حملة تنطلق في مخيمات لبنان غداً: «الشعب (الفلسطيني) يريد إنهاء الانقسام»
زينة برجاوي - السفير
ينضم الشباب الفلسطيني الى الحراك الشبابي العربي، والفلسطينيون كانوا أول المنتفضين والثائرين ضد الطغيان والظلم. ويرفع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان شعارهم الخاص بعنوان «الشعب يريد إنهاء الانقسام».
والشعار الذي كان من المفترض أن يكون عنوانًا لاعتصام أو تجمّع، يتحول اليوم الى عنوان عريض لحملة بادر إلى إطلاقها اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني «أشد» في لبنان، لتكون حملة شبابية وطنية مفتوحة أمام كل الشرائح، بعيدًا عن الانتماءات الحزبية والفصائلية.
وتنطلق الحملة رسميًا غدًا السبت، من خلال تنظيم سلسلة من النشاطات الشبابية في مخيمي «عين الحلوة» و»شاتيلا» ومختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، ويتم خلالها رفع العلم الفلسطيني والمطالبة بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
وفي الثلاثين من الجاري، وتزامنًا مع ذكرى «يوم الأرض»، تُنظّم تحركات عدّة في المخيمات يتخللها اعتصامات، ونشاطات متنوعة وحواجز محبة لتوزيع شعارات الحملة «معاً وسوياً من اجل انهاء الانقسام... لاستعادة الوحدة الوطنية... لتفعيل المقاومة والانتفاضة...ولاستعادة الحياة الديموقراطية وتفعيل مؤسساتنا الوطنية».
وتضم الحملة أكثر من مئة هيئة ومؤسسة، بالإضافة الى العشرات من الناشطين الشباب والمستقلين وأندية الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني. وللمناسبة، تم إنشاء صفحة الكترونية على موقع «فايسبوك»، بهدف تعزيز التواصل مع الشباب الفلسطيني في لبنان والخارج. ومن المتوقع أن تطلق لجنة المتابعة الخاصة بالحملة نشاطاتها التالية، ابتداءً من الأسبوع المقبل.
ويلفت أمين سر الحملة يوسف أحمد الى أن هدف الحملة هو «حشد كل الطاقات الشبابية والجماهيرية، والضغط من أجل العودة للحوار الوطني الشامل على ما تم الاتفاق عليه في الحوارات السابقة». ويشير الى أن «الردّ على الاحتلال يكون بإنهائه من خلال تفعيل المقاومة بكل أشكالها، والرد على الانقسام والاحتكارات يكون بالديموقراطية والتمثيل النسبي الكامل».
يضيف أن «الشباب الفلسطيني يشكلون ما يقارب 50% من مجموع الشعب الفلسطيني، وهم الأكثر تضررًا من الانقسام واستمراره». ويرى أحمد أن «الهمّ الأساسي الذي ينبغي أن يشغل بال الفلسطيني هو كيف نتوحد وكيف نعزّز قوتنا لنزيل الاحتلال عن أرضنا ونستعيد حقوقنا وفي مقدمتها حق العودة».
ويتابع أنه على المستوى السياسي انعكس الانقسام بشكل مضاعف على حياة اللاجئين، لافتًا الى» نقاش الحقوق الإنسانية مع الدولة اللبنانية التي تأخذها بعض القوى اللبنانية كذريعة للتهرب من مسؤوليتها لناحية اقرار هذه الحقوق بحجة عدم وجود اتفاق فلسطيني – فلسطيني موحد». اما على المستوى الفلسطيني، فيرى احمد أن «أكثر من 56% من الشباب الفلسطيني عاطلون عن العمل، ولا مؤسسات وطنية ترعاهم او تدافع عن حقوقهم».
ويؤكد احمد «الحرص على استمرار الحملة لتكون بمنأى عن الخلافات الفصائلية، وأن يشكل الشباب الفلسطيني أداة ضغط فاعلة للوصول الى استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام». ويلفت الى وجود «تواصل قائم بين الحملة في لبنان والحملات والتحركات الفلسطينية التي تٌقام للسبب نفسه في مناطق الضفة وقطاع غزة والمناطق الأخرى».
ويتوقف أحمد عند «مطلب الشباب الفلسطيني إلى جانب إنهاء الانقسام باستعادة الحياة الديموقراطية في مؤسساتنا الوطنية، من خلال عملية إصلاح شاملة لكل المؤسسات الوطنية». ويشدد على ضرورة «تفعيل المؤسسات والاتحادات الوطنية المرتبطة بالشباب والطلبة الفلسطينيين وتمكينها من إعادة الاعتبار للحركة الشبابية والطلابية الفلسطينية التي تعاني اليوم من حالة اغتراب حقيقي نتيجة الإهمال وسياسة التهميش الممارسة بحقهم منذ سنوات طويلة».