حواجز الطور
الإسمنتية.. عقاب جماعي لحي بأكمله
السبت، 29 آب، 2015
لا يتوانى الاحتلال في تعامله
مع المقدسيين من اتباع سياسة العقاب الجماعي معهم، فيغلق قرى المدينة المقدسة التي
يتذرع أن شبانها يخلّون بالأمن العام، بالمكعبات الإسمنتية أو التلال الترابية، ويمنع
الآلاف من الخروج من قراهم أو العودة إليها دون عوائق.
وقد أغلق الاحتلال الصهيوني
شارع سلمان الفارسي في قرية الطور شرقي القدس المحتلة، بالمكعبات الإسمنتية، مانعًا
3000 مقدسي يسكنون في ذلك الشارع من الوصول إلى بيوتهم بأريحية.
وبإغلاقه الشارع، احتجز
سيارات المواطنين داخل الشارع، ومنع الكثير منهم من إدخال سيارته إلى مكان سكنه.
المقدسي إسماعيل أبو الهوى
الذي يعمل سائقًا لسيارة أجرة، لن يتمكن بعد اليوم من العمل وإعالة أسرته المكونة من
ثلاثة أطفال؛ كون الاحتلال أسر سيارته داخل الشارع ولن يتمكن من إخراجها والعمل عليها،
وبهذا يكون حرم أسرة كاملة من إيجاد لقمة عيشها.
عقاب المسنّين
أما المسنّون المرضى الذين
يقطنون في ذلك الشارع ويبلغ عددهم العشرات، فكان لهم النصيب الأكبر من العقاب؛ كونهم
لا يستطيعون المشي مسافة كبيرة من بيوتهم إلى ما بعد حاجز المكعبات الإسمنتية الذي
أغلق الشارع.
فالمسن خالد أبو الهوى
(72 عامًا) مريض بالسكري وارتفاع ضغط الدم وضيق التنفس، قال لـ"كيوبرس" إنه
يتردد على المستشفى عدة مرات في الأسبوع بسبب حالات ضيق التنفس التي يصاب بها بسبب
الجلطات المتعددة التي أصابته، مبيّنًا أنه لن يتمكن من الذهاب إلى المستشفى بعد اليوم
كونه لا يستطيع المشي إلى الحاجز الإسمنتي بتاتًا.
وكذلك المسنة أميرة أبو
اللبن (85 عامًا) التي تعاني من مشاكل في القلب ولا تستطيع المشي إلا بمساعدة كرسي
العجزة، لن تتمكن من اختراق الحاجز كون حجم كرسيها أكبر من المساحة التي تركها الاحتلال
لمرور المشاة، والتي لا تتجاوز النصف متر.
قطع الطريق على
الأموات
وللأموات نصيب من عقاب الاحتلال
لقرية الطور؛ فبإغلاقه لشارع سلمان الفارسي سد الاحتلال الطريق المؤدية إلى مقبرة القرية
الرئيسة، و"حاملو النعش لن يتمكنوا من الوصول إلى المقبرة إلا إذا اعتلوا الحواجز
الإسمنتية التي يبلغ ارتفاعها 2.50 متر، وذلك سيشكل صعوبة كبيرة عليهم"، قال مختار
الطور خضر أبو سبيتان لـ"كيوبرس".
وأضاف إنه مع افتتاح العام
الدراسي الجديد سيواجه طلاب مدرستي وروضتي (المحبة واليمان) و(أطفال جبل الزيتون) الذين
يبلغ عددهم 960 طالبًا، صعوبة في الوصول إلى مدارسهم كون المدارس تقع خلف الحاجز. فباصات
المدارس أو حتى الأهالي سيضطرون لإنزال الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين (3-6) سنوات
في مكان بعيد عن مدارسهم مما سيشكل خطرًا عليهم.
مشاكل صحية
من جانبه قال المواطن محمود
أبو الهوى إن إغلاق الشارع سيسبب مشاكل صحية في الحي، كون سيارات النفايات لن تستطيع
الوصول إلى الحاويات الموجودة خلف الحاجز الإسمنتي مما سيؤدي لتراكم النفايات التي
سينتج عنها روائح كريهة ومخاطر صحية ستزداد مع الجو الحار.
ليست هذه المرة الأولى التي
ينتهج بها الاحتلال إغلاق شارع سلمان الفارسي، فهو يرمي من وراء سياسة إغلاق الشوارع
والعقاب الجماعي إلى قلب السكان على كل من يحتج على سياسة الاحتلال، إلا أن المقدسيين
يثبتون مرة تلو المرة، بقوة يدهم الواحدة، في مجابهة ظلم الاحتلال حتى لو اضطروا لتحمل
ويلات العقاب الجماعي.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام