خالد
الشيخ.. طفولة يكبلها الاحتلال في سجونه
الخميس، 26 شباط، 2015
على خطى الأسيرة
ملاك الخطيب وغيرها من أطفال فلسطين، سار الفتى خالد الشيخ (15 عامًا) بعد حكم الاحتلال
عليه بالسجن الفعلي 4 أشهر، ليضيف حكاية جديدة لقصص المعاناة وسلب الطفولة التي يمارسها
الصهاينة بحق الطفل الفلسطيني.
قصة خالد الشيخ
نسجت خيوطها لتكشف صور الظلم المتعددة والطفولة التي يكبلها الاحتلال خلف زنازينه،
والممارسات التي تجعل الطفل يكبر قبل أوانه، والمحاولات المستمرة لاغتيال المستقبل
وكسر الإرادة لدى الأطفال بالاعتقال والتعذيب الممنهج الذي يمارسه الاحتلال بحقهم.
خالد خلف القضبان
لأربعة أشهر، هذا هو ملخص الحكم الذي أصدرته محكمة عوفر العسكرية الصهيونية على الطفل
خالد الشيخ إضافة إلى دفع 2000 شيقل كغرامة مالية، بعد أن اعتقله الاحتلال منذ 63 يوماً؛
بتهمة مزعومة متكررة هي إلقاء الحجارة وحرق إطارات سيارات.
تعذيب
وحرمان من الزيارة
عائلة خالد التي
لم تتمكن من رؤيته أو زيارته تؤكد أنه يعاني من فقر الدم، ورغم ذلك لا يقدم الاحتلال
له العلاج المناسب منذ اعتقاله بتاريخ 25-12-2014.
حسام الشيخ،
والد الطفل الأسير، أكد أن قوات الاحتلال اعتقلت نجله أثناء تواجده بالقرب من متنزه
"الجبعة" في بيت عنان، وهو في طريق عودته من المدرسة لمنزله، مشيراً إلى
أن نجله يدرس في المدرسة الثانوية لبيت عنان في الصف العاشر.
وذكر المواطن
الشيخ في تصريح صحفي له، أنه رأى نجله الطفل الساعة الثانية عشر ليلاً عقب اعتقاله
في مركز تحقيق "بنيامين" قرب القدس، حيث تم نقله آنذاك إلى سجن "عوفر"
العسكري، وكان مقيداً وظهرت على جسده آثار الضرب والتعذيب واضحة، وفق قوله.
وأضاف
"يتهمون طفلي بأنه يمثل خطراً على أمن الدولة، وأي خطرٍ هذا الذي يمثله طفلٌ في
الـ 15 من عمره على أمن دولة كاملة وجيشها".
وأشار الشيخ،
إلى أن نجله الأسير يعاني من مرض فقر الدم، وأن سلطات الاحتلال ترفض تقديم العلاج اللازم
له منذ اعتقاله، وتمنع جميع أفراد عائلته من زيارته أو التواصل معه.
ولفت إلى أنه
قبل حادثة اعتقال نجله بأسبوع، كان قد تعرض لحادث أثناء لهوه مع أقرانه في مدرسته،
وتبين بعد إجراء الفحوصات الطبية أنه يعاني من مرض فقر الدم، حيث كانت نسبة دمه متدنية،
وقبل يومين على اعتقاله أُعيدت الفحوصات وكان وضعه لا يزال على حاله.
وأبدى الشيخ،
قلقه البالغ على حياة وصحة ابنه الأسير، قائلاً "نشعر بمرارة قاسية على طفلنا
المريض الذي لا ندري هل يتلقى العلاج اللازم أم لا حيث يحتجزه الاحتلال، وإن كان يتلقى
العلاج فلا يوجد لدينا ثقة في ما يُقدّم له من علاج".
وطالبت عائلة
الشيخ، المؤسسات الحقوقية والجهات المختلفة بدعم وتفعيل قضية نجلها الأسير، وتنظيم
النشاطات الداعمة لذلك، داعية إلى مزيد من الاهتمام والحراك نحو الإفراج عن الطفل خالد
وعن جميع الأسرى الأشبال في سجون الاحتلال.
وناشدت العائلة،
كافة مؤسسات السلطة الفلسطينية التدخل من أجل ضمان استكمال العلاج لطفلها القابع في
سجن "عوفر" العسكري.
300
طفل
وفي سياق متصل،
أفاد الحقوقي الفلسطيني المختص في مجال الأسرى، حلمي الأعرج، أن عدد الأطفال الذين
تحتجزهم سلطات الاحتلال تجاوز الـ 300 طفل. مشيراً إلى أنهم يتعرضون لسوء معاملة وضرب
وتعذيب من قبل السجانين الصهاينة "الأمر الذي زاد من خطورة أوضاعهم".
وأكد الأعرج
على أن الاحتلال يمارس "سياسة ممنهجة" من خلال الإمعان في اعتقال الأطفال،
ويحاول كسر إرادتهم وإرهاقهم والتأثير على مستقبلهم الاجتماعي والأكاديمي وحتى الوطني،
وفق رأيه.
وقال "إضافة
إلى ذلك يعرّض الاحتلال الأشبال الفلسطينيين في معتقلاته للتعذيب وينتهك حقوقهم الأساسية
بشكل فظ داخل السجون، بما في ذلك ممارسة سياسة الإهمال الطبي بحقهم، كما هو الحال بالنسبة
لحال الأسير الطفل خالد حسام الشيخ".
المصدر:
المركز الفلسطيني للإعلام