دلال
عجاوي..عندما تتمثّل الغصّة «بلجوءٍ و4 أبناء مرضى»
الأربعاء، 08 تموز، 2015
في ضيعة
صغيرة في مدينة صور اللبنانية حطّ الرحال باللاجئة الفلسطينية من سورية إلى لبنان دلال
عجاوي، حيث تسكن هناك في منزل صغير يأويها وأبنائها الأربعة من التشرّد والضياع.
عندما
نزحت دلال من مخيم اليرموك تحت القصف والقنص إلى لبنان، كانت تعلم أنّ الحلقة الأولى
من مسلسل اللجوء قد ابتدأت، لكنها كانت على يقينٍ تام أنّ خروجها أهون الشرّين في ظلّ
القتل والدمار الذي طال الحجر والبشر في المخيم.
تعمل
عجاوي في راتبٍ بسيطٍ لا يكفي إيجار المنزل واحتياجات عائلتها، فزوجها قد توفّي منذ
مدّة وترك لها 4 أبناء جميعهم مرضى يعانون من أمراضٍ مختلفة.
وما زاد
الطين بلّةً على معاناتها هي قرارات الأونروا الأخيرة بتقليص الخدمات المقدّمة لفلسطينيي
سورية في لبنان، إذ كانت تعتمد بالدرجة الأولى على مبلغ "المئة دولار" بدل
الإيجار الذي كانت تدفعه الأونروا لفلسطينيي سورية. لكن مع إلغاء بدل الإيجار بات الوضع
جد صعب عليها، وفي ذلك تقول دلال لشبكتنا «يصعب عليّ أن أدفع إيجار البيت مني، فالمعاش
لا يكفي إذ يذهب أكثره على الأدوية وحفّاضات لابنتي المقعدة... وسأضطر حينها السكن
في أحد البساتين أو في كراج أو أي شيء آخر يأوينا».
ما يقلق
دلال على مصير عائلتها أكثر هو المرض الذي يلتفّ حولها وأبنائها الأربعة، فمنهم من
هو بحاجة الى عملية مستعجلة لدرأ الخطر عن حياته، وما بيدها حيلةً لإنقاذه.. وتشير
بأسى «أنا مريضة إذ أعاني من نقص تروية وشريان مغلق، وأبنائي الأربعة جميعهم مرضى،
فابني البكر موسى يعاني من السكّر حيث لا ينزل معدله عن ٦٠٠، بالإضافة إلى أنه أجرى
عملية القلب المفتوح ومنذ فترة تعرض لجلطة، والآن يعاني آلاماً كثيرة».
تضيف
عجاوي والغصة بادية على محياها تمنعها من البكاء «وابنتي مروة أجريت لها عملية منذ
فترة نتيجة الوجع الدائم في رأسها، تعاني من بحصة في الكلاوي، وهي الآن تحتاج إلى عملية
لإزالة التضخّم في اللحمية في أنفها. أمّا ابني محمد فيعاني من الروماتيزم، ويحتاج
كل 21 يوم الى إبرة روماتيزم».
تشرُدُ
دلال بعض الوقت حَزَناً على أبنائها الذين لم يتذوقوا جمال ربيع العمر، وعاشوا محرومين
منذ صغرهم، ليزيد اللجوء من حدة الحرمان. وتتابع دلال قائلةً «ابنتي الصغيرة ملك مقعدة
تعاني من الشلل منذ ولادتها، وهي تحتاج الى
دواء بشكل متواصل نتيجة وجع الظهر الذي يلازمها، وهي بحاجة الى عملية مستعجلة في ظهرها
بكلفة تصل الى 3500$ حتى تشفى ويزول الخطر عنها».
أكثر من 200$ مصاريف أدوية تحتاجها دلال وأبنائها
شهرياً، لكن مع غلاء الأسعار في لبنان وتقشف الأونروا في مساعداتها لفلسطينيي سورية،
تقف والعجز يعتريها عن تأمين مستلزماتهم، وتقول عجاوي «أحياناً أضطر أن أشتري بعض الأدوية
مني حتى وإن كانت متوفّرة في عيادة وكالة الأونروا في مخيم البص في مدينة صور، فالعيادة
بعيدة عني وما أوفّره من مصروف بعض الأدوية أضعهم على أجار الطرقات.. ما من حل ينقذني!».
الحمل
ازداد والحياة تضيق بخناقها على العجاوي وعائلتها، كما على آلاف الفلسطينيين السوريين
في لبنان الذين بات حلم الهجرة الأوروبية، وارتياد قوارب الموت أهون من تلك الحياة
التي يحيون ويموتون فيها ألف مرة!
المصدر:
شبكة العودة الإخبارية