القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

«خيمة العودة» تتضامن مع الأسرى.. المشاركون يؤكدون شمولية القضية الفلسطينية ووحدتها

«خيمة العودة» تتضامن مع الأسرى.. المشاركون يؤكدون شمولية القضية الفلسطينية ووحدتها
 
 
الأربعاء، 23 أيار، 2012
لينة عطوات/ خاص «لاجئ نت»

غنية هي تلك الأمسية، حافلة بكل أبعادها.. بَرَكةُ الأسرى كانت تحلق في ساحة الشهداء بصيدا، وعبق روحهم الحرة كان يفوح من كلمات الحاضرين المشاركين في اليوم الخامس من أيام «خيمة العودة». أمسية الخيمة كانت تعجّ بشخصيات وطنية ودينية، فلسطينية ولبنانية، أتوا جميعاً ليسجلوا موقفاً تضامنياً مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.. تجمعٌ ينطق بحال نفسه ليؤكد أن قضية فلسطين والأسرى ليست حكراً على فئة دون أخرى، فهي همّ كل عربي ومسلم.

تنوّعت الكلمات، وانتقل المايكرو بين المشاركين، ليسجّل مداخلات كان أولها لمفتي صور وأقضيتها الشيخ مدرار الحبال، ثم كلمة للجماعة الإسلامية في لبنان، ألقاها مسؤولها السياسي في صيدا بسام حمود الذي شدد على فشل مؤامرة تحجيم القضية الفلسطينية الاسلامية، ودليل ذلك أن العالم العربي والاسلامي الحي مهما تعددت جنسياته، فإن قلبه ينبض بحب فلسطين قضية الأمة.

«خيمة العودة»، جمعت كل الاتجاهات السياسية على الصعيدين اللبناني والفلسطيني، فحركة أمل وتيار الفجر (بشخص رئيسه الحاج عبدالله الترياقي) كانا حاضرين في التجمع التضامني مع الأسرى، وكان لهما كلمتان أكدا فيهما على انتصارهم للأسرى حتى نيلهم الحرية كاملة، كما وجه من جانبه المتحدث باسم حركة أمل بسام كجك نصيحة للفصائل الفلسطينية بامتلاك الوعي التام للحؤول دون الوقوع في براثن الفتن الحاصلة.

بدوره المسؤول في حركة فتح العقيد ماهر شبايطة شدد على أن المصالحة الفلسطينية هي القضية البوصلة التي يجب أن تستكمل لأنها نصر لشعب فلسطين وأحرار العالم، كما تمنى على الجانب اللبناني وتحديداً الإعلام، عدم زجّ الفلسطينيين بكل فئاتهم في خلافات الساحة اللبنانية، مؤكداً أن الفصائل الفلسطينية واللاجئين حريصين أشد الحرص على عدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني مهما حصل.

ومن فتح إلى حماس، تحدث ممثلها في منطقة صيدا وسام الحسن، الذي لفت إلى أن الأسرى انتزعوا حقهم انتزاعاً من سجانهم وانتصروا بمعركة الإرادات بفضل إصرارهم وثباتهم. كما أكد أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية للعالم العربي والاسلامي. واستكمل كلمة حماس، عضو القيادة في الحركة أحمد عبد الهادي الذي أشاد بانتصار الأسرى في معركتهم الشرسة مع العدو الصهيوني، ومن جهة ثانية أكد أن الشعب الفلسطيني يتمسك بالعودة مهما حاول العديد من المغرضين لاستهداف حق العودة بفرض سياسة التوطين وغير ذلك من الإجراءات. وناشد عبد الهادي الذين يطلبون من الجانب الفلسطيني الوقوف على الحياد تجاه بعض القضايا الداخلية اللبنانية، أن يقوموا بدورهم بعدم جرّ الشعب الفلسطيني وفصائله إلى مربعات الفتن الداخلية، وأن لا يدفعوا بعض أبناء الشعب الفلسطيني إلى أتون الانقسام اللبناني، حيث أن قناعة اللاجئين بوجود أجواء الأمن والأمان لهم يكمن باستقرار الساحة اللبنانية، ووقوفها إلى جانب برنامج التحرير والعودة.

التضامن مع الأسرى لم يكن مقتصراً على الحضور الرسمي، فالحاضرون وجهوا أيضاً كلمة للأسرى، حيث قال الحاج علي: «انتصار الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية لا يعني أن قضية الأسرى انتهت، هم حققوا جانباً من حقوقهم كمعتقلين، ولكن النصر الأكبر يكون بتحرير الأسرى كاملاً من سجون الاحتلال ونيلهم الحرية».

حضور الصغار لم يكن عبثياً أيضاً، فكان من اللافت وعي الأطفال الحاضرين إلى «خيمة العودة» بسبب وجودهم في هذا التجمع، وهنا تقول الطفلة سجى: «إجيت أقول للأسرى الله ينصركم، وإحنا معكم».. كلمات بسيطة بريئة تؤكد أن الصغار رضعوا حب القضية ولم ينسوا وطنهم المسلوب.

لم تكن أصوات الكلمات هي فقط الحاضرة هناك، فالأهازيج والأناشيد والأشعار الوطنية والفلسطينية علا صداها الشجي من «خيمة العودة»، كما تخلل جلسة التضامن عرض مصور عن الأسرى، ومحاضرة قدّمها الخبير في شؤون الأسرى فهد حسين.

وعند الغروب حضر ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، القادم حديثاً من أرض الرباط في غزة، وألقى كلمة تحدث فيها عن الأوضاع اللبنانية، وعدم تدخل الفلسطينيين فيها، وعن المصالحة الفلسطينية، وعن مشاهداته في رحلته إلى قطاع غزة.

التفاعل الواضح الذي شهده يوم الثلاثاء، يوم التضامن مع الأسرى، هو تعبير عن الحبّ الذي يكنّه اللاجئون الفلسطينيون لبلادهم وقضيتهم بكل مفرداتها (الأسرى، القدس حق العودة، التحرير وغيرها)، وبأن هذا الحب الجمّ قد ينقلب غضباً وجمراً في وقت يعتقد فيه المتآمرون أنهم نالوا مرادهم..