في غزة، كان الحاج شحدة أبو شدق "أبو نافذ"
يتابع فعاليات المؤتمر، ليقاطعه مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" ليسأله
عن بلده الأصلية وسبب حضوره اليوم، فأجاب: "أنا مش مهاجر أنا مواطن أنا من قرية
بيت لاهيا شمال قطاع غزة".
"جئت اليوم لأتضامن
مع جيراني وأحبابي وأصدقائي حتى يعودوا إلى قراهم، وأصلاً إحنا بلدنا كل فلسطين مش
فقط بيت لاهيا".
ويضيف أبو نافذ والذي
كسا الشيب رأسه وعمره قد تجاوز (83 عاماً): "فش فرق بين مهاجر ومواطن ومن يصطنع
هذه المسميات هو مجنون، فنحن أهل وسنرجع إلى فلسطين كلنا".
إرث ثمين
من جهته؛ أكد الدكتور
عصام عدوان رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس، أن حق العودة هو إرث يتوارثه الأجيال
عبر الأجداد، ونحن نعمل على ألا ينسى جيل هذا الحق.
وقال: إنّ "حركة
حماس ممثلة بدائرة شؤون اللاجئين تنظم سنوياً فعاليات ومهرجانات للتذكير بهذا الحق"،
مؤكداً أنه يستهدفون كبار السن والأطفال بشكل أخص حتى يسلم الجيل للجيل.
وتابع: "الكبار
يتمسكون بحق العودة، وإن 66 عاماً لن تفت من عضدهم ولن تغير من موقفهم".