«حماس 2013» تتهيأ لقيادة المرحلة
الرسالة نت - شيماء مرزوق
عاشت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
مخاضاً عنيفاً خلال سنوات طويلة من الحصار الاقتصادي والعزلة السياسية حتى توجت مسيرتها
السياسية بإنجاز كبير مع نهاية عام 2012 حين انتصرت في حرب الأيام الثمانية "حجارة
السجيل" بعد أن ضربت عمق الكيان, ما أدى إلى قلب المعادلة السياسية والعسكرية.
وقد أثبتت حماس أن مسيرة المقاومة هي الوسيلة الأنجع
لتحقيق الانتصارات, ففرضت على العالم العربي والمجتمع الدولي الاعتراف بشرعية حكمها
في قطاع غزة, ما جعل كثيرين من المراقبين يتوقعون أن تقود الحركة الشعب الفلسطيني خلال
الفترة المقبلة.
مسيرة حماس شهدت كثيراً من المرونة والبراغماتية
في التعامل مع متغيرات المحيط العربي والإقليمي, فهل تستمر الحركة في نهجها السياسي
أم ستطرأ تغيرات كبيرة عليه؟.
عصرها الذهبي
ويرى المراقبون أن حماس يمكنها أن تتباهى في
2013 بما يعتبر في العالم العربي أحد إنجازاتها الكبرى، وهي المواجهة ضد (إسرائيل)
في الحرب الأخيرة، واستثمارها في تثبيت حكمها المدني وتسلحها العسكري استعدادا للمواجهة
المقبلة.
مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي، أكد أن المرحلة
المقبلة خلال الأعوام القادمة هي مرحلة حماس، "خاصة وسط التغيرات التي تشهدها
المنطقة العربية", موضحا أن كل مرحلة لها قيادة، "وحماس هي القادرة على قيادة
المرحلة الراهنة".
وبين الصواف أن التغيير الكبير في القيادة الفلسطينية
يحتاج إلى بعض الوقت، "وقد لا يجري خلال العام القادم لكن حماس لا تتعجل الأمور
وتراهن على الوقت.. يبدو أن الوقت يسير في مصلحتها".
من ناحيته، المحلل السياسي د. عادل سمارة أكد أن
حماس تعيش عصرها الذهبي في حين يتداعى الطرف الآخر, لافتا إلى أن الحركة تسعى لقيادة
الشعب الفلسطيني خلال المرحلة القادمة, "وإعطاء وجه جديد للحركة الفلسطينية يصورها
على أنها إسلامية وأكثر رصانة وغير فاسدة، ومعتدلة، ومدعومة من مصر وقطر، وأكثر قدرة
من الحرس القديم على إحراز تقدم في القضية الفلسطينية".
وبين سمارة أن حماس ستحاول التخلص من وصف
"حركة إرهابية" الذي كان يحاصرها لسنوات, معتبرا أن الفكر السياسي للحركة
لن يشهد تحولا كبيرا ومفاجئا, "فهي تسير بثبات وبخطوات واثقة, لأنها لا تريد دولة
في غزة فقط بل تريد أن ينظر إليها على أنها سلطة حديثة مدنية".
ميزان القوى لصالحها
ويبدو أن استراتيجية الحركة خلال العام القادم ستكون
المحافظة على الهدوء السائد في القطاع، "لكنه لن يطرأ أي تغير على نهجها في
2013".
وهنا، لفت الصواف إلى أن استراتيجية حماس خلال المرحلة
المقبلة كسبت اعتراف المجتمع الدولي، "وتقديم نفسها كيانا سياسيا يعتد به",
معتبرا أن قطر التي تعزز دورها القيادي في العالم الإسلامي وتقوي نفوذها خارج منطقة
الخليج تأمل في حمل حماس على المصالحة مع حركة فتح.
سمارة نوه من ناحيته إلى أن حماس قطعت خطوة باتجاه
تقبل المجتمع الدولي لها بعد تمديدها الهدنة مع (إسرائيل), مشيرا إلى أن الإخوان المسلمون
سيكون لهم دور كبير في حل الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي), "فربما تكون هناك بعد
عامين من الآن مبادرة مصرية تكون بموجبها حماس مستعدة لبحث هدنة طويلة مع (إسرائيل)".
وذكر أن لدى الحركة صبر وثبات، "وهي تنتظر
أن يميل ميزان القوة لمصلحتها لذلك تركز حاليا على جدول أعمالها الثقافي والاجتماعي
والديني وستبقي على روح المقاومة المسلحة مع المحافظة على حالة الهدوء السائدة حاليا".
وكان د. موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي
للحركة قد أكد أنه لن يطرأ أي تغير على نهج حماس في العام الجديد 2013 أو أن تغادر
الحركة مربع المقاومة، ولكنه رأى تحولا لافتا في الموقف الأمريكي من حماس ولاسيما في
اتفاقية الهدنة".
وشدد أبو مرزوق على ضرورة طي صفحة الانقسام وتطبيق
اتفاق القاهرة "بشرط أن يسارع الرئيس عباس إلى تشكيل الحكومة الانتقالية لتباشر
أعمالها بالإعداد للانتخابات خلال 6 شهور ليكون حزيران المقبل موعدا لإجراء الانتخابات".
وتبقى تبعات الانتصار الكبير الذي حققته الحركة
في العام المنصرم أهم الإنجازات التي ستبقى مصاحبة لحماس في مسيرتها السياسية خلال
العام الجديد, فمن المتوقع أن تكتسب خلاله مزيدا من الانفتاح السياسي والاعتراف بشرعية
حكمها في قطاع غزة ودورها الريادي في الساحة الفلسطينية.