القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

حماس والانتفاضة.. قراءة من المنظور الصهيوني

حماس والانتفاضة.. قراءة من المنظور الصهيوني


الجمعة، 25 كانون الأول، 2015

بلور قادة الكيان الصهيوني رؤيته للصراع تِبعا لفسلفة أمنية وعسكرية يستند عليها من المنظور الإحلالي الاستبدادي، وليس من قاعدة اعتراف بحق الغير المعتدى عليه وعلى مقدساته وأرضه، فحركة حماس في كل مراحلها التاريخية قدمت أساليب مقاومة ضد هذا الكيان من قاعدة "استعادة الحق".

قسم الترجمة والرصد في "المركز الفلسطيني للإعلام" استعرض ما تناوله الكاتب جوناثان هليفي تحت عنوان "استراتيجية معركة حماس في انتفاضة القدس" الذي نشره مركز القدس للشؤون العامة.

ويرى الكاتب أن حماس تعمل من خلال استراتيجيتها الحالية إلى المزج بين الرعب والدبلوماسية، "التي تهدف في البداية إلى إجبار "إسرائيل" على الانسحاب إلى حدود67، بينما تمهد الطريق للإستيلاء على الحركة الوطنية الفلسطينية، والسعى في نهاية المطاف إلى احتلال أراضي إسرائيل، وإقامة دولة إسلامية في مكانها".

وأشار الكاتب في مقاله إلى كلمة خالد مشعل زعيم حركة حماس خلال احتفال نظمته الكتلة الإسلامية بجامعة بيرزيت، بمناسبة انطلاقة حركة حماس 28 قال فيها: "إن استراتيجية حماس تقوم على ثلاثة مستويات يكمل كل منهما الآخر: تصعيد الانتفاضة، وإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، والنشاط السياسي والدبلوماسي والقانوني والدعاية ضد إسرائيل، والتي تهدف من بين أمور أخرى لتعزيز الغضب الدولي على إسرائيل".

استراتيجية حماس

وأضاف الكاتب "أن هذا النهج المماثل قدمه أيضا نائب زعيم حماس إسماعيل هنية في كلمة له بغزة، في مؤتمر القدس التاسع الذي عقدته مؤسسة القدس الدولية في 17 ديسمبر 2015 تحت عنوان "الوضع الثقافي والاجتماعي في القدس - طريق الصحوة".

واستعرض الكاتب المسارات الأربعة التي قدمها هنية لدعم القدس وهي: "تصعيد وتوسيع المشاركة في الانتفاضة، وتعزيز الوحدة الوطنية، بما في ذلك عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحريربحضور ممثلين عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ليبحث في استراتيجية دعم الانتفاضة وحماية المقاومة والصمود، مطالبًا الشباب بتطوير الانتفاضة لفرضها على القيادة الفلسطينية، واستمرار الانفتاح على الأمة العربية والإسلامية وتعزيز العلاقات معها، على أساس القاسم المشترك لوضع قضية فلسطين والقدس وحماية الانتفاضة، وزيادة النشاط على الساحة الدولية لضمان شبكة أمان لدعم الإنتفاضة والقضية الفلسطينية".

وادعى الكاتب هيلفي أن مشعل وهنية عكسا الاستراتيجية التي وضعتها حماس في السنوات الأخيرة، وهو ما يؤكد على التكامل بين "الإرهاب" والنشاط السياسي، دون التخلي عن تمسكها بتنفيذ الرؤية الإسلامية بشأن تدمير"إسرائيل".

وزعم هيلفي الكشف عن استراتيجية حماس الرامية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية أبرزها: "إضعاف إسرائيل من خلال موجة متواصلة من تصاعد الإرهاب، وتعزيز الدعم الشعبي الفلسطيني لحماس في الضفة الغربية (قطاع غزة في أي حال تحت السيطرة الكاملة لحركة حماس) عن طريق استلام زمام المبادرة في توجيه الانتفاضة، وتقويض الاستقرار الداخلي في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وتحفيز القوى الدافعة خلف الانتفاضة للإطاحة بالسلطة الفلسطينية أو إجبارها على قبول شروط الشراكة السياسية لحماس، واستخدام الأدوات السياسية والقانونية والدعاية لإضعاف قوة إسرائيل وقدرتها على ممارسة حقها في الدفاع عن النفس، وذلك باستخدام الضغوط السياسية وقرارات المؤسسات الدولية والعقوبات وأحكام المحاكم الدولية".

