
متابعة – لاجئ نت||
الإثنين، 22 أيلول، 2025
في خطوة أثارت
استياءً واسعاً، أقدمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا” على
تركيب بوابات حديدية مصفحة وحواجز حاجبة للرؤية أمام مكتبها في مدينة صيدا. وعلى
الفور، وجّهت "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" انتقادات حادة
للوكالة، معتبرةً أن هذه الإجراءات تمثل مؤشراً خطيراً على تدهور العلاقة بينها
وبين اللاجئين في لبنان.
رمزية الأبواب
المغلقة: قطيعة بين الوكالة واللاجئين
لم تكن هذه
البوابات مجرد إجراء أمني، بل تحمل رمزية عميقة بالنسبة للوجود الفلسطيني في لبنان.
فقد اعتبرت "الهيئة 302" أن هذه الخطوة "صورة مسيئة" للوكالة،
وتحوّل مكتبها من مكان يلجأ إليه اللاجئون للمطالبة بحقوقهم إلى حصن منيع، مما
يكرس فجوة متزايدة بين الطرفين. إن هذا الإجراء، الذي يأتي رداً على اعتصامات
سلمية وحضارية لم تتسبب بأي أذى للموظفين أو الممتلكات، يظهر أن "الأونروا” تنظر
إلى المطالب الشعبية كتهديد أمني وليس كصوت يعبّر عن معاناة مشروعة.
أزمة الثقة: من
حماية الحقوق إلى تضييق الخناق
التحركات
الأخيرة لـ”الأونروا” تأتي في ظل ظروف إنسانية بالغة القسوة، حيث وصلت نسبة الفقر
بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى نحو 80%، مما يدفعهم إلى تنظيم اعتصامات
للمطالبة بالخدمات الأساسية. وفي هذا السياق، ترى الهيئة أن رد الوكالة كان يجب أن
يكون مختلفاً تماماً، حيث كان الأحرى بها أن "تستثمر" هذه التحركات
الشعبية للدفع نحو البحث عن مصادر تمويل إضافية، بدلاً من اتخاذ إجراءات تزيد من
عزلتها.
هذا الموقف يعكس
أزمة ثقة متصاعدة، حيث يخشى اللاجئون من أن تكون "الأونروا” بصدد التخلي عن دورها
التاريخي في حماية حقوقهم، والتحول إلى أداة أمنية وسياسية ضمن مخططات أوسع لتصفية
ملف اللاجئين.
وفي الختام، دعت
"الهيئة 302" الوكالة إلى مراجعة إجراءاتها، وفتح قنوات حوار فعّالة مع
اللاجئين. فالتقارب والحوار، وليس الحواجز الحديدية، هو السبيل الوحيد لمواجهة
التحديات الإنسانية والاجتماعية التي تزداد تفاقماً يوماً بعد يوم.