القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تقارير إخبارية

خيمـة احتجاجية بمطالـب صحيـة تقفـل أبـواب «الأونـروا»

خيمـة احتجاجية بمطالـب صحيـة تقفـل أبـواب «الأونـروا»

زينة برجاوي - السفير

وقفت ريان، وهي فتاة فلسطينية في السابعة، أمام «مكتب بيروت الوسطى للأونروا»، في منطقة وطى المصيطبة، وهي تضم إلى صدرها لعبة بلاستيكية على هئية طفل، وحملت بيدها لافتة كُتب عليها: «ماتت على باب المستشفى نتيجة الإهمال».

كيف لا تعتصم ريان، وأترابها من الأطفال الفلسطينيين يفارقون الحياة على أبواب المستشفيات بسبب غياب التمويل اللازم للتأمين على حياتهم، ولضمان شفائهم إن مرضوا.

وريّان لم تكن الوحيدة في اعتصام الأمس، كانت مع العديد من أطفال «روضة الأقصى» في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة في خيمة الاعتصام المفتوح الذي دعت إليه اللجان الأهلية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، «احتجاجًا على تراجع خدمات الأونروا».

واستدعى الاعتصام مشاركة أطفال من أصحاب الحالات الصحية الصعبة، وقد اعتصموا فوق كراسيهم المتحركة. فحضر علي الخطيب الذي يعاني من استسقاء مياه، وكانت عائلته قد تلقّت دعمًا من الأونروا نسبته ثلاثون في المئة من أصل فاتورة بلغت قيمتها مليوناً وخمسمئة ألف ليرة لبنانية، كما تؤكد والدة الطفل.

كما حضر سليم حسين (10 سنوات) الذي يعاني من ضعف في عضلات قدميه، وهو بحاجة الى طبابة، ومدرسة تستقبل حالته. وجاءت أيضا هديل داوود (12 عاما) التي تعاني من مرض في عضلات جسمها والأعصاب، وقد توقفت عن تلقي العلاج لأن والدها لم يعد بوسعه تأمين كلفة العلاج التي تصل الى ستمئة دولار يتوجب دفعها مرة كل ثلاثة أسابيع.

والاعتصام هو الرابع من نوعه على مستوى لبنان، والأوّل الذي يعقد أمام مكتب بيروت الوسطى وينظّم للغاية نفسها. وكانت التحركات الهادفة إلى دعم الخدمات الطبية قد بدأت منذ حوالى شهر، إثر وفاة أكثر من طفل على أبواب المستشفيات، نتيجة عدم الاستجابة لحالاتهم الطارئة بسبب غياب التمويل اللازم.

وقد قرّر المنظمون أن يستمر الاعتصام مفتوحا هذه المرة حتى صباح الاثنين المقبل، فنصبوا خيمة احتجاجية أمام المكتب الذي أُقفلت أبوابه بانتظار رفع الاعتصام.

وتعتبر الطبابة من المطالب الملحّة التي يرفعها أهل الشتات الفلسطيني، منذ فترة، وقد حدّدوا بنودها بتحسين الخدمات الصحية ورفع نسبة تغطية التكاليف الطبية إلى نسبة تسعين في المئة، بحيث تشمل الاستشفاء، وجميع العمليات الجراحية، وعلاج الأمراض المزمنة، والفحوصات، والتصوير على مختلف أنواعه.

وبينما يؤكد منظمو الاعتصام، في بيان أصدروه امس، على أن «مشروع الإصلاح الذي أعلنته الأونروا لم يترجم عملياً على الأرض إلا بحدوده الشكلية والسطحية، وقد زاد الهدر والفساد الإداري والمالي في إدارات ومؤسسات الأونروا»، يقول مدير منطقة بيروت الوسطى في «الأونروا» محمد خالد لـ»السفير» إن «الأونروا نزلت عند رغبة المعتصمين بإقفال المكتب، وفضّلت تجنّب مواجهة أي مشكلة معهم». وأكدّ خالد على أن «الأونروا تتكفّل بالحالات المستعصية وتعتبرها أولوية، وتحاول بأي طريقة مساعدة بقية المرضى». ويشدد على «عدم وجود أي ميزانية مخصصة للطبابة حاليًا»، داعياً المعتصمين الى «توجيه ندائهم، مع الأونروا، الى الدول المانحة لتقديم هبات».

وفي البيان الصادر عن منظمي الاعتصام، طولبت «الأونروا» بـ»وضع آليات محددة لضبط عملية التوظيف بما يحقق الشفافية والاختيار وفق الكفاءة، وتأمين الميزانيات اللازمة لإعادة إطلاق مشروع الأمان الاجتماعي وفق معايير موضوعية وعادلة وبعيدا عن المحسوبيات». كذلك، دعا البيان الى «تطوير العملية التعليمية بشكل فعلي وليس صوريًا بما يرفع من مستوى التحصيل الدراسي، وذلك من خلال خطط وبرامج مناسبة وزيادة عدد المعلمين وتزويد الطلاب بالقرطاسية الكاملة، وإيجاد المنح الجامعية لكل الطلاب الفلسطينيين الجامعيين».

ورفع المعتصمون لافتات تقول: «لا للفساد الإداري والمالي في الأونروا»، و»أين ندفن موتانا يا سيد سيلفادور لمباردو؟.. ويأتي الشعار الأخير ليشير إلى ارتفاع نسبة الوفيات أمام المستشفيات، وعدم تخصيص أي شبر إضافي للاجئين كي يدفنوا فيه موتاهم.

بدورهم، حمل الأطفال المشاركون في الاعتصام لافتات تؤكد على: «لي الحق في التعليم»، و»من حقنا أن يكون لنا ضمان صحي»، و»لي الحق في الاستشفاء».