تَخوف دائم

لا يزال قادة حماس يرون مصلحة في الحفاظ على الطابع "الشعبي" للانتفاضة على حد وصف الكاتب وقال: "كما سعوا إلى تركيز الانتفاضة في يهودا والسامرة وإسرائيل، وتكمن أهمية هذا – في عدم وجود استعداد لفتح جبهة أخرى (باستثناء حوادث متفرقة) على طول الحدود مع قطاع غزة، والرغبة في تكثيف الضغوط على السلطة الفلسطينية في رام الله خلال الانتفاضة".

ويتابع هيلفي "السلطة الفلسطينية أيضا تدعم وتشجع الانتفاضة للضغط على إسرائيل والمجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على الانسحاب إلى حدود 67، ووفقا لتصور السلطة الفلسطينية، فإن الصراع مع إسرائيل لن ينتهي في تراجع، ولكن يستمر من النقطة نفسها وهذه المرة على الحدود الجديدة" .

وختم الكاتب مقاله بادعاء أن "فرصة إسرائيل للمناورة كانت محدودة جدا في ظل عدم وجود شريك فلسطيني يعترف بحق إسرائيل في الوجود كدولة قومية للشعب اليهودي، وتركز السياسة الإسرائيلية بشكل رئيسي على افتراض أن الانسحاب في هذا الوقت سوف يسرع عملية اتخاذ حماس والحركات الإسلامية الأخرى، والسلطة الفلسطينية، عامل"كسب الوقت" في ضوء الوضع غير المستقر في الشرق الأوسط، والخوف من وقوع دول أخرى بيد الإسلام الراديكالي مما يهدد دولة إسرائيل ".

تعريف بالكاتب

جوناثان هاليفي من (مواليد 1965) وهو مستشرق وصحفي ومقدم متقاعد في شعبة الإستخبارات العسكرية "أمان"، ومستشار سابق لوزارة الخارجية، ومتحدث سابق باسم الجيش "الإسرائيلي"، وهو زميل وباحث أول في مركز القدس للشؤون العامة، وخبير في مواقع الإنترنت في العالم العربي، وتركز أبحاثه على الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، والجماعات الراديكالية الفلسطينية وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

نهج حماس الحقيقي

محلل الشؤون الصهيونية في "المركز الفلسطيني للإعلام" رأى في هذا المقال مجانبة كبيرة للصواب، كما هي عادة الكتاب الصهاينه بافتراض أن "إسرائيل" تقوم بدور المدافع عن حقها بالوجود، متناسيةً أنها هي من قامت بالاعتداء على الأرض الفلسطينية، وأن الفلسطينين هم من يقوم بالدفاع عن حقوقهم التي تُسلب يوما بعد يوم، وما سلسة الانتفاضات المتكررة إلا من أجل إعاده الحق المستلب.

وأضاف المحلل أن الكاتب هيلفي يحاول تبرير ما تقوم به "إسرائيل" من جرائم بحق الشعب الفلسطيني بادعاء عدم وجود شريك سياسي مناسب، مع أن السلطة الفلسطينية قدمت لـ"إسرائيل" الكثير على طبق من ذهب، وبدون أي مقابل يذكر، وما كانت الاتفاقيات المذلة الموقعة بين الجانبين إلا نتاج التفاهمات، وحقيقة أن السلطة تدعم هذه الإنتفاضة كما يدعي الكاتب تأتي ضمن سياسة ممارسة الضغوطات على السلطة لتقديم المزيد من التنازلات.

وأكد المحلل أن حركة حماس سعت دائما للشراكة السياسية، ولم يكن في يوم من الأيام من أهدافها الاستفراد بمنظمة التحريرأو إقصائها، على عكس ذلك سعت حماس دائما لدخول منظمة التحرير مع باقي الفصائل الفلسطينية، لتوحيد الجهود وعدم الاستفراد بالقرارات، إيمانا منها أن المقاومة هي السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق، وما قامت هذه الانتفاضة الحالية إلا بقرار شعبي أدرك بعد سنوات طويلة من المفاوضات العقيمة بين السلطة و"إسرائيل"، لم تحقق فيها السلطة مكسبا واحداً لهذا الشعب.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام