«حماس» و«الجماعة» تتحركان لمعالجة الاحتقان: تأكيد على المقاومة ومواجهة الفتنة في الساحة الإسلامية
السبت، 10 تشرين الثاني، 2012
برزت خلال الايام القليلة الماضية سلسلة تحركات ونشاطات قامت بها وفود من قيادتي حركة «حماس» و«الجماعة الاسلامية» في لبنان، في إطار معالجة أجواء التشنج التي تعاني منها الساحة الاسلامية بعد اغتيال اللواء وسام الحسن ومن أجل تصويب بعض المواقف التي فسرت وكأنها ابتعاد عن خيار المقاومة.
وفي هذا الاطار، جاءت زيارة وفد من قيادة «الجماعة» ضم رئيس مكتبها السياسي عزام الايوبي والنائب عماد الحوت للرئيس نبيه بري، وجرى التأكيد على المواقف الوسطية «للجماعة» ورفض مقاطعة أعمال مجلس النواب. كما بدأت الاتصالات بين مسؤولي الحركة ومسؤولي «حزب الله» لعقد لقاء ثنائي بين قيادتي التنظيمين الاسلاميين بعد توقف دام حوالي الشهرين بعد الحديث عن تزايد دور «حزب الله» في سوريا واغتيال الحسن.
وتتوقع مصادر قيادية في «الجماعة» أن يشكل اللقاء فرصة لبحث القضايا كافة، والتأكيد على دعم «الجماعة» لخيار المقاومة وعدم انضمامها لقوى «14 آذار»، وان حضور الحوت الاجتماع الاخير لهذه القوى كان في إطار الدعوة لدعم التغيير الحكومي واستيعاب تداعيات اغتيال الحسن وليس بهدف شن هجوم قاس على الحزب.
كما جرت اتصالات بين المسؤولين في «تجمع العلماء المسلمين» وقيادة «الجماعة» لعقد لقاء مشترك والبحث في كيفية تفعيل «اللقاء الاسلامي التشاوري»، ومعالجة بعض أجواء التشنج التي تشهدها الساحة الاسلامية، ولا سيما بعد اغتيال الحسن وما حصل من تداعيات في طرابلس واغتيال المسؤول في «حركة التوحيد الاسلامي» الشيخ عبد الرزاق الاسمر.
وتؤكد مصادر قيادية في «الجماعة» الحرص على حماية الوحدة الاسلامية ودعم خيار المقاومة والبقاء في الخط الوسطي رغم وجود تباينات مع الحزب بشأن الموقف من الوضع في سوريا. وان «الجماعة» ضد محاولات إلغاء أي فريق إسلامي وان «الاخوان المسلمين» في لبنان والمنطقة هم من المدافعين عن حق الشعب الفلسطيني. وان الرسالة التي أرسلت باسم الرئيس المصري محمد مرسي لا تمثل موقف «الاخوان» وما حصل كان خطأ بروتوكوليا ولا يمكن تبريره وان مرسي أعلن عدم تبنيه ما جاء في الرسالة.
وبموازة ذلك، قام مسؤول حركة حماس في لبنان علي بركة بسلسلة اتصالات ولقاءات مع قيادة «الجماعة الاسلامية» و«تجمع العلماء المسلمين» وقوى إسلامية اخرى بهدف إعادة تفعيل التواصل بين القوى الاسلامية اللبنانية والفلسطينية ومواجهة أجواء التشنج المذهبي.
ويؤكد بركة ان «حماس» لم ولن تغادر موقعها السياسي المقاوم وان اضطرار قيادات الحركة لمغادرة دمشق كان لأسباب ميدانية وللابتعاد عن أي إحراج سياسي بسبب الوضع السوري، وان الحركة كانت على علاقة مع كل الاطراف قبل أحداث سوريا. وان ما يقال عن انضمامها الى محور تركي ـ قطري غير صحيح وان زيارة أمير قطر الى غزة كانت لدعم إعمار غزة وان قيادات الحركة ورئيس الحكومة اسماعيل هنية أكدوا ان الحركة لن تتخلى عن مواقفها حتى تحرير كل فلسطين.
ويؤكد بركة على العلاقة القوية مع «حزب الله» وايران وعلى دور الحركة في حماية الوحدة الاسلامية والعمل لإبعاد الفلسطينيين عن أية مشاكل أو خلافات لبنانية، مشيرا الى ان الحركة لعبت دورا محوريا في الاجتماع الذي ضم كل الفصائل الفلسطينية في لبنان بعد اغتيال الحسن. وقد صدر بيان يرفض الاعتداء على الجيش اللبناني والتبرؤ من أية مجموعة تشارك في القتال، ومن ثم عقد لقاء مع مسؤول المخابرات في الجيش اللبناني العميد ادمون فاضل وبتكليف من قائد الجيش العماد جان قهوجي للبحث بالتطورات وإبلاغ قيادة الجيش بموقف الفصائل الفلسطينية.
ويشير بركة الى ان الحركة شجعت ودعمت التواصل بين الحزب و«عصبة الانصار» منذ حرب تموز 2006، كما يشير الى عقد لقاء بين قادة من حركة «أمل» والعصبة في صيدا بهدف ضبط الاوضاع ومواجهة أجواء التوتر، وان من أولويات الحركة اليوم في لبنان العمل لمنع الفتنة المذهبية الى جانب اهتماماتها الاخرى في متابعة الملفات الفلسطينية.
ومع ان قادة «الجماعة» و«حماس» يعترفون بوجود أجواء تشنج على الصعيد الاسلامي، إلا انهم يؤكدون على التواصل مع كل الاطراف وعدم التراجع عن العمل لتحرير فلسطين مهما كانت الضغوطات والصعوبات، وان «الاخوان» لن يتخلوا عن دعم القضية الفلسطينية والوحدة الاسلامية وان الايام المقبلة ستشهد المزيد من التواصل واللقاءات مع كل الاطراف.
المصدر: قاسم قصير - السفير