خروب
الحلواني.. قصة عشق ترويها أزقة البلدة القديمة بالقدس
الثلاثاء، 30 حزيران، 2015
"ما
يرويني مشروب ثاني إلا خروب الحلواني".. يافطة توضع طيلة أيام شهر رمضان على بسطة
تبيع عصائر رمضان تعود لعائلة الحلواني مقابل باب الساهرة، أحد أبواب البلدة القديمة
في القدس المحتلة.
ويروي
الشاب أشرف الحلواني (31 عاما) لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" تراث العائلة
في صناعة المشروبات قائلاً: "هو تراث قديم يمتد منذ ستين عاماً وحتى يومنا هذا؛
فوالدي محمد الحلواني "أبو نافذ" استحضر معه من تجارته في الحلويات كيفية
صناعة عصير الخروب والعصائر الأخرى".
وكان
والد الحلواني في البداية يصنع الخروب في المنزل، ومن ثم استأجر محلا تجاريا داخل البلدة
القديمة، وكان ما أن ينتهي من صناعة الخروب يتنقل ويمشي في أزقة البلدة القديمة حاملا
على ظهره إبريق الخروب، وكاسات وجرسًا يدقه لينبه الناس.
نكهة
خاصة
"عسل
يا خروب، حلاوة يا خروب، خروب بارد".. كلمات كانت تخرج من حنجرة الحلواني الأب،
الذي كان يرتدي لباسه العريق وكوفيته الفلسطينية التي طالما اعتز بها، وقد أطلق عليه
لقب المختار.
ولعصير
الخروب شعبية واسعة في صفوف الفلسطينيين بشكل عام، وفي القدس المحتلة بشكل خاص، فهو
يتمتع بنكهة رمضانية خاصة تميزه عن غيره من العصائر.
يوضح
أشرف الحلواني أن عائلته كانت تستورد الخروب من جميع مناطق ومدن فلسطين، مؤكدًا أنه
طبيعي، ولا يوجد به أي مواد حافظة.
الشاب
أشرف تعلم صناعة الخروب منذ كان عمره 7 أعوام، يقول: "كنت أذهب مع والدي لأتعلم
وأساعده في صناعة العصائر؛ حباً مني لهذا العمل، فهو جزء من التراث، ويجب تناقله والحفاظ
عليه".
ويضيف
الحلواني أن عصير الخروب يدمن عليه المقدسيون، ويشربونه بشكل يومي في أيام شهر رمضان،
ويشير إلى أن الزبائن لا يفطرون دون كأس من الخروب، مبينًا أن الازدحام يكون سيد الموقف
أمام بسطته.
الشهرة
والحب
واكتسبت
عصائر الحلواني الشهرة من خلال تميزها بالطعم المختلف اللذيذ؛ فيقول الشاب أشرف
"عصائرنا تصنع داخل البلدة القديمة، ولها نكهة خاصة وهذا سر المهنة، لا أحد يدركها
إلا أبناء الحاج محمد الحلواني".
ويضيف:
"من خلال صنعي للعصائر يكون ميزاني يدي وعيني وإضفاء الحب على العمل، كما علمني
الحاج محمد".
ويعمل
الشاب أشرف طيلة أيام السنة كسائق شاحنة، ولكنه في شهر رمضان يتفرغ لبيع العصائر وخصوصا
الخروب، متمسكا بمهنة وإرث الآباء والأجداد.
استهداف
صهيوني
طواقم
بلدية الاحتلال طالما استهدفت بسطة الحلواني المقامة أمام باب الساهرة، وكثيرًا ما
تمّ تحرير مخالفات مالية بحق البسطة لمحو هذا الإرث المقدسي.
ويقول
أشرف إن والده محمد الحلواني كان يتعرض لمضايقات من الاحتلال وهو بائع متجول؛ حيث كانت
طواقم البلدية تعمل على مخالفته بشكل متكرر، ويتم مصادرة البضاعة أو إلقاؤها على الأرض.
شعبان
قنيبي أحد الزبائن الدائمين لآل الحلواني يقول لـ"المركز الفلسطيني للإعلام":
"منذ 35 عاما وأنا زبون لدى عائلة الحلواني، وهم أصل بيع الخروب في القدس، ووالدهم
الحاج محمد هو أفضل من يصنع الخروب في القدس المحتلة، فهو يمتلك نكهة خاصة تميزه عن
باقي المحال التجاري الأخرى".
وتعمل
عائلة الحلواني أيضاً على التغطية في الأعراس والمناسبات الاجتماعية والأفراح والموالد
والأمسيات الرمضانية والمهرجانات الثقافية، وتأتي الدعوات بسبب الاشتهار لمشروبات الحلواني
والاسم الذي اكتسبه على مرّ السنوات.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام