حوادث السير تتوالى وقافلة الموت تسير دون توقف
حالة وفاة جديدة قتلت صدماً في تجمع جل البحر
ليس المطلوب أكثر من وضع مطب صناعي
الإثنين، 14 كانون الثاني، 2013
يقع تجمع جل البحر عند المدخل الشمالي الملاصق لمدينة صور الجنوبية. يبلغ عدد سكانه حوالي 2500 نسمة، ويعتبر تجمع جل البحر من أكثر التجمعات الفلسطينية في لبنان معاناة بسبب موقعه الجغرافي، وكونه تجمعاً لا يحظى بالخدمات الرسمية المقدمة من البلدية أو من الأونروا التي تقدم خدماتها الرئيسية فقط في المخيمات. كما أن موقعه على طريق رئيسي مؤدٍ إلى مدينة صور من جهة، وعلى شاطئ البحر من جهة أخرى، جعله عرضة لخطر البحر وعوامل الطبيعة وسرعة السيارات العابرة المميتة.
وبسبب التهميش الذي يعانيه هذا التجمع فإن الجهات المسؤولة لم تستجب لنداءات كثيرة بضرورة وضع مطب صناعي يحول دون سرعة السيارات. وقد تعددت حالات الوفاة الناتجة عن ذلك.
يذكر أن مخيم برج الشمالي وتجمع القاسمية يعانيان من نفس المشكلة وهو عدم استجابة البلديات المعنية بضرورة وضع مطبات صناعية تحول دون استمرار حوادث السير القاتلة.
سابع حالة وفاة في تجمع جل البحر:
عند الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم السبت الواقع في 12/1/2013 ، كانت الحاجة نفيلة الفاعور تقطع طريق جل البحر من قبالة منزلها الى الجهة الأخرى، وإذ بسيارة ذات دفع رباعي (رانج) كانت تسير بسرعة عالية، صدمت الحاجة نفيلة وتركتها ممدّدة على الأرض، ولم تعرف هوية السائق الذي فرّ بعيداً عن المكان.
نقلت الحاجة نفيلة الى مستشفى جبل عامل وتوفيت بعد ثلاث ساعات، حيث كانت الضربة في الرأس مباشرةً، مما أدى الى نزيف حاد وكسر في يديها وقدميها. تبلغ الحاجة نفيلة حوالي الثمانين عاماً، وكان زوجها قد توفي قبل يومين من الحادث بسبب المرض.
بعد سماع سكان تجمع جل البحر بوفاة الحاجة نفيلة، نتيجة صدمها بسيارة مسرعة، قاموا بقطع طريق جل البحر بالإطارات المطاطية والحجارة استنكاراً لما يحدث دائماً من حوادث مميتة على هذا الطريق، وبعدها تدخل الجيش اللبناني لفتح الطريق فاستجاب الأهالي لطلب الجيش بعدما تم وعدهم بتنفيذ مطالبهم وهي وضع مطبات تخفف خطر قيادة السيارات.
شعور بالغضب والدهشة:
يشعر سكان تجمع جل البحر بحالة من الغضب والدهشة لكثرة حوادث السير المميتة عند تجمعهم، كون وفاة الحاجة نفيلة هي الحالة السابعة، فضلاً عن عدد كبير من الجرحى، وآخرها كان تعرُّض فتاة وامرأة مسنة تدعى أم مصطفى الطوقي قبل عشرة أيام الى حادث مماثل أدّى الى كسر في العامود الفقري للمرأة المسنة. إن وضع مطب صناعي يمكن أن يخفف كثيراً من خطر الموت والإصابة بسبب حوادث السير.
لائحة بأسماء الذين توفّو صدماً على طريق الموت.
1- محمد أحمد رملي، العمر: 17 عاماً.
2- محمد موسى الساريه، العمر: 51 عاماً
3- محمد علي مناصري، العمر: 12 عاماً
4- ذيب عبدالله درويش، العمر: 10 اعوام.
5- خالد محمد لحسين، العمر: 12 عاماً.
6- ربيع فايز مرعي، العمر: 10 اعوام.
7- نفيلة الفاعور، العمر: 80 عاماً.
إن التهميش الذي تعانيه التجمعات الفلسطينية بشكل خاص بلغ مستويات عالية جداً، وإن عدم وضع مطب صناعي على طريق جل البحر، أسوة بمدن وقرى لبنانية كثيرة أخرى، يشكّل إحدى أشكال التهميش.
المطلوب بشكل مختصر وبسيط جداً هو وضع مطب صناعي حيثما تدعو الحاجة لذلك، من أجل الحفاظ على أرواح السكان.
المصدر: المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)