القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

حماس وحزب الله.. تقارب بعد فتور

حماس وحزب الله.. تقارب بعد فتور


ضياء الكحلوت

قال محللون وخبراء في الشأن الفلسطيني والإسلامي إن العلاقة التي كانت فاترة بين حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية عقب الخلاف الذي ظهر بمواقف الطرفين من الأزمة السورية باتت تعود إلى طبيعتها.

ويعتقد هؤلاء أن تغير الظروف الإقليمية تدفع الطرفين لإعادة ترتيب العلاقة وتطويرها رغم استمرار التباين حول ما يجري في سوريا، إذ لا تزال حماس مصرة على الوقوف إلى جانب الشعب في ثورته بينما يقف حزب الله إلى جانب النظام هناك.

وأكدت حماس في ذات السياق أن لقاءات عقدت مؤخرا على مستويات متعددة رغم أنها لم تفصح عن ما جرى فيها، لكنها قالت إن الحركة ترحب بكل دعم من إيران وحزب الله والعرب للقضية والمقاومة الفلسطينية.

وقال عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية إن الفترة الأخيرة شهدت لقاءات بأشكال متعددة بين قياديي حماس وحزب الله، مؤكدا أن العلاقة بين الحركة وإيران وحزب الله "لم تنقطع نهائيا ولكنها عانت من الفتور في الفترة الأخيرة".

احترام متبادل

وقال الحية في تصريح للجزيرة نت إن هذه العلاقة مبنية على الاحترام المتبادل والاستفادة فلسطينيا من كل دعم عربي وإسلامي للمقاومة وللشعب الفلسطيني لتعزيز صموده، مبينا أن حماس لا تخجل من إعلان هوية من يدعمها "وتقيم علاقاتها وسياساتها وتحالفاتها مع الآخرين بما يخدم القضية الفلسطينية ويخدم المقاومة".

وشدد على أن حماس ترحب بكل دعم عربي وإسلامي للمقاومة وقال "أهلا بدعم حزب الله وإيران وكل الأشقاء العرب والمسلمين"، ورغم ذلك فإنه أكد على أن حماس إذا طلب منها موقف لا يتوافق مع رؤيتها ومبادئها أو قُدم لها دعم مشروط فإنها لا تقبل به.

وأوضح الحية أن حماس لا تناصب أي جهة العداء، لأن ذلك لا يصب في مصلحة المقاومة التي تحتاج إلى الدعم من الشعوب والأنظمة والجهات المختلفة، مشيرا إلى أن حماس على مدار تاريخها نسجت علاقاتها مع الكل العربي الرسمي والشعبي حرصا على مصلحة المقاومة والقضية وليس لمصالحها الشخصية.

من ناحيته، توقع أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة بغزة عدنان أبو عامر أن تشهد الأيام المقبلة "عودة العلاقة بين الطرفين إلى ما كانت عليه قبل الأزمة السورية مع تمسك كل طرف بموقفه منها".

وقال أبو عامر للجزيرة نت إن إيران تحرص -كما حماس- على إبقاء العلاقة وتطورها بعد الفتور الذي اعتراها، مبينا أن حماس بعد ما جرى في مصر وخسارتها التي لا تقدر بثمن باتت معنية بالبحث عن خيارات جديدة للخروج من أزمتها.

استعادة القوة

ووفق أبو عامر فإن حماس وحزب الله ومعهما إيران معنيون جميعا باستعادة قوة العلاقة وتطويرها أيضا، مستبعدا أن يكون للنظام السوري القدرة على وقف عودة العلاقة إلى طبيعتها بين حماس وحزب الله.

من جهته أكد الصحفي اللبناني الخبير في شؤون الحركات الإسلامية قاسم قصير أن هناك "صفحة جديدة لتجاوز الخلافات بين حزب الله وحماس، وتم البدء بحوار عميق وجدي والعمل لوضع إستراتيجية جديدة".

وبين قصير، في تصريح للجزيرة نت، أن الخلاف حول الموضوع السوري لا يزال قائما بين الطرفين، لكن الظروف والمتغيرات في المنطقة فرضت عليهما إعادة ترتيب أوضاعهما ومعالجة الخلل الذي برز مؤخرا.

وأشار إلى أن الطرفين بحاجة لبعضهما البعض "فحماس بحاجة للحزب وإيران للتمويل والتدريب وتأمين خطوط إمداد وأماكن إقامة وتحرك، والحزب وإيران بحاجة لحليف إسلامي قوي ومقاوم لمواجهة التحديات".

وكشف قصير أنه عقب اللقاءات الأخيرة في بيروت بين حماس وحزب الله جرى تكثيف التعاون على الصعيد العسكري بينهما لمواجهة احتمالات أي تطور عسكري في جنوب لبنان أو قطاع غزة، مشيرا إلى أنه وفق التقارب الجديد فإنه ستعود برامج التعاون المالي والتسليحي والتدريبي وإعادة تعزيز دور المقاومة.

مراجعة حقيقية

بدوره قال مدير مركز أبحاث المستقبل بغزة إبراهيم المدهون إن علاقة حماس وحزب الله تتحسن، وهناك مراجعة حقيقية لما مرت به المنطقة من تسونامي التغيير الذي بعثر الأحلاف وأصاب التفاهمات بخلخلة حقيقية.

ورغم أن المدهون ذكر للجزيرة نت أن هذه العلاقة لم تعد كما كانت قبل الأزمة السورية، إلا أنه قال إنها أفضل مما مرت فيه في الأشهر الأخيرة، مؤكدا أنهما لا يمكنهما الافتراق إن أرادا إكمال مشوارهما في مشروع التحرير.

وأوضح المدهون أن "حماس وحزب الله عليهما الآن أن يكونا أكثر شجاعة بإعلان تفاهمات تعالج الاحتقان وتضع النقاط على الحروف" بينما على حزب الله تقديم مبادرات تطمينية "للتقليل من التخوفات الذي يثيرها البعض ضده".

الجزيرة نت، الدوحة، 22/8/2013