القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

دمار غزة على ورق الكرتون

دمار غزة على ورق الكرتون


الأربعاء، 18 آذار، 2015

بيتٌ من الأسبست أصابه صاروخ إسرائيلي يقابله مسجدٌ دُمّر جزئيًا، وبجانبه بيتٌ سُوّي بالأرض، وآخر هُدم طابقه الثالث، وأرض زراعية اقتلع صاروخ جذور أشجارها، وشارعٌ أوقف الدمار حركة السير فيه.

صورة واقعية جسّدها الشاب الفلسطيني محمد رزق الزيتي (21 عامًا) من شمال قطاع غزة من خلال مجسمات كرتونية؛ ليحاكي واقع مئات الأحياء السكنية التي دمّرها الاحتلال الإسرائيلي كليًا أو جزئيًا خلال عدوانه الأخير على القطاع صيف العام الماضي.

ويحاول محمد بمجسماته أن يوصل بطريقة فنية خاصة رسالة للعالم عن آثار العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، وحجم الدمار الذي خلفه في المباني والأراضي الزراعية، فضلًا عن الإنسان.

الموهبة

ويقول محمد ل"صفا": " بدأتُ موهبتي الفنية وأنا في عمر ال16وتدرجت بها، بدايةً برسم الشخصيات الكرتونية وصور الطبيعة والأطفال، ووصولًا إلى صناعة المجسمات بواسطة الكرتون.

وبسبب ظروفه المادية الصعبة وانخفاض الطلب على منتجاته والأزمات الاقتصادية والسياسية في القطاع قطع محمد مشواره الفني ليعمل بمهنة محلية بديلة تجلب له المال.

ويضيف " بعدما فشلت بالعثور على فرصة عمل بديلة قررت العودة إلى مجال الفن وخاصة التشكيلي والتطوير من قدراتي الفنية، وابتكار أفكار ومشاريع جديدة تزيد من إقبال الناس عليها".

"مأساة غزة"

ويوضح محمد أن مشروع الحي المدمر "مأساة غزة" جاء بناءً على طلب إحدى معلمات مدرسة حفصة القريبة من منزله بعمل فكرة فنية تمثل الدمار الذي حلَّ بالأحياء السكنية في القطاع بعد العدوان الإسرائيلي الأخير.

ويشير إلى أن المشروع جاء بعد عدة مشاريع سابقة طلب أصحابها منه تنفيذها ومنها بناءه مجسم للمسجد الأقصى، وأخر لبرج إيفل والعديد من المجسمات الصغيرة الرائعة.

ولفت إلى أنه في بداية مشواره الفني كان يحتفظ بأعماله الفنية في بيته، مبيناً أنه في الوقت الحالي يقوم بعرض وترويج جميع أعماله على صفحته الخاصة على "فيس بوك" لتلاقي رواجًا وإقبالًا أكبر.

وقال إن تغطية المؤسسات الصحفية لمشروعه وتشجيع الناس له شكّل لديه دافعاً للإبداع في أفكاره الفنية وبناء مشاريع جديدة، مشيرًا إلى أنه يعزم على بناء مشروع إعمار للمباني المدمرة بصورةٍ مكملةٍ للأولى.

معيقات

ويعاني محمد من نقص الأدوات والمواد اللازمة كالكرتون والكلكل والأقلام والأوراق الخاصة من جانب، ومن جانب آخر الحالة المادية الصعبة التي تعيشها أسرته.

ويقول إنه أنجز مشروع الحي المدمر بمبلغ بسيط كان يحتفظ به، مشيرًا إلى أن موهبته تتعدى إلى مشاريع أكبر ولكنها بحاجة إلى تمويل كبير ودعم ورعاية خارجية، مشيراً إلى أن عدم توفر معرض خاص به يحجب النور عن مشاريعه المتنوعة ولا يعطي دافعًا للعمل.

وطالب المؤسسات والجمعيات الفنية بتبني مشاريعه ومساعدته في تطوير قدراته الفنية، إلى جانب توفير الكرتون المقوى والورق الخاص برسم المخطط التفصيلي للمشروع والأقلام الخاصة للرسم.

أعمال إبداعية

ويقول رئيس منتدى الفن الفلسطيني سعد اكريم إن أعمال ومشاريع الفنان التشكيلي الصاعد محمد الزيتي التي تجسد واقع قطاع غزة يتجلى فيها الإحساس الفني والإبداع.

ويؤكد على دور الفن التشكيلي كأبرز الفنون ممثلًا قوةً ناعمةً ومؤثرة، ولغة تنطق بحق الشعب الفلسطيني في كل المحافل.

وطالب اكريم الجهات الحكومية وخاصة الجهات المسئولة في وزارة الثقافة ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الفنية المعنية بالاهتمام بهذه المواهب التي تبنت بفنها قضايا وهموم الوطن ونصرة قضيته.

المصدر: وكالة صفا