القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

«خلّي السلاح صاحي» في عين الحلوة

«خلّي السلاح صاحي» في عين الحلوة
 

يرفض مقاتلو الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة كلام الرئيس محمود عباس بشأن تسليم سلاح المخيمات «فهو سلاح مقاوم لا نتنازل عنه حتى تحقيق العودة كي لا نقدّم خدمة مجانية للعدو»..

خالد الغربي

عين الحلوة | لم يحن بعد أجل سلاح المخيمات الفلسطينية وأوان تسليمه للسلطات اللبنانية. الانطباع يخرج به زوار مخيم عين الحلوة عقب كلام الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن السلاح وعبثيته داخل المخيم الذي عانى سكانه من معارك «الأعدقاء». صحيح أنّ بائع الخرضوات محمد فرهود ملّ فوضوية السلاح واستخداماته الخاطئة، لكنّه يرفض إلقاءه وتسليمه «مين بيدرا شو بصير علينا كفلسطينيي».

ويكاد مقاتلو الفصائل الفلسطينية بمختلف اطيافهم يجمعون على أنّ السلاح باقٍ، لا سيما أنّ «أبو مازن» لم يكن، برأيهم، جاداً في طرحه، كما أنّه لم يحدد آلية لنزع هذا السلاح. الاجوبة موحدة فتحاويين كانوا أم قيادة عامة «لن نسقط السلاح، وسلاحنا هو لحماية مخيماتنا من إسرائيل ومن غيرها».

وربط مسؤول الجبهة الديموقراطية فؤاد عثمان وجود سلاح المخيمات باستمرار الصراع مع العدو «سلاحنا مقاوم وله رمزية وهدف ومرتبط جدلياً بقضية اللاجئين وحق العودة ولا يمكن التنازل عنه حتى تحقيق هذه العودة».

وبينما أكد عثمان أن «للسلاح قدسيته التي لن نفرّط بها»، ميّز بين سلاح منضبط وآخر غير منضبط يحتاج الى تنظيم وضبط عبر القوة الأمنية والكفاح المسلح، معلناً الاستعداد لترشيده وصونه حتى لا يتحول عبئاً على الأمن اللبناني. وقال: «لدينا ثقة بالجيش والمقاومة لكن من يحمي المخيمات في ظل حديث عن عدوانية صهيونية ومن يضمن عدم الاقدام على صبرا وشاتيلا ؟».

أما بائع المرطبات الرمضانية أبو محمد العلي فهزأ من كلام عباس، واضعاً إياه في خانة تقديم التنازلات المجانية للعدو. وسأل: «أليس أبو مازن هو رئيس فتح؟ أو ليست حركته هي أكبر تنظيم فلسطيني يمتلك السلاح داخل المخيمات الفلسطينية، هل تقبل فتح بتسليم أسلحتها؟».

بدوره، رفض الشيخ جمال الخطاب نزع السلاح الفلسطيني في لبنان قائلاً: «هو سلاح مقاومة ما دامت قضيته فلسطين، وللسلاح دوره وخصوصاً أنّ المفاوضات مع العدو فشلت، فيما تبقى مخيماتنا عرضة لتكرار الاعتداءات الصهيونية، ومن المهم أن يكون سلاحنا جاهزاً للتصدي للعدو».

ورأى الخطاب أنّ «أبو مازن» لم يضف شيئاً في كلامه، «فموقفه قديم وليس جديداً، وهو يقف دائماً ضد التوجه العسكري». وأشار إلى أن «جبهة جنوب لبنان معرضة للفتح والفلسطينيون معنيون بالمشاركة في التصدي لأي عدوان صهيوني على لبنان والوقوف إلى جانب حلفائنا في قوى المقاومة».

«عاتبون على أبو مازن»، قالها مقاتل من فتح كان في نوبة حراسة مع آخرين لمقر فتحاوي «لن أسلم سلاحي، عندما أعود إلى فلسطين سأقدمه هدية إلى الجيش اللبناني، وإلى أن يقضي الله أمره ونعود لبلادنا سنقول خلي السلاح صاحي». لكن المقاتل كما رفاقه برروا لأبي مازن كلامه «لم يقصد سلاح الفلسطينيين الشرفاء بل سلاح المزايدين والمأجورين ومن يعملون لجهات غير فلسطينية».

و«إذا قررت فتح تسليم السلاح فسنلتزم»، قالها الفتحاويون.

أما مقاتلو فصائل مناهضة لمنظمة التحرير فقالوا إنّ كلام أبو مازن «موقف يخص الرئيس الذي أدان عسكرة الانتفاضة وفاخر بأنّه لم يحمل مسدساً في حياته عندما كان الفلسطينيون جميعهم تحت السلاح من أجل صراع الصهاينة، وبالتالي لا يحق له التحدث عن السلاح ونزعه»، بحسب أحد عناصر القيادة العامة سائلاً: «ترى يا أبو مازن لماذا تقدم خدمة مجانية؟ وعلى من تقرع مزاميرك هذه؟».

في المقابل، أيّدت مريم موسى كلام «أبو مازن» بعدما «انحرفت البندقية الفلسطينية أخيراً عن وظيفة قتال اسرائيل، إذ لم تعد مصوبة إلى صدر العدو بل نحو القتال الداخلي والمعارك داخل زواريب وأزقة المخيم وبين الفلسطينيين أنفسهم». لا تكترث مريم لكلام زوجها الذي يطلب منها التخفيف من نقمتها على السلاح والمسلحين، مشيرة إلى أنّها تعبّر عن رأيها بحرية «نعم أوافق على تسليم السلاح»، تقول قبل أن تتصرف بشعار الثورات العربية «الشعب يريد اسقاط السلاح».

المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية