خمس مبادرات شبابية تعيد رسم الحياة في خزاعة
الإثنين، 24
آب، 2015
في محاولة لإعادة رسم الحياة في واقع دمره الاحتلال؛ أطلق شبان خمس مبادرات
لرسم البسمة على شفاه سكان بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، التي شهدت تدميراً
واسعاً خلال عدوان 2014.
واختار أكثر من 60 شاباً وشابة ضمن نشاط احتضنه المركز الثقافي التابع
لجمعية الثقافة والفكر الحر، اسم "خزاعة حياة "، ليعبر عن مجموعة أنشطة وفعاليات
تهدف لتغيير لون الحياة في بلدة خزاعة ومساعدة أهلها على التغلب على الآثار النفسية
التي تركها العدوان الإسرائيلي الأخير على
غزة، ضمن خمس مبادرات شبابية تستهدف الشباب والأطفال والنساء.
يذكر أن قوات الاحتلال دمرت 1120 منزلاً بشكل كلي أو جزئي في البلدة بما
يمثل 43% من منازلها البالغ عددها 2600 منزل، بينما جرى تدمير 6 مساجد بشكل كامل، وإلحاق
أضرار بباقي المساجد، فيما استشهد 85 مواطناً، وأصيب 100 آخرون من سكانها خلال العدوان
الماضي.
وتنوعت المبادرات الخمس، التي جاءت ضمن فعاليات المخيم الصيفي الشبابي،
الذى افتتح فعالياته في خزاعة الأسبوع الماضي،
ما بين تلوين بعض الأحياء، ورسم البسمة على وجوه الأطفال، وإعادة تدوير المخلفات إلى
أشكال فنية جمالية، إضافة إلى ورش توعوية للأمهات حول آليات التعامل مع أطفالهم أثناء
الأزمات، أما المبادرة الخامسة ستوثق قصص الناجين بشكل فنّي على البيوت المدمرة أو
على أغراض المصابين أو الشهداء.
وأوضح حسام شحادة مدير المركز الثقافي، أن فكرة المخيم تقوم على تطوير
قدرات ومهارات مجموعة من الشباب والشبات على يد مختصين في مجالات الدعم النفسي والاجتماعي
والفني؛ ليقودوا مبادراتهم بفاعلية في تغيير لون الحياة، وإضفاء نمط حياة على المنطقة
من خلال تنفيذ نموذج مشرق لأحد أحياء خزاعة.
وأكد شحادة أن أنجع طرق التدخل
لترميم البيئة النفسية للشباب، إشراكهم بأنشطة مجتمعية فاعلة تتيح لهم المساحة الكافية،
لاستثمار طاقاتهم وتوجيهها؛ لتكون منتجه وإيجابية، تعكس مكنون ذواتهم ضمن أشكال إبداعية
وفنية يخاطبون بها العالم، ويرسلون رسائل بأنهم شعب يصنع من ركام الحروب حياة، وأنهم
جديرون بحياة آمنة.
بدوره، أوضح منسق الأنشطة الثقافية في المركز الثقافي، علي الشنا، أن هذا
المخيم يأتي ليعزز الصحة النفسية للشباب المشاركين من خلال تنفيذهم لمجموعة من المبادرات
الشبابية داخل بلدتهم يتعاملون فيها مع مختلف فئات المجتمع، إلى جانب تنفيذ أنشطة دعم
نفسي ورحلات ترفيهية.
وبين الشنا أن مخرجات المخيم تأتي لتعبر عن الواقع المأمول وتطلع الشباب
على بلدتهم التي يتمنون أن تكون رمزاً للحياة، ورمزاً للإبداع.
وعبرت المشاركة في مبادرة تدوير المخلفات خولة قديح، عن سعادتها بالمشاركة،
لافتة إلى أنها استفادت كثيراً من المدربة الفنية نجلاء أبو نحلة. وقالت: "تعلمنا
أنه لا يوجد شيء اسمه مخلفات؛ فتعلمنا كيف ندورها لنصنع منها أشكالا وتحفًا فنية تبهج
النفس"، مشيرة إلى أن انخراطها بالمبادرة عزز من ثقتها بنفسها، وخفف من كمّ الضغوطات
المتراكمة بداخلها.
أما الشاب عبد الله عميش، المشارك في مبادرة رسم البسمة على وجوه الأطفال،
فقال: "أشعر بالسعادة المفعمة بالحياة في وجوه الأطفال وابتساماتهم"، مضيفاً
"نجتهد أنا وفريقي بالمبادرة لرسمها على وجوههم والتخفيف عنهم كمّ الضغوطات النفسية
التي تعرضوا لها أثناء وبعد الحرب".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام