حياة لانا وجوري رهن متبرّع مناسب
الجمعة، 11 أيلول،
2015
تعكس حالة الطفلتين الفلسطينيتين لانا وجوري، اللتين تحتاجان لزراعة نخاع
عظمي، بسبب مرض وراثي يهدّد حياتهما، مشكلة تتمثل في نقص الوعي لدى العرب بشكل عام
في ما يتعلق بالتسجيل في سجلات المتبرعين، ما يؤدي إلى صعوبة في إيجاد متبرع ملائم.
تبلغ لانا عامين ونصف العام من العمر، فيما لم تتجاوز جوري الستة أشهر.
ويطرق والداهما، من خلال جمعية "أصدقاء حتى النخاع"، أبواب البلدات العربية
في الداخل الفلسطيني، علهما يجدان متبرعاً مناسباً، ولكن من دون نتيجة حتى الآن. وتجدر
الإشارة إلى أنه كلما زاد عدد المسجلين للتبرع، ازداد احتمال العثور على متبرع ملائم،
وهو أمر لا يقدم عليه العرب عادة.
تتلقى الطفلتان العلاج في مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس
المحتلة. ويتوقع أن يتدهور وضعهما الصحي في حال لم يجدا متبرعاً. وبعد سلسلة من الحملات
المتواضعة، اختارت جمعية "أصدقاء حتى النخاع"، بالتعاون مع "سجل المتبرعين
في مستشفى هداسا"، مدينة طمرة في الجليل لإطلاق حملة جديدة يوم الأحد المقبل.
وتشير "أصدقاء حتى النخاع" إلى أن فرصة إيجاد متبرع مناسب لمريض
عربي في السجل العالمي لا تتعدى الـ 10 في المائة فقط. وتقول ماري طنوس، وهي عضو مؤسس
في الجمعية، لـ "العربي الجديد" إن "العلاج الوحيد للطفلتين يكمن في
زراعة نخاع عظمي. لا يوجد في عائلتهما متبرع مناسب، وقد تأكد لنا ذلك بعد إجراء فحوصات
عدة". لذلك، تعمل الجمعية بإشراف سجل المتبرعين العرب في مستشفى هداسا، على إطلاق
حملات لضم منتسبين للسجل على أمل إيجاد متبرع مناسب لإنقاذ لانا وجوري ومرضى آخرين".
تضيف طنوس: "في كل عام، يحتاج 50 مريضاً عربياً لمتبرعين من خارج
العائلة، علماً أن 40 في المائة من المرضى العرب لا يجدون متبرعاً مناسباً لدى عائلاتهم".
وتضيف: "نظمنا حملات عدة وجمعنا عينات لبعض العرب أرسلت للفحص، على أن تطلق حملة
جديدة في مركز الزهراوي الطبي في طمرة". وتوضح أنه "على الرغم من الصورة
السوداوية، شهدنا خلال السنوات الأخيرة وعياً واهتماماً أكبر في ما يتعلق بأهمية الانضمام
لسجل المتبرعين بالنخاع العظمي، لكن الطريق ما زالت طويلة". وتلفت إلى أننا
"في حاجة ماسة إلى زيادة المنتسبين إلى السجل".
من جهته، يقول مدير مركز الزهراوي الطبي، سامر ذياب، والذي تبنى الحملة
وبادر اليها، إن "نقص الوعي لدى العرب عامة يعقّد الأمور"، مشيراً إلى أنه
لا يوجد في العالم العربي سجل واحد للنخاع العظمي، علماً أن الأمر متوفر في بلدان أخرى،
ما يجعل نسبة العثور على متبرعين ملائمين للمرضى تكون أعلى بكثير مما هي عليه عند العرب.
يتابع أن هناك من يخلط بين النخاع العظمي والنخاع الشوكي، موضحاً أن آخرين
يعتقدون أن عملية التبرع بالنخاع العظمي خطيرة ومعقدة، وقد تؤدي الى الشلل، علماً أن
الأمر غير صحيح. ويوضح أن الطب تطور كثيراً. وبالنسبة للمتبرع، فإن الأمر بسيط وأشبه
بإجراء فحص دم عادي. يضيف: "كطبيب، سبق أن انضممت منذ سنوات إلى سجل المتبرعين"،
لافتاً إلى أنه يأمل أن يكون ملائماً لأحد المرضى عله يساهم في إنقاذ حياته.
وفي ما يتعلق بالحملة، يقول: "حين توجهت إلينا جمعية أصدقاء حتى النخاع،
أدركنا أن واجبنا الإنساني والأخلاقي والوطني يحتّم علينا إطلاق حملة تبرعات لإنقاذ
حياة الطفلتين لانا وجوري، بالإضافة إلى مرضى آخرين، من خلال دعوة أهالي المدينة ومحيطها،
الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و55 عاماً، لإعطاء عينات من اللعاب، والانضمام لسجل
المتبرّعين بالنخاع العظمي، بعد التأكد من استعدادهم للتبرع لأي مريض في العالم".
يتابع: "وجدنا أن الحملة فرصة لرفع الوعي والمساهمة في توسيع سجل
المتبرعين العرب بالنخاع العظمي، وبالتالي الانضمام للسجل العالمي. بهذه الطريقة، سنخطو
الى الأمام ونزيد من احتمالات إيجاد متبرعين ملائمين للمرضى العرب". في الوقت
نفسه، يلفت إلى أن هناك تبرعات مالية ضمن الحملة وخصوصاً أن فحوصات العينات مكلفة،
متوقعاً النجاح للحملة.
في السياق، يؤكد القائمون على الحملة الإعلامية أنها "تشهد تفاعلاً
كبيراً. ولا يقتصر الأمر على أهالي مدينة طمرة، بل يشمل أماكن أخرى". وعرض متقاعدون
وشباب وفتيات وتلاميذ وغيرهم المساهمة في إنجاح حملة جمع التبرعات. ويشير القائمون
إلى أنّ هناك تفاعلاً عبر المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، ما يشير إلى
زيادة الوعي ويبعث على التفاؤل.
المصدر: العربي الجديد