خيمة فوق السطوح في مخيم البرج: هنا القصة والحب... هنا ذكريات الأرض
الخميس 31 آذار 2011
زينة برجاوي - السفير
الاسم: فلسطيني. الأرض: إحدى قرى فلسطين المحتلة. المخيم: مكان إقامة اللاجئ، الذي أتى للتوقيع على عريضة تطالب بـ»إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية»، في يوم الأرض.
زارت العريضة كل منزل من منازل المخيمات الفلسطينية المتواجدة في لبنان، ووقّع عليها عدد كبير من اللاجئين، مطالبين باستعادة حقوقهم كبشر وكلاجئين وكفلسطينيين، وفي مقدمتها حق العودة إلى الأرض. ولأن الأرض هي رمز الوحدة، أطلقت حملة «إنهاء الانقسام» العريضة، و«سيتم الإعلان عن عدد الموقعين خلال مؤتمر صحافي يعقد لاحقاً، قبل تقديم الحصيلة إلى ممثلي القوى الفلسطينية»، بحسب أمين سر الحملة يوسف أحمد.
ولم تخل العريضة من توقيع سفير منظمة التحرير الفلسطينية عبد الله عبد الله الذي زار أمس «الخيمة» الفلسطينية، التي افتتحتها الحملة الشبابية إحياءً لـ«يوم الأرض» في مخيم برج البراجنة. وتأتي الخيمة ضمن نشاطات الحملة التي تعتبر الأولى من نوعها، وهي مفتوحة زمنياً حتى «إنهاء الانقسام السياسي».
وكانت مخيمات لبنان أمس، قد زفّت الأرض المحتلة، بسلسلة من النشاطات في بيروت والمناطق.
كذلك، شارك طلاب روضات المدارس في مخيم شاتيلا بمسيرة تضامنية، حملوا خلالها لافتات خاصة بـ»يوم الأرض».
وللمناسبة ذاتها، تقيم «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، عند الحادية عشرة من صباح اليوم، اعتصامًا لإحياء الذكرى، في مخيم شاتيلا.
خيمة... في ضيق المساحات!
ترتفع الخيمة الفلسطينية التي أطلقتها الحملة الشبابية فوق مساحة واسعة من سطح مبنى يتألف من أربعة طوابق في مخيم برج البراجنة. وقد اختير السطح موقعاً لها، نتيجة ضيق المساحات في المخيم، علماً بأن المبنى ما زال قيد الإنشاء، فيتّسع لسرد حكاية القضية الفلسطينية منذ العام 1948 وحتى اليوم.
في الخيمة، تُستعاد قصة فلسطين وقراها، فوق منصات نسقتها مؤسسات وجمعيات أهلية شاركت في إنشاء الخيمة، تحت شعار «نوصيكم بالوحدة الوطنية.. لا للانقسام». فيحضر في الخيمة التراث الفلسطيني من ألفه إلى يائه، ما يجعلها شبيهة بكتاب تاريخ يحكي عن أجيال ورثت الحب والولاء لقضية تمتلك أرضاً وأُبعدت عنها.
هنا، تجد «الدلّة»(إبريق الزيت)، و«الحلّة» (قدر الطهو)، و«البلاطة» (لدقّ الكبة) والمهباج لطحن القهوة. ولشجرة الزيتون، بما تزهره من قصص فلسطين، زينةٌ خاصة مكوّنة من الأمثال الفلسطينية الشعبية: «المستعجل ما بيسوق»، و«من طقطق للسلام عليكم»، و«راح قدّوح وإجا منشار»، و«قلة الشغل بتعلّم التطريز»، و«من الشجر للحجر».
وعُرضت في المكان رسومات لتلامذة المدارس، عبّروا فيها عن مفهومهم للقضية فلخّصوها بدبابات، ومنازل، وأعلام فلسطين، والعلم الإسرائيلي محروقاً. وحضرت الى الخيمة أيضا الصورة الشهيرة للسيدة المسنّة التي أمسكت بجذع شجرتها، حين قرر العدو مصادرة أرضها، خلال الانتفاضة الثانية. وللأطفال رسالة خاصة من القلب يوجهونها في يوم الأرض، غنوها في لوحات فنية حملت عنوان: «الوحدة الوطنية، الحقوق الإنسانية، وحق العودة».
تحكي كل منصة عن حكــاية من حكــايات فلسطين. ويروي المسنون الذين زاروا الخيمة ما تعنيه كل صــورة في سجل «يوم الأرض». يحنّون إلى القــرى حلــمت أسماءها لافتة كبيرة تطــالب بحق العودة إلــى كل منها.
وكي لا تُنسى، عُلّقت لافتة كبيرة، كُتب عليها: «ألا تعنيكم هذه الأرقام؟»، وهي أرقام قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية والصادرة منذ العام 1947.
يذكر أن المؤسسات والجمعيات الاهلية التي تبنت حملة التواقيع على العريضة هي: «بيت أطفال الصمود»، و«مؤسسة غسان كنفاني»، و«الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية»، و«جمعية المرأة الخيرية»، و«روضة فلسطين»، و«جمعية الكشاف»، و«جمعية البرامج النسائية»، و«مركز التدريب المهني»، و«جمعية النجدة الاجتماعية»، ومركز «أحلامنا»، و«نادي مجدّو»، و«نادي الجليل»، و«جمعية الأخوة الثقافية»، و«روضة براعم الأقصى»، و«المركز العربي الفلسطيني».
وزار الخيمة أهالي المخيم، بالإضافة الى مسؤولين من قيادتي «فتح» و»حماس». ووقّع جميع زوارها على عريضة «إنهاء الانقسام». وفي حين يرى مسؤول اللجان الشعبية في مخيم برج البراجنة حسني أبو طاقة أن «الانقسام ينتهي بالنضال من أجل حق العودة»، يلفت مسؤول «الجبهة الديموقراطية» علي فيصل الى أن «الانقسام ينتهي بالرهان على هذه الحملة الشبابية»، مؤكدًا ان «الأرض اليوم تتكلم العربية باللهجة الفلسطينية».