ذكرى اغتياله الـ 27
خليل الوزير.. صوت «فتح» الفدائي
الجمعة، 17 نيسان، 2015
"لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة".. كانت هذه العبارة آخر
ما خطته يد الشهيد القائد خليل الوزير (أبو جهاد)، قبل أن يلقى ربه بأكثر من 70 رصاصة
غادرة اخترقت جسده ليصبح أميرًا لشهداء فلسطين في مثل هذا اليوم 16 نيسان (أبريل) من
العام 1988، عندما أقدم الموساد الصهيوني على اغتياله بمنزله في تونس.
رجل فتح الثاني
كان خليل الوزير (أبو جهاد) الرجل الثاني في حركة
"فتح" وأحد مؤسسيها مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، وناضل إلى جانبه لأكثر
من ثلاثين عامًا، تولى خلالها منصب نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية.
عُرف أبو جهاد خلال مسيرته الكفاحية الحافلة بالالتزام
المطلق بفلسطين وبالنضال في سبيلها، متمسكًاً بالوحدة الوطنية وبالقرار الوطني المستقل
وساعيًا لتحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني.
نكران الذات
وفي مواقعه القيادية المتقدمة كان مثالاً لنكران
الذات والتواضع وتكريس الطاقات للنضال، وكانت له علاقات واسعة وقوية مع حركات التحرر
في الوطن العربي والعالم، وارتبط بعلاقات شخصية قوية مع المقاتلين والثوار.
نفذ عمليات فدائية منذ صباه، وخطط لعدد كبير من
العمليات العسكرية المهمة والمتميزة ضد الاحتلال الصهيوني وقواته.
وأسس أبو جهاد حركة الشبيبة في الأرض المحتلة،
وتولى مسؤولية دعم وتوجيه الانتفاضة الشعبية
الأولى منذ انطلاقتها في تشرين الثاني (نوفمبر) 1987 حتى لحظة استشهاده في عملية اغتيال "ضخمة"
نفذها جهاز الاستخبارات الصهيوني "الموساد"، يوم (16-4-1988) في تونس.
أبرز عملياته الفدائية
ومن العمليات العسكرية التي خطط لها أبو جهاد،
عملية نسف خزان زوهر عام 1955، وعملية نسف خط أنابيب المياه (نفق عيلبون) عام 1965،
وعملية فندق (سافوي) في "تل أبيب" وقتل 10 صهاينة عام 1975، وعملية انفجار
الشاحنة المفخخة في القدس عام 1975، وعملية قتل "ألبرت ليفي" كبير خبراء
المتفجرات ومساعده في نابلس عام 1976، إضافة إلى عملية دلال المغربي التي قتل فيها
أكثر من 37 صهيونيًّا عام 1978، وعملية قصف ميناء إيلات عام 1979، وقصف المستوطنات
الشمالية بالكاتيوشا عام 1981، وأسر 8 جنود صهاينة في لبنان ومبادلتهم بـ 5000 معتقل
لبناني وفلسطيني و100 من معتقلي الأرض المحتلة عام 1982، وخطط لاقتحام وتفجير مقر الحاكم
العسكري الصهيوني في صور، الأمر الذي أدى إلى مصرع 76 ضابطًا وجنديًّا، بينهم 12 ضابطًا
يحملون رتبًا رفيعة عام 1982، إدارة حرب الاستنزاف من 1982 إلى 1984 في جنوب لبنان،
وعملية مفاعل ديمونة عام 1988 والتي كانت السبب الرئيسي لاغتياله.
عملية الاغتيال
وحسب ما تناقلته التقارير وشهود عيان، فإن فرق
"كوماندوز" وصلت فجر السادس عشر من نيسان (أبريل)، بالزوارق مطاطية إلى شاطئ
تونس، وتم إنزال 20 عنصرًا مدربين من قوات وحدة "سييريت ماتكال" من أربع
سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة، لتنفيذ مهمة اغتيال
"أبو جهاد" على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة.
وبعد عودة "أبو جهاد" إلى منزله من
اجتماعاته مع القيادات الفلسطينية، بدأ التنفيذ وإنزال الوحدة من كل مكان بسيارات أجرة،
وبعد نزول أفرادها إلى الشاطئ بساعة تم توجيههم بثلاث سيارات أجرة تابعة لـ"الموساد"
إلى منزل الشهيد الذي يبعد خمسة كيلو مترات عن نقطة النزول.
وعند وصول "الكوماندز" إلى المنزل الكائن
في شارع (سيدي بو سعيد) انفصلت الوحدة إلى أربع خلايا، وقدر عدد المجندين لتنفيذ العملية
بمئات جنود الاحتلال، وقد زودت هذه الخلايا بأحدث الأجهزة والوسائل للاغتيال.. اقتحمت
إحدى الخلايا البيت فجرًا، وقتلت الحارس الثاني "نبيه سليمان قريشان" وتقدمت
أخرى مسرعة لغرفة الشهيد (أبو جهاد)، فسمع الأخير ضجة بالمنزل بعد أن كان يكتب كلماته
الأخيرة على ورق كعادته ويوجهها لقادة الانتفاضة للتنفيذ.
ودفن "أبو جهاد" في العشرين من نيسان
1988 في دمشق، في مسيرة حاشدة غصت بها شوارع المدينة، بينما لم يمنع حظر التجول الذي
فرضه الاحتلال جماهير الأرض الفلسطينية المحتلة من تنظيم المسيرات الرمزية وفاء للشهيد
الذي اغتيل وهو يتابع ملف الانتفاضة حتى الرمق الأخير.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام