حماس نجحت في إدارة ثلاث
ملفات في لبنان
الثلاثاء، 02 تموز،
2013
مهمة السفير في بيروت،
مهمة في غاية الصعوبة والأهمية فلبنان البلد السياسي والطائفي والأمني المتوتر، وعلى
أي سفير أو مندوبٍ سياسي أن يدرك هذا الواقع وأن يمتلك الحنكة السياسية العالية لمعرفة
التعامل مع لبنان وأطرافه.
اللاجئون الفلسطينييون
في لبنان نجحوا في تمثيل قضيتهم وبلدهم في لبنان " فلا علاقة لنا بالأمور الداخلية
اللبنانية فقضيتنا وبوصلتنا فلسطين ولن نضيع المسار" كما يقول أحد قياديي الفصائل
الفلسطينية.
وضع لبنان المتوتر دومًا
شهد لبنان وما زال يشهد
كل يوم مشاكل سياسية وأمنية بين أطرافه حيث يسعى الجميع إلى استخدام الفلسطينيين وزجهم
في الصراعات اللبنانية الداخلية لمصالح سياسية إقليمية ودولية لكن موقف القيادة الفلسطينية
في لبنان واللاجئين كان واضحًا منذ البداية فهم مع الحياد الإيجابي ويتمنون الأمن والأمان
والإستقرار للبنان وشعبه.
وعند الحديث عن الشعب الفلسطيني
في لبنان لا بد من التوقف عند قيادة هذا الشعب بكامل توجهاتهم السياسية الذين عملوا
على تجنيب الفلسطينيين من الصراع اللبناني الداخلي وتجنيبهم حربًا وصراعات ستبعدهم
عشرات السنوات عن فلسطين وتحريرها وبقوا على الحياد الإيجابي مما دفع جميع رجال السياسة
في لبنان لتقدير هذا الموقف والنظر إليهم من زاوية أخرى.
حماس ورغم الحملة الإعلامية
التي تستهدفها إلا أنها نجحت في إدارة ثلاث ملفات من أعقد الملفات على الساحة الفلسطينة
وكان لها ولقيادتها دورٌ كبير في الحفاظ على أمن وإستقرار المخيمات.
علاقتها مع حزب الله
لم يخفَ على أحد معلومات
مسربة حول حماس وحزب الله وعلاقتهما المتوترة والمتجهة نحو الصراع العلني، هذه الإشاعات
ورغم عدم صدقيتها لكن كادت أن تلهب لبنان وتدخل الفلسطينيين في كارثة كبرى ستكلفتها
خسائر فادحة، فالمخيمات الفلسطينية على تماس مع الكثير من المناطق اللبنانية الشيعية
ومع الضاحية الجنوبية ولولا الحنكة السياسية الموجودة عند الطرفين لوقع الفلسطينيون
في نكبة جديدة أشبه بنكبة دير ياسين وتل الزعتر وشاتيلا.
لكن قيادة الحركة استطاعت
حل الإشكال بهدوء وإبعاد المخيمات عن معركة كانت على وشك بين الفلسطينيين وحزب الله
ستنتهي بحرب طائفية.
الحملة الإعلامية ضد الفلسطينيين
تعرض الشعب الفلسطيني في
لبنان لحملة إعلامية شرسة استهدفت وجوده وكرامته وحقوقه واتهم الفلسطيني بتهم باطلة
دون أي أدلة أو براهين، "فهاشت" عليه الأقلام المشبوهة والمحطات الخبيثة
من أجل تشويه صورته في لبنان.
هذه الحرب الإعلامية موجودة
منذ عشرات السنين لكن الإفتراءات والهجمة الخبيثة بلغت ذروتها في الأشهر الماضية، وأعدت
التهم المسبقة للفلسطينيين ومخيماتهم لتقم حركة حماس بدور إعلام مضاد حيث قامت بإطلاق
حملة إعلامية تحت اسم " لا للتحريض " تهدف للوقوف أمام التحريض الممنهج والمخطط
له حيث قامت الحملة بسلسلة من الزيارات والللقاءات بالإضافة لعدد من الإنتاج الإعلامي
مرفقة بحملة على مواقع التواصل الإجتماعي، هذا ويؤكد المتابعون ان الحملة أعطت تغييرًا
واضحًا عند العديد من وسائل الإعلام التلفزيونية والورقية، وهذا نصر يكتب لكل الشعب
الفلسطيني في لبنان بعد حرب تشويهية بحقه منذ عشرات السنين.
الفلسطينييون مع لبنان
وأمنه
شهدت مدينة صيدا جنوب لبنان
قبل عدة أيام معارك طاحنة في منطقة عبرا بين جماعة أحمد الأسير والجيش اللبناني انتهت
بتدمير واسع في المنطقة والقضاء على مسلحي الأسير.
ومنذ بداية الإشتباكات
سعت أطراف خبيثة لزج مخيم عين الحلوة للإشتباك مع الجيش حيث بدأت الاتصالات من تحت
الطاولة تحرض شبابه وبدأت الأيادي الخفية بصناعة فيلم جديد لإعادة سيناريو مخيم نهر
البارد.
حركة المقاومة الإسلامية
حماس ومعها باقي الفصائل أدركوا الموضوع منذ البداية ، فشكلت الحركة لجنة طارئة تهدف
لتجنيب المخيم من هذا الصراع وبدأت سلسلة من الزيارات والاتصالات ومن أعلى مستوياتها
السياسية في لبنان وخارجه، وكان اللافت في الموضوع اتصال رئيس المكتب السياسي لحركة
حماس الاستاذ خالد مشعل بعدد من الأطراف اللبنانية الرسمية للتأكيد على الموقف الفلسطيني
وعدم السماح لأحد بجر المخيم وباقي المخيمات نحو الصراع اللبناني الداخلي حيث يؤكد
مصدر حمساوي أن مشعل وباقي قيادات حركته كانوا على اطلاع كامل على مجريات الأمور بتفاصيلها
وعلى تواصل دائم مع قيادات الحركة في لبنان لضبط الوضع والحفاظ على أمن المخيمات وسلامة
اللاجئين فيه.
مرة أخرى، عرفت حماس وقيادتها
في لبنان وخارجه حجم المؤامرة التي تلاحق الفلسطينيين في لبنان لزجهم في صراعات لبنانية
داخلية من أجل تهميش دورهم في خدمة القضية الفلسطينية الأم وإبعادهم على المشروع الوطني
الفلسطيني وأدركت كيفية التعامل مع الموضوع وقد نجحت الحركة في القيام بواجبها نحو
شعبها بملفات خطرة موجودة بحقل الغام.
المصدر: رابطة الإعلاميين الفلسطينيين