حماس .. انطلاقة الوفاء والانتصار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام
في العام 2012 تستعد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأن تحتفل بذكرى انطلاقتها الخامسة والعشرين، ولعل هذه المرة ستكون مختلفة عن سابقاتها كونها جاءت في ظروف سياسية متعددة في ظل الربيع العربي خارجيا وانتصارات متتالية داخليا، لترسم الحركة في ذكرى انطلاقتها طريقا أقرب لتحرير فلسطين.
وفاء الوعد
ولا شك أنه لا مجال للتساؤل عن أبرز الإنجازات التي حققتها تلك الحركة بطريق خطت معالمه دماء الشهداء وصرخات الأسرى، فكانت صفقة "وفاء الأحرار" التي أعادت لمئات الآلاف أملا كان المحتل يحاول أن يبدده.
ويقول الأسير المحرر في الصفقة عبد الرحمن غنيمات لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن الأسرى في داخل السجون لم تدخل لحظة يأس إلى قلوبهم لعلمهم أن حركات المقاومة وعلى رأسها حماس وكتائب الشهيد عز الدين القسام لن تنساهم لحظة، وأنها تعمل ليلا نهارا من أجل تحريرهم من قيد السجان وظلمه.
ويوضح غنيمات بأن حماس أثبتت أن همّ الأسرى لديها من أبرز أولوياتها عبر محاولاتها لأسر جنود صهاينة منذ بداية التسعينيات والتي تكللت بنجاحها في أسر الجندي جلعاد شاليط عام 2006 ومن ثم تحرير 1050 أسيرا وأسيرة في صفقة وفاء الأحرار.
ويتابع: "وحتى بعد هذا الإنجاز؛ فإن الحركة لن يهدأ لها بال حتى تحرر كل الأسرى من السجون، ونقول لمن بقي في المعتقلات الصهيونية إن حماس وكتائب القسام لن يقر لها عين إلا بتحريركم، وستعمل على ذلك في القريب العاجل بإذن الله".
وربما لا يختلف اثنان على أن صفقة وفاء الأحرار سجّلت تغييرا جوهريا في معادلةٍ كان يحاول المحتل فرضها على الفلسطينيين من زاوية أنهم المستضعفون الذين لا يستطيعون تحقيق أي إنجاز على الأرض.
قصف القدس
"عمود السحاب" كان اسما يحاول الاحتلال من خلاله أن يحقق أرباحا انتخابية، ولكن قدرات المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام أذهلته وحولت اسم المعركة إلى حجارة السجيل التي نزلت نارا ولهيبا على المغتصبين.
ويقول النائب في المجلس التشريعي من الخليل محمد أبو جحيشة لـ" المركز الفلسطيني للإعلام" إن انتصار المقاومة في العدوان الأخير ووصول الصواريخ محلية الصنع إلى قلب القدس وتل الربيع وهي تحمل اسم أحد القادة الشهداء إبراهيم المقادمة إنما يعد إضافة نوعية إلى سجل الحركة الذي يزخر بالإنجازات.
ويؤكد أبو جحيشة بأن الانطلاقة هذا العام تحمل اختلافا كبيرا عن ذكرى الانطلاقة في الأعوام السابقة في ظل متغيرات عديدة، وسيكون للحركة المستقبل الكبير على مستوى القضية الفلسطينية وعلى المستوى الإقليمي في ظل ثباتها في الميدان وتضحيتها على كل السبل وفي ظل تغير معادلة الردع التي بات الاحتلال يحسب فيها حسابا كبيرا لحماس بعد أن حاول مرارا تدمير هذه الخاصية التي ساهمت الآن في انتصار كبير.
ويتابع: "نبرق تحية إلى أسرانا في السجون الصهيونية في ذكرى الانطلاقة ونؤكد أننا لن ننساهم وأن هذه هي الربع ساعة الأخيرة في المعركة".
حماس وعدت فأوفت وهددت ففعلت، وبعد مرور 25 عاما على تأسيسها أضافت لحصادها الميداني صواريخ دكت القدس من الصنع المحلي وسارت على مقولة الإمام حسن البنا بأن "حقائق اليوم هي أحلام الأمس، وحقائق المستقبل هي أحلام اليوم"، وعلى الصعيد السياسي فإن الأبواب فُتحت والشرعية تعززت في اليويبل الفضي لحركة أسسها الشيخ المجاهد أحمد ياسين